السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ثروت أباظة.. شيء من الإبداع

ثروت أباظة
ثروت أباظة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب والأديب ثروت أباظة، الذي رحل عن دنيانا في السابع عشر من مارس عام 2002م، تاركا إرثا أدبيا وثقافيا عظيما، أسهم في تشكيل وجدان المصريين عبر عقود طويلة.
ويعتبر ثروت أباظة، واحدا من أهم كتاب الرواية المصرية في مصر، فهو كان شغوفا ومحبا للاطلاع منذ صغره، وذلك يعود لنشأته في أسرة أدبية برز فيها الشاعر عزيز أباظة، والأديب فكري أباظة، ودسوقي أباظة، الى أن رأس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ونال جائزة الدولة التقديرية عام 1982.
ولد الكاتب الشغوف في 15 يوليو 1927 وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وكان محبا للقانون حيث عمل محاميا في بداية حياته، وبدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشرة، واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية، وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي "ابن عمار" وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان "الحياة لنا".
يذكر أن فن القصة عند أباظة يمثل قطعة من حياته، كان دائما يميل الي التنوع في الاتجاهات ومتعددة السمات فلم يحصر نفسه في اتجاه معين، فكان مثلا يكتب عن البيئة الريفية أو الحياة المدنية، وقد يركز على شريحة غنية أو فقيرة تنتمي للطبقات العليا أو للطبقات الدنيا‏،‏ فنجد هذا التنوع وسم قصصه بالثراء والمتعة‏.‏
كان دائما يميل الي الاختلاف فكان كاتبا متنقلا ما بين الرواية والقصة والمسرحية والمقالة والدراسة، ولكنها من خلال هذا التنوع تتسلل إلى أعماق النفس وإلى خلجات المشاعر ونغمات الضمير، لتكون أخلاق الناس وتريهم الكون جميعا في أحرف وكلمات.
تطور الإبداع عند أباظة لاسيما في عام 1969 عندما ظهرت روايته الأكثر شهرة ونجاحا وهي "شيء من الخوف"، وذلك كان بسبب نجاح شخصية فؤادة الفتاة الصغيرة التي تحب "عتريس" الفتى البريء النقي قبل ان يتحول الي رجل عدواني محاربا للفقراء مستغلا أموالهم متغذيا على القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوى "فؤادة"، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة، وعندما لم يستطع أن يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج، وترفضه ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع "عتريس" دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولاته انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتى الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤادة للبلدة مجددا.
حقق أديبنا الراحل، نجاحا كبيرا رغم كتابته في سنة مبكرة وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في ١٩٥٩وشغل رئاسة اتحاد الكتاب، واختير عضوا بمجلس الشورى ثم وكيلا له، وقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ورحل ثروت أباظة في يوم ١٧ مارس ٢٠٠٣.