الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

30 عاما على تحرير "طابا".. "البوابة نيوز" ترصد رحلة استرداد قطعة من الوطن في 11 نقطة.. والتحكيم الدولي ينهي سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على المدينة 22 عاما

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُصادف غدا؛ التاسع عشر من مارس، ذكرى تحرير "طابا"، وتحرير كامل التراب المصري، حيث شهد عام 1989، رفع العلم المصري فوق أرض طابا المصرية، وإعلان نداء السلام من فوق قطعة من الوطن ظلت في براثن الاحتلال الإسرائيلي، لمدة 22 سنة، ثم عادت بعد معارك ضارية خاضتها الدولة المصرية بالفكر والعرق والدم.

30 سنة مرت على ملحمة استعادة طابا، آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، حيث تقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كيلومترا جنوب طابا، التي خاضت مصر من أجلها رحلة طويلة، عسكريًا وسياسيًا، امتدت لما يقرب من 22 عاما، بعدما بدأت خطواتها الأولى بعد أيام معدودة من نكسة 1967.
"البوابة نيوز" ترصد، في 11 نقطة، تاريخ "طابا" ورحلة استعادة مصر قطعة من الوطن ظلت في براثن الاحتلال الإسرائيلي لمدة 22 سنة:

(1) عام 1892: توفى الخديوي توفيق مطلع عام 1892 وكان مطلوبًا أن يصدر الباب العالي العثماني فرمانًا لاعتلاء ابنه الخديوي عباس حلمي الثاني عرش مصر، ولما كان السلطان عبد الحميد الثاني يريد تحجيم وجود الاحتلال الإنجليزي عن أراضي الدولة العثمانية فقد أصدر فرمان يحرم مصر من أى وجود على خليج العقبة مما أثار قضية عرفت باسم؛ قضية الفرمان، والتي انتهت بتراجع الباب العالي العثماني، وبالاتفاق على حدود واضحة لمصر من الشرق تقع من نقطة شرق العريش أو رفح إلى نقطة تقع على رأس خليج العقبة.
(2) عام 1906: أثيرت قضية عرفت باسم قضية طابا عام 1906 حينما قررت الدولة العثمانية وضع عدد من الجنود على رأس طابا مبررة ذلك بأن طابا ملكا لها إلا أنها اضطرت أيضا إلى التراجع وإخلاء الموقع نتيجة للضغط الأجنبي، وقرر الاحتلال الإنجليزي وضع حدود مرسومة ومعترف بها دوليا لمصر التي كانت بالطبع تشمل طابا والمنطقة المطلة عليها من البحر.
(3) عام 1922: بعد أن اعترفت إنجلترا بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة في تصريح 28 فبراير 1922 أخذت حدود مصر طابعا دوليا، فضلا عن قيام الانتداب البريطاني على فلسطين، مما عزز هذه الحدود وسميت بالحد الفاصل.

(4) عام 1956: بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر، تم توقيع اتفاقيات للهدنة بين مصر وإسرائيل وكذا الأمم المتحدة ووافقت إسرائيل وقتها على خط الهدنة الذي حَدد خارج أراضى طابا والجزء المطل على البحر.
(5) عام 1967: في 5 يونيو 1967 احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا.
(6) عام 1973: في السادس من أكتوبر 1973، خاضت مصر حربًا، انتصرت فيها، ضد العدو الإسرائيلي، حيث تم فض الاشتباك الأول فى يناير 1974، ثم فض الاشتباك الثاني فى سبتمبر 1975.

(7) عام 1979: وقع الرئيس السادات معاهدة كامب دافيد، فى 26 مارس 1979، التي تطالب دولة الاحتلال الصهيوني الخروج من كل سيناء، غير أنه نشأ الخلاف حول 10 كيلو مترات "طابا" حاولت إسرائيل أن تظفر بها فى أخر لحظة كما هى عادتها.
(8) عام 1982: في 25 أبريل 1982 خرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل ارض سيناء ما عدا طابا، حيث أعلنت ضم منطقة طابا إليها بادعاء أنها داخلة فى نطاق فلسطين تحت الانتداب، في حين أن معاهدة السلام قد نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية وحددت المعاهدة أن هذه الحدود الدولية هى الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، كما حاول الجانب الإسرائيلي الاعتماد على فكرة تزييف الحقائق خلال سيطرتهم على المنطقة من 1967 إلى 1982 فعمدوا إلى محاولات لتغيير ملامحها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو، وقاموا بإزالة أنف الجبل الذى كان يصل إلى مياه خليج العقبة وحفر طريق مكانه يربط بين مدينة إيلات الإسرائيلية ومدينة طابا المصرية.
(9) قررت مصر أن تكون معركتها لتحرير "طابا" قانونية دبلوماسية تستخدم فيها كافة الوثائق والمخطوطات التى تحصل عليها من دور المحفوظات العالمية لكى تثبت للعالم أجمع أن حق مصر لا شك فيه وغير قابل للتنازل، فبعد المناورات الاسرائيلية وقعت مصر واسرائيل اتفاقا يقضى بحل الخلاف عن طريق التفاوض فإن لم تصل الى حل يكون عن طريق التوفيق أو التحكيم وفشلت المفاوضات وحاولت اسرائيل أن يكون الحل عن طريق التوفيق ولكن مصر رفضت بقوة لأن التوفيق عادة ما ينتهى بتنازل كل طرف عن بعض مطالبه وقبول حل وسط وصممت مصر على التحكيم الدولي.

(10) عام 1985: فى يوم 13 مايو 1985 أصدر رئيس مجلس الوزراء المصري وقتها قرارًا حمل رقم 641 ينص على تشكيل" اللجنة القومية العليا لطابا" من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية، وهذه اللجنة تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر، وقد نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، أى فى الفترة بين عامي 1922 و1948 وبالرغم من ذلك فإن اللجنة المصرية بدأت البحث فى الوثائق بدءا من ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها.
(11) عام 1989: في 19 مارس 1989 خرجت دولة الاحتلال الإسرائيلي من طابا، حيث نجح فريق الدفاع المصرى فى أن تُصدر هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر فى ممارسة السيادة على كامل ترابها وامتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغة اسرائيل فى التنفيذ الى جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشآتها الى مصر حتى وصلت الملحمة الى المشهد الأخير بتسليم طابا فى 15 مارس 1989 ورفع العلم فى 19 مارس.