الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سيد درويش.. صانع النهضة الموسيقية

سيد درويش
سيد درويش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيد درويش، مغني وملحن مصري راحل، صوته العذب وألحانه الخالدة رشحاه لصناعة نهضة وتاريخ الموسيقى المصرية والعربية، وبمناسبة الذكرى الـ127 لميلاده، ترصد "البوابة نيوز" عددًا من المحطات المهمة في حياته كـ" فنان الشعب".
ولد السيد درويش البحر في 17 مارس 1892م، تطرق في أغانيه إلى مشكلات غلاء المعيشة وإلى العمال والصنايعية، فكانت أغانيه تسرى في وجدان الشعب، فيحبونها ويرددونها بكل حواسهم، فاستحق لقب "فنان الشعب".
ولقب كذلك بـ"مجدد الموسيقى العربية"، لانه أدخل الغناء البوليفوني إلى الموسيقى لأول مرة في مصر، كنوع جديد من تلحين "الأوبريتات" الذي مثل انقلابًا جديدًا في عالم الموسيقى العربية، فلحن أوبريت "شهرازاد" و"العشرة الطيبة" و"البروكة".
وربما لعبت الصدفة دورا كبيرا في حياة سيد درويش، وربما لولاها لما اشتهر، وما عرفه أحد، فبعد أن تزوج، وانشغل عن الموسيقى، واشتغل عامل بناء ليسد حاجات أسرته، يشاء القدر أن يسمعه الأخوين آمين وسليم عطا الله، وهو يدندن أثناء عمله ويرفع صوته بالغناء، وهما يجلسان على مقهى بجوار مقر عمله، فانتبها لصوته، واتفقا معه على أن يسافر معهما إلى الشام في رحلة فنية، وهناك تعلم هناك أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، وكان أول ألحانه "يا فؤادي ليه بتعشق".
استمر سيد درويش في تلحين الأغاني الغرامية بعد عودته من الشام حتى ذاعت شهرته، ووصلت إلى الشيخ سلامة حجازي بالقاهرة، الذي دعاه للمجئء إلى القاهرة، وبالفعل سافر سيد درويش، وأنشد أغانيه لجمهور القاهرة الذي قابله بفتور وعدم ترحيب، فعاد إلى مدينته في اليوم التالي، لكن لم تمضِ ثلاث سنوات حتى سافر له الشيخ سلامة ثانية عام 1917م وعرض عليه تلحين مسرحية "فيروز شاه" لفرقة جورج أبيض، ومن هنا انتبه له الجمهور، وكذلك باقى الفرق الموسيقي التى حرصت على اجتذابه لتلحين رواياتها.
أصبح بعد ذلك الملحن الأول في مصر متفوقًا على الجميع بموهبته، وفنه، فلحن لجميع الفرق المسرحية، مثل أوبريت "الباروكة" لفرقة "نجيب الريحاني"، كما قدم ألحانا عديدة لفرق "على الكسار"، و"منيرة المهدية"، وتنوع إنتاجه ليشمل أنماطا عديدة من التأليف الموسيقي، ووصل من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحا، و30 رواية مسرحية وأوبريت، ومائة طقطوقة، ومن أشهر "الطقاطيق" التي لحنها "يا ورد على فل وياسمين"، "طلعت يا محلا نورها"، و"سالمة يا سلامة"، و"زوروني كل سنة مرة"، و"الحلوة دي".
وفي 15 سبتمبر عام 1923، رحل فنان الشعب وعاشت ألحانه وأغانيه بعد أن استطاع بموسيقاه أن يؤثر في وجدان الناس، ويعبر عنهم ببساطة.