الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المسرح وثورة 1919.. رواد وراية ومطالبات بالحرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسرح عنوان الفن الرفيع الموجه للجمهور مباشرة، كما أن شعبا بلا فن رفيع هو عودة إلى جهالة لم تكتشف ينابيع الحياة، والثقافة المضيئة والفنون المشعة هى الاستثمار الإنسانى الأعظم الذى يحقق أكبر عائد مجزٍ فى حياة الملايين، ارتبطت أغانى «بلادى بلادي» و«قوم يا مصري» و«أنا المصري» بشكل كبير بثورة 1919، حيث ركزت بشكل كامل على الفخر بالأصل المصرى واستنهاض الهمم، وتحولت أغنية «بلادى» إلى نشيد وطنى من تأليف الشيخ يونس القاضي، ومع انطلاق شرارة ثورة 1919، انطلق معها المسرح وتحول إلى أسطول وطنى يتحرك لمواكبة الثورة وهى ترسم ملامح واقع جديد للمصريين وتكتب شهادة ميلاد جديدة لكل المصريين.
حيث شاركت جموع الفنانين والكتاب فى هذه المظاهرات الشعبية من بينهم أمين صدقي، محمد تيمور، بديع خيري، عزيز عيد، بيرم التونسي، الشيخ سلامة حجازي، نجيب الريحاني، على الكسار، منيرة المهدية، وغيرهم، وقد أصبح المسرح فى تلك الفترة قوة مركزية لتنمية المشاعر الوطنية لدى الشعب، كما احتفت ثورة يوليو ١٩٥٢ بالمسرح، كما لا يحتفى به من قبل وأفسحت له مكانا كى يتعايش معها واحتضنت كتاب المسرح وفنانينه ليكابدوا معاناة البدء ويشاركوا فى إعادة تكوين الحاضر وصياغة الحلم بالمستقبل، وتعدد العطاء الفنى وتنوعه حتى تحول إلى الفن الوافد إلى وجود مؤكد وإبداع أصيل ضم فنون العرض المسرحى بأكملها حين أنشأت لها المعاهد الفنية وافتتحت لإبداعها المسارح وأقيمت من أجلها المهرجانات وانعقدت بها المؤتمرات والمحافل العربية والعالمية لتطويرها والنهوض بها.
لعب المسرح فى تلك الفترة دورا كبيرا، فى دعم هذه الثورة التى اتسمت بطابعها الوطنى الخالص وبوضوح موقفها الرافض للاحتلال البريطاني، وأصبح ذا أهمية كبيرة عند الجماهير ويشكل انعكاسا صادقا مع المتغيرات والتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ظل المسرح رافعا راية الثورة ضد الاستعمار لسنوات عدة، حيث استطاع من خلال مبدعيه وفنانيه فى مختلف الأعمال المسرحية المختلفة التى تناولت المعالجة الدرامية التى تطالب بالحرية وتطبيق العدالة الاجتماعية والتخلص من كل أشكال القهر والقمع وعناصر الفساد السياسى والاجتماعى إلى آخره، حيث صاغ الثنائى الفريد سيد درويش، وبديع خيرى وجدان الثورة والثوار بشكل منفصل وذلك نظرا لأهمية دورهما سواء على المستوى السياسى والفني.

مسرح سيد درويش

أنشأ هذا المسرح جورج قرداحى رجل الأعمال اللبنانى فى ١٩٢١ بالقرب من مسرح زيزينيا بالإسكندرية وهذا المسرح مشابه لأوبرا باريس، وافتتح فى ٢٩ أبريل ١٩٢٢ وأطلق عليه مسرح وسينما محمد علي، وظل نشاطه يعتمد على الأفلام السينمائية تتخللها عروض لفرق المسرح والأوبرا الأجنبية والفرق المصرية، حتى استولت وزارة الثقافة على المسرح فى ١٩٦٤ وخصص لتقديم العروض المسرحية والموسيقية فقط، وأطلق عليه فى ذلك الوقت «سيد درويش» وقدمت على خشبته الفرق الأجنبية والمصرية وهى فرقة «الأوبرا الإيطالية»، وفرقة «الموسيقى والغناء الزنجية»، وفرقة «الكوميدى فرانسيز»، وفرقة «عرائس الصين»، وفرقة «البالية الدرامى اليونانية»، وفرقة «أرمينيا للفنون الشعبية»، وفرقة «فيلكس بلاسكا»، وغيرها قدمت العديد من الأعمال التى جسدت الثورات، ولم تكن إسهامات درويش أثناء ثورة ١٩ غنائية صرفةً، بل كانت مسرحية أيضا، خصوصا بمسرحية «قولوله» الّتى كتبها بديع خيرى، وقدمتها فرقة «نجيب الريحانى»، وكانت مسرحية غنائية تتناول أيضا نفس الأفكار، بل وكانت إحدى أغنيات المسرحية بعنوان «بنت مصر» التى قدمت على إثر استشهاد حميدة خليل ودرية شفيق، أول شهيدتين مصريتين.

بديع خيرى شاعر الثورة

بدأ الكاتب بديع خيري، كتابة المونولوجات فى أول مشواره الإبداعى إلى جانب الزجل، خاصة التى كانت تعلق على الأحداث التاريخية والأزمات المختلفة التى كانت تمر بها البلاد، ثم بعد ذلك كتب للمسرح، وكانت أول أعماله المسرحية هى «أما حتة ورطة» لفرقة نادى التمثيل العصري، وحققت نجاحا كبيرا، حتى تعرف على الفنان نجيب الريحانى فى ١٩١٨، واشترك فى العمل معه فى العديد من الأعمال، كان بدايتها رواية «على كيفك»، حتى أصبح الصديق المقرب لنجيب الريحاني، إلى جانب استعراضات أخرى «مصر فى ١٩١٨- ١٩٢٠»، «ولو»، ثم انضم بعد ذلك سيد درويش لفرقة الريحانى، فى مارس ١٩١٩ قامت الثورة وجاءت استعراضات تلك الفترة لتقف على قضايا العمل الوطني، قدمت فرقة نجيب الريحانى مسرحية «قولوله» فى ١٧ مايو ١٩١٩، من تأليف واستعراضات بديع خيري، وضمت المسرحية مجموعة من الألحان وهي: «هف أهو طلع النهار، شد الحزام على وسطك، يا ولد عمي، البحر بيضحك.. المراكبية، يا حلاوة يا حلولو، طلعت يا محلا نورها، مليحة جوى القلل القناوي، يا دين النبى على لونابارك، ملحة فى عين، دا بأف مين.. بنت مصر، إوعك تصدقى.. الرشايدة، سالمة يا سلامة، طقطوقة البحر زاد عوف الله، ياما بكرة نسمع، قوم يا مصري.. الكشافة»، ثم بعدها «اش» التى قدمت فى ٢٣ يونيه ١٩١٩، «كل من ده» الذى قدم أيضا فى أكتوبر ١٩١٩، «رن» التى قدمت فى ٢٣ نوفمبر ١٩١٩، «فشر» الذى قدم فى ١٥ أبريل ١٩٢٠.
صدر عن مكتبة الأسرة للنشر، كتاب عن المبدع بديع خيرى تحت عنوان «الأعمال الشعرية الكاملة لشاعر ثورة ١٩» للدكتور نبيل بهجت، يضم الكتاب الأعمال الكاملة التى كتبها المبدع المسرحى بديع خيرى شاعر ثورة ١٩١٩، أحد أبرز صناع النهضة المسرحية فى النصف الأول من القرن العشرين، إضافة إلى العديد من الأعمال الشهيرة التى لا يعرف الكثيرون أنها من تأليفه مثل: «قوم يا مصري»، «صبح الصباح فتاح يا عليم»، «يا واش يا واش يا مرجيحة»، «يهون الله يعوض الله» وغيرها من الأعمال التى شارك سيد درويش فى تقديمها، كما كان الرفيق المبدع للكوميديان الكبير نجيب الريحاني، والذى كتب له مسرحياته الشائعة، والكتاب يضم أعماله الكاملة لأول مرة فى المكتبة العربية.



نجيب الريحانى بفرقته ومسرحه

كانت الاضطرابات السياسية التى واجهت مصر وسائر البلدان العربية والشرقية، بمثابة وقود النجاح لاستعراضات نجيب الريحاني، وذلك عقب سقوط الدولة العثمانية، وأعلنت فرنسا وبريطانيا تقسيم الولايات والأراضى العثمانية السابقة، وهذا ما نتج عنه ردود أفعال غاضبة من قبل الشعب ورفضه لهذه القرارات الأوروبية والهيمنة الاستعمارية على بلادها، وقد ساهم الريحانى وبديع خيرى وسائر المسرحيين فى مصر فى إزكاء روح ثورة ١٩١٩، وذلك من خلال مجموعة من الاستعراضات المسرحية التى تقدم على المسارح فى تلك الفترة، وقد قام الثنائى بتخصيص وظيفتيهما فى إثارة الكراهية ضد الاستعمار البريطاني، وأخذت الروح الوطنية والقومية تتغلغل بين الشعب، بعد تفتيت الدولة العثمانية وانقسام ولاياتها إلى عدة دول مستقلة، وقدم المسرح عروضا تناولت تلك الأحداث فى ذلك الفترة، وتعد مسرحية «العشرة الطيبة» لنجيب الريحانى التى مثِّلت فى مارس ١٩٢٠، بمثابة باكورة إنتاج فى المرحلة الجديدة، وكان الهدف منها هو تجسيم مساوئ العثمانيين فى عين المصريين، وتقريب البريطانيين إلى قلوبهم أو أى اساءه للأتراك، وقد كلف بترجمتها الكاتب المسرحى المعروف «محمد تيمور»، عن مسرحية فرنسية بعنوان «اللحية الزرقاء» بالفرنسية، وتعهد بأن بديع خيرى يكتب أزجالها، سيد درويش بتلحين موسيقاها، وأسند إلى عزيز عيد إخراجها، وبعد هزيمة الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى، وكان البريطانيون أكبر عقبة فى سبيل استقلال مصر فى ١٩٢٠، كما يفعلون هذا الأمر مع احتلال فلسطين والعراق وتركيا، وسافر الريحانى إلى البرازيل مع زوجته.
بعد عودة نجيب الريحانى وفرقته من رحلته إلى البرازيل فى أكتوبر ١٩٢٥، حيث أحيا موسما فنيا بدار التمثيل فى أواخر ١٩٢٥ وأوائل ١٩٢٦ كان هذا المسرح لا نظير له فى القاهرة مصمما على طراز مسارح الأحياء بباريس، وافتتح المسرح فى نوفمبر ١٩٢٦ بمسرحية «المتمردة»، وقد حدث سوء تفاهم بين نجيب الريحانى وصاحب المسرح، وألغى على أثره الريحانى العقد المبرم بينهما، واستأجر الريحانى مسرح الكورسال لتمثل به فرقته حتى توقف المسرح عن تقديم العروض المسرحية وتحول إلى مقصف للجنود الإنجليز، حتى أزيل هذا المبنى وشيدت مكانه عمارة سكنية، وفى عام ١٩٥٢ أطلق اسم الريحانى على مسرح ريتس تخليدا لذكراه حيث استقر الريحانى بفرقته عام ١٩٣٥ وقدمت الفرقة نحو ٥٠ عرضا مسرحيا حتى عام ١٩٨٠، ومنذ أواخر السبعينيات توقفت عروض مسرح الريحانى وأصبح المسرح مؤجرا لفرق أخرى، وقد دون الريحانى فى مذكراته، أنه كان يفخر بتقدير الزعيم سعد زغلول لحضوره العروض المسرحية الذى يقدمها الريحانى وفرقته، والتردد الدائم على مسرحه، الذى يتسم بالروح الوطنية والشعبية التى تغنى بمجد الوطن، لكى تساعد فى إيقاظ شعور الجمهور وتعمل على غرس مشاعر حب الوطن وإعلاء روح المواطنة.

فرقة منيرة المهدية

رغم صوتها العذب الذى تغنت به لكبار الملحنين أمثال الشيخ سلامة حجازى وأبو العلا محمد، إلا أنها أغراها النجاح بأن تستقل عن فرقة عزيز عيد، حيث ألف لها زوجها محمود جبر فرقة باسمها واستأجر لها مسرح برنتانيا وشرعت فى تمثيل مسرحيات الشيخ سلامة حجازى الشهيرة وهى «صلاح الدين الأيوبي»، «صدق الإخاء»، «شهداء الغرام»، «غانية الأندلس»، «ضحية الغواية»، «عايدة» وغيرها.
انضمت المهدية إلى فرقة الكاتب فرح أنطون فى أواخر ١٩١٦، الذى أشار عليها بتقديم أوبرا عالمية مترجمة، وبالفعل قدمت الفرقة أوبرا «كارمن»، «تاييس»، «روزينا»، «ادنا»، «كرمنينا»، كما قدمت رواية «صلاح الدين الأيوبي»، وفى عام ١٩١٩ قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات ذات الموضوعات المصرية المحلية من بينها «كلها يومين»، «كلام فى سرك»، «التالتة تابتة» وغيرها، حتى توقف نشاط الفرقة، وذلك بسبب الخلافات التى حدثت بين منيرة المهدية وزوجها محمود جبر حتى انتهت بالانفصال، ثم كونت فرقتها الجديدة التى قدمت من خلال أعمالها القديمة إلى جانب أعمالها الجديدة وهى «غادة الكاميليا»، «أدينى جيت»، «بترفلاي»، «الغندورة»، «قمر الزمان»، «المظلومة»، «محكمة الحب» وغيرها من العروض وقد انحسر نشاطها المسرحى أمام تعاظم الإنتاج السينمائى وأسدل الستار على فرقة منيرة المهدية، آخر الفرق المسرحية الغنائية فى النصف الأول من القرن العشرين واعتزلت الفن حتى وفاتها.



حسن فايق وفن المونولوج

لمع اسم الفنان حسن فايق، الحديث عن فن المونولوج وثورة ١٩١٩، حيث قرر أن يؤلف ويلقى مونولوجات تحمل الطابع النقدي، والساخر من الاستعمار الإنجليزى أثناء التظاهرات، وكان يُلقيها وهو مرفوع على الأكتاف، لإشعال حماس المتظاهرين، ومن قوة تأثيرة على الثوار، عندما علم زعيم الثورة سعد زغلول بمرضه وملازمته للفراش، أرسل إليه يحثه على العودة للعمل المسرحي.

مسرح حديقة الأزبكية

أنشأ الخديو إسماعيل هذا المسرح بحديقة الأزبكية فى ١٩٢٠، وعلى مدى ٤٥ عاما تعاقبت عليه الفرق العربية والأجنبية والزائرة، حيث بدأت فرقة أحمد أبو خليل القبانى إحياء موسمها الأول بالقاهرة بافتتاح المسرح بالعرض «مجنون ليلى»، ومن الفرق الأخرى التى قدمت على خشبة المسرح وهى فرقة «يوسف خياط»، وفرقة «إسكندر فرح»، وفرقة «سليمان القرداحي»، وفرقة «جورج أبيض»، إضافة إلى الفرقة التى ألفها الشيخ سلامة حجازى بعد انفصاله عن إسكندر فرح، فقد قدمت موسمها الأول بتياترو الأزبكية، إلى جانب الفرق الأجنبية التى تابعت عروضها على تياترو حديقة الأزبكية، وأستأجر الأخوان عبدالله وزكى عكاشة مسرح حديقة الأزبكية فى ١٩١٧، لسوء حالة هذا المسرح، وقد تقرر هدم هذا المسرح فى ١٩٢٠، وإنشاء مسرح جديد، وتم افتتاحه فى ١٩٢١، بعرض «أوبريت هدى» من تأليف عمر عارف.
المسرح سلاح مختلف ونضال بالفن يعبر عن حال الشعب، وأنجب المسرح مؤلفين وفنانين ومخرجين وفرقا وبيوتا مسرحية، أصبحت حاضنة لذكريات وتجارب ومحن وهموم الشعب، لمجموعة من الرواد أصحاب المبادرات والريادة فيذكرهم التاريخ دائما وهم: «سليم النقاش، يوسف خياط، سليمان قرداحي، إسكندر فرح، عبدالله وزكى عكاشة، والشيخ سلامة حجازي، جورج أبيض، عزيز عيد، عبدالرحمن رشدي، أمين صدقي، على الكسار، نجيب الريحاني، فؤاد شفيق، حسين رياض، عبدالمنعم إبراهيم، عباس فارس، إسماعيل يس، وغيرهم من الأجيال التالية حمدى وعبدالله غيث، سعد اردش، جلال الشرقاوي، كرم مطاوع، نجيب سرور، سمير العصفوري، وغيرهم من الأجيال الصاعدة.
المسرح المصرى مع الثورات لم يترك هما وطنيا أو قوميا أو اجتماعيا إلا وقدم أعمالا تناولت هذه الأحداث التاريخية، فقدم المسرح المصرى نفسه فى ١٩٢٠، ومزامنة مع ثورة ١٩١٩ حيث ألف الشيخ نجيب حداد مسرحيته «صلاح الدين الأيوبى مع ريكاردوس قلب الأسد» المأخوذة عن قصة «الطلسم» لولترسكوت ليعرضها سليمان حداد بدار الأوبرا الخديوي.

مسرح الماجستيك بالقاهرة..

كان هذا المسرح فى بداية الأمر متجرا يقع بجوار مسرح إجبسيانا بشارع عماد الدين، حيث اشتراه حاجى يناكس اليونانى فى ١٩١٨، واتفق مع أمين صدقى وعلى الكسار بعد انفصالهما عن كازينو دى بارى على أن يشيد لهما مسرحا فى ذلك الموقع، وأطلق عليه اسم «ماجستيك»، وكان المسرح دار عرض باسم سينما لندن فى تلك الفترة، وافتتح هذا المسرح فى يناير ١٩١٩، بعرض مسرحية «القضية رقم ١٤» لأمين صدقي، وشارك فى التمثيل فرقة امين صدقى وعلى الكسار، وأعقبها مجموعة من العروض المسرحية وهى «عقبال عندكم»، «راحت عليك»، «ولسه»، قلنا له»، «فلفل»، وغيرها من العروض.
استقل على الكسار بالفرقة فى المسرح بعد انفصال أمين صدقى عنه، وظل يعمل بالمسرح حتى ١٩٣٩، حيث قام الكسار بتجديد هذا المسرح فى صيف ١٩٣٢ حتى يتسنى تقديم مجموعة من العروض المسرحية التى تجمع بينها وبين برامج «الميوزيك هول»، وكانت تقدم مشاهد سينمائية مع العروض المسرحية فى موسم ١٩٣٤ - ١٩٣٥، واستأجرت المسرح الراقصة بديعة مصابنى فى أواخر ١٩٣٨، وأطلقت عليه اسم كازينو وكباريه بديعة حتى تركته فى أبريل ١٩٣٩، حتى عاد على الكسار مرة أخرى ليحيى موسمه الأخير بمسرح الماجستيك، وقدم مجموعة من الاسكتشات التمثيلية الغنائية إلى جانب العروض المسرحية، ثم استأجرته الراقصة ببا عز الدين فى نفس العام لتعمل به فرقتها الاستعراضية، وأطلق على المسرح اسم كازينو وكباريه ببا ولكنها أخلته فى أوائل ١٩٤١، وظل المسرح يدار كملهى ليلى وكازينو حتى أزيل هذا المبنى فى ١٩٤٦ وشيد مكانه دار سينما «بيجال»

محفوظ وثورة ١٩١٩

كان الأديب العالمى نجيب محفوظ أكثر الأدباء تعايشا مع أحداث ثورة ١٩١٩، وكان يبلغ من العمر ٨ سنوات صور ورصد كل الأحداث التاريخية الواقعية بعبقريته لأحداث ثورة ١٩ بدقة فى أعمال أدبية عديدة، وتحولت هذه الأعمال إلى أفلام سينمائية وأخرى درامية ومسرحية، حيث تناول الأديب الثورة فى قصته «نور القمر»، وأيضا فى رواية «حديث الصباح والمساء»، إضافة إلى «الثلاثية»، وتحديدا فى رواية «بين القصرين»، حيث قدم صورة بانورامية كبيرة للمجتمع المصرى وقت الثورة، بل وجعل شخصية «فهمى» ابن السيد أحمد عبدالجواد، أحد قادتها الطلابية، وقدمه كشهيد لها فى أعماله.

حكايات الناس فى ثورة ١٩١٩

قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية منها «حكايات الناس فى ثورة ١٩»، إنتاج فرقة المسرح القومي، التى جاءت لكى تربط بين الثورات منذ أول ثورة فى مصر حتى ثورة يناير، لكى تبرز وجه الاختلافات بين الثورات، قدمت على مسرح ميامى بوسط البلد، شارك فى البطولة كل من سلوى محمد على، محمد دسوقي، يوسف إسماعيل، نيفين رفعت، حمادة بركات، تأليف وإخراج أحمد إسماعيل، كما تناولت مسرحية «قوم يا مصري» أيضا ثورات الشعب المصرى منذ عهد الفراعنة حتى ثورة ٢٥ يناير، تأليف بهيج إسماعيل، وإخراج عصام الشويخ.