الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مسلسل الإهمال الطبي مستمر داخل المستشفيات.. "عبدالحفيظ" دخل المستشفى لإجراء جراحة في الكلى.. فبتروا له ساقه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال مسلسل الإهمال والأخطاء القاتلة للأطباء سواء فى المستشفيات الخاصة أو الحكومية عرضا مستمرا، آخر ضحايا ذلك المسلسل، هو شاب فقد إحدى ساقيه، عقب عملية بتر لها لإصابته بغرغرينة بها خلال إجرائه عملية جراحية بالكلى.

الشاب يدعى «عبدالحفيظ قرشى عبدالمجيد» والذى تقدم ببلاغ للنيابة العامة يفيد بتضرره من إهمال طبيبين هما « أ. م. ا»، والطبيب الثانى "ح م. خ" مما نتج عنه حدوث مضاعفات أدت إلى بتر الساق اليسرى.
وقال فى بلاغه: «إنه كان يعانى من وجود حصوة على الكلى اليسرى، فتوجه إلى الطبيب سالف الذكر، بمستشفى «العاصمة» فطلب منه إجراء بعض الفحوصات، التى أكدت حاجته لإجراء جراحة لتفتيت حصوة فى الحالب واستئصال ورم بالبروستاتا، وبالفعل تم إجراء العملية الجراحية له، بمعرف الطبيبين، وعقب انتهاء العملية فوجئ بجرح طولى بالبطن، وبسؤال الطبيب مجرى الجراحة، أفاده بأنه أثناء إجراء العملية، تبين له وجود تجمع بكتيرى بالمثانة، فقام باستئصاله دون الرجوع له أو أي من أهليته، وأضاف أنه تم تخديره بالبنج الكلى رغم اتفاقه مع الطبيب على التخدير عن طريق البنج النصفى، وعقب ذلك شعر بآلام بالساق اليسرى وعدم قدرته على تحريكها، فتم استدعاء الطبيب الثانى، والذى طلب إجراء بعض الفحوصات اللازمة، والتى بينت وجود انسداد بشرايين الساق اليسرى، وطلب تحويله لمركز رابعة العدوية، وبالفعل نقل إلى المركز وتم حجزه لإجراء عملية تسليك الشرايين، ولكن لم يتم تدخل جراحى له، حتى صرح الطبيب الثانى بخروجه مع الانتظام على مجموعة من العقاقير لمدة ثلاثة أشهر، ولكن لم يطمئن وقام خلال ذلك بالذهاب لأطباء آخرين، والذين أفادوا بوجود غرغرينة بالساق اليسرى، وشددوا على ضرورة بترها، فتوجه إلى مستشفى «الأندلس» وتم إجراء عملية البتر لساقه.
وأضاف المبلغ، أنه عقب إجراء العملية الجراحية له فوجئ بنزيف من البطن، فتم استدعاء الطبيب «ع. ال» والذى قرر له عدم تخييط البطن من الداخل، مما أدى إلى تلوث الجرح وخروج جزء من الأمعاء، وعلى إثر ذلك قام الطبيب بإجراء عملية جراحية لتنظيف الجرح وتخييطه مرة أخرى، وعلى ذلك قرر اتهام الطبيبين سالفى الذكر بالإهمال الطبى حياله، لقيامهما باستئصال التجمع البكتيرى بالمثانة دون الرجوع لأحد، وعدم تخييط الجرح داخليا والتسبب فى ألم فى ساقه اليسرى، واتهم الطبيب الثانى بالإهمال الطبى حياله لعدم إجراء جراحة تسليك شرايين ساقه، مما أدى إلى حدوث غرغرينة وبترها.

واستدعت النيابة العامة الطبيب المشكى فى حقه الأول وهو أستاذ مساعد جراحة المسالك البولية بطب عين شمس، وأقر بأن المريض قد حضر إليه وكان يعانى من حصوة الحالب وتضخم بالبروستاتا، وأبلغه بضرورة إجراء عملية جراحية لتفتيت الحصوة، واستئصال التضخم البكتيرى، وتم الاتفاق على إجرائها بمعرفته والطبيب المساعد له «م. ا»، وأضاف أنه أثناء ذلك وجد تكيسا بجدار المثانه فقام باستئصاله، دون الرجوع لأحد نظرًا لضيق الوقت، ولكونه الأصلح للمريض حيث إنه تحت تأثير التخدير، وعن اتهامه بعدم تخييط الجرح، أكد أنه قام بتخييطه بشكل سليم من خلال عدة طبقات، وتم إجراء العملية بنجاح وتحسنت حالة المريض، وعند شعوره بألم فى الساق تابع معه الطبيب الثانى، إلى أن استقرت حالته، وعقب خروجه من المستشفى انقطعت علاقته به.
كما استدعت النيابة الطبيب الثانى، إخصائى جراحة مسالك بولية حر، وأقر بما سبق ذكره، وبسؤال الطبيب الثالث والذى تم استدعاؤه للكشف على المريض، تبين عدم وجود أية علامات حيوية بالساق مما يستدعى بترها على وجه السرعة لعدم إمكانية معالجتها، فقام بإجراء العملية بنجاح.
وكشفت تحقيقات النيابة، عن أن الطبيب الثانى المشكى فى حقه غادر البلاد إلى السعودية، بموجب شهادة التحركات الواردة من مصلحة الجوازات والهجرة، ولم يصل فتعذر سؤاله.
وأمرت النيابة العامة بالسؤال عن الأطباء المشكو فى حقهم، عما إذا كانوا قد قاموا بإجراء العملية، والاستفسار عما إذا كان أي منهم لهم سابقة إهمال طبى، وبيان أوجه الإهمال تحديدا والمسئول عنه وتحديد مسئوليته.