الأم المثالية بشمال سيناء أميرة هليل عبد اللطيف سمحان، أرملة منذ 17 عاما وتبلغ من العمر، 61 سنة، حاصلة على بكالوريوس تربية وكيلة مدرسة إعدادي ولديها ابن وابنة، الابنة الأولى: بكالوريوس تربية والابن الثاني: الفرقة الثالثة بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا.
منذ صغر الأم وهى تعاني وتكافح حيث ولدت في أسرة مكونة من 9 أفراد وأب مريض ملازم الفراش وأم تعمل بالحياكة لمواجهة احتياجات الأسرة فساعدت الأم والدتها في أعمال الحياكة وعملت أثناء الإجازة الصيفية بأحد المصانع للملابس إلى جانب مساعدة الأقارب في تعليم أبنائهم بمقابل مادي بسيط وذلك لمساعدة أسرتها، حيث إن معاش والدها ضئيل ولا يكفي للصرف على تعليمها وخاصة بعد التحاقها بكلية التربية.
تزوجت الأم عام 1994 من زوج يعمل ممرضا وبعد ثلاث سنوات من الزواج أصيب زوجها حمدان البراوي بسرطان (المعدة) لتبدأ رحلة كفاح جديدة فقد أنفقت الأم كل ما تملك لمواجهة نفقات العلاج والسفر حتى أنها اضطرت إلى بيع أثاث منزلها بالكامل لإجراء عملية استئصال للمعدة وفي عام 2002 توفى الزوج تاركا لها الابنة الأولى 4 سنوات والابن الثاني عامين.
بعد وفاة الزوج تراكمت عليها الديون نتيجة مرض الزوج ولم تستطع دفع إيجار المسكن فانتقلت هي وأبنائها للعيش مع والدتها وبالرغم من ذلك كانت تهتم بدراسة أبنائها وتعليمهم فقامت بعمل جمعيات من راتبها حتى وفقها الله في سداد جميع ديونها والصرف على تعليم الأبناء.
تخرجت الابنة الأولى من كلية التربية وتحملت الأم الصعاب حتى أكملت جهازها وتزوجت، والابن الثاني بالفرقة الثالثة بالمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا وعلى الرغم من المصاريف الباهظة التي تتكلفها دراسته إلا أنها تتحمل من اجل استكمال الابن دراسته وحصوله على مؤهل عالي، إلى جانب رعاية والدتها المسنة.
