السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«جوجل» يمنح اللغة القبطية قبلة الحياة.. مطران شبرا الخيمة: يسهل علينا بعض الأعمال الكنسية.. وصفحة اتكلم قبطي: الأمر يتعلق بالهوية الوطنية وليس العقيدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت إضافة شركة «جوجل» الحروف القبطية إلى تطبيق «جى بورد» الخاص بها، ضمن التحديث الأخير الذى شمل إضافة ٦٠ لغة، ليمثل خطوة مهمة؛ حيث تعد تلك المرة الأولى التى يتم فيها إضافة الحروف القبطية بشكل رسمى للوحة مفاتيح افتراضية، ومن ثم سيتمكن مستخدمو «جى بورد» من الكتابة باللغة القبطية، التى تواجه بالتجاهل فى وطنها مصر؛ حيث تستخدم فقط فى الكنائس المصرية، فى إقامة صلوات والقداس الإلهي، فيما تراجع استخدامها بشكل كبير فى الحياة اليومية، عدا بعض القرى القبطية فى صعيد مصر، التى يوجد بها أقباط يحرصون على التحدث بها وتعليمها للأبناء والأحفاد، وأشهرها قرية «الزينية» بمحافظة الأقصر.
وأشاد الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة وتوابعها، بقرار «جوجل» قائلا: «خبر جميل ومفرح للغاية بالنسبة لنا»، مضيفا «من شأن ذلك تسهيل العمل علينا فى الكنيسة بالأجزاء الخاصة بالتسبحة والترانيم والصلوات بالقداس»، لافتا إلى أن اللغة القبطية سهلة التداول ويمكن للجميع تعلمها، مطالبا الجهات الرسمية بدعم تلك الخطوة قائلا: «كيف تعطى جهات أجنبية أهمية للغة مصرية قديمة، ونحن نتجاهلها»، مطالبا بإدراجها ضمن المقررات والمناهج الدراسية فى المدارس والجامعات.
وأوضح مرقس أن اللغة القبطية تدرس فى الجامعة الأمريكية وجميع الكليات اللاهوتية، إلى جانب دور الكنيسة، لافتا إلى أنه يتم تدريس بعض كلمات اللغة للأطفال فى «مدارس الأحد» والحضانات التابعة للكنائس بشكل يومي، قائلا: «ذلك يعد تعليم مفردات محادثة يومية، كـ«صباح الخير وأزيك ونشكر ربنا»، وليس تدريسا كاملا للغة، بهدف زرعها فى نفوس أطفالنا، خاصة أننا نصلى بها فى صلواتنا»، مشددًا على أن تعلم القبطية سيضيف معارف ومعلومات كثيرة عن التاريخ المصرى القديم، حيث توجد مخطوطات كثيرة كتبت بها ولم يتم ترجمتها، مشيرا إلى أنها لغة سهلة ويستعمل المصريون بعضها يوميا، مثل «قوطة، فوطة، لمبة، مين» وكلمة «هوه» التى تقولها الأم كى ينام رضيعها.
من جانبه عبر جورج سيدهم، مؤسس صفحة «اتكلم قبطي»، عن سعادته بقرار «جوجل» قائلا: «الأمر عظيم معنويا لكل دارسى ومحبى اللغة المصرية القديمة، مشددا على أن الأمر وطنى وليس عقيديا خاصا بالمسيحية كدين، موضحا أنه كانت هناك معاناة قبل إدراج اللغة عبر محرك البحث، حيث كان يعتمد فى تداول كلماتها وتعليمها عبر برامج الرسم، من خلال رسم اللغة كصورة، مع عدم إمكانية كتابة منشورات بذات اللغة، فقط من لديه «فونتات» اللغة يستطيع رؤية كلماتها، أما دون ذلك فكان بظهر فراغ»، مضيفا أنها، أى اللغة القبطية، كانت تعانى الموات؛ حيث لا اهتمام بها من قبل الدولة، ولا محاولات للحفاظ عليها، موضحا أن دارسى تلك اللغة فى كليات مثل الآثار والآداب لم يتعدوا ٢٠٠ طالب سنويًا، حيث بات التخصص فيها غير مرغوب لأنه لا توجد سوق عمل لدارسيها.
وأوضح سيدهم، أن الكنيسة الأرثوذكسية تعد الجهة الوحيدة التى حافظت على تلك اللغة من خلال بعض صلواتها، وإن كان ذلك يتم بشكل منقوص، حيث يردد المصلون جملا محفوظة من اللغة كصلوات، وليس كدراسة شاملة للغة، مضيفا أن هناك معهدًا للغة القبطية حرص من جهته على تعليم اللغة من خلال ثلاثة مستويات، ولكن دفعاته السنوية لا تتجاوز ٥٠ دارسًا، مشيرا إلى وجود ٤ لهجات للغة «البحيرية، الصعيدية، الأخميمية، الفيومية»، مضيفا أن الكنيسة تعتمد «البحيرية» التى تنقسم لشقين، أولهما القبطية القديمة وثانيهما الحديثة، و٥٪ من مفرداتها كلمات يونانية، مشددا على أن إضافة اللغة لمحرك البحث «جوجل» سيزيد من الإقبال على تعلم القبطية التى وصفها بأنها لغة سهلة التعلم، مضيفا أنه أجادها خلال ١٨ شهرا، رغم صعوبة العثور على أدوات ومراكز تعليمية لها، موضحا أنه يقوم الآن بإعطاء محاضرات للراغبين فى تعلمها، كما أنه يعلمها لك، وأيضا على نطاق أضيق لنجله الصغير.
وأكد سيدهم أن قرار «جوجل» جاء بعد مناشدات ومطالبات عدة من المهتمين بالقبطية كلغة لإدراج اللغة بلوحات مفاتيحهم، موضحا أن هناك عوامل أخرى للقرار وتوقيته، مطالبا الدولة عبر أجهزتها الرسمية خاصة «وزارتى التعليم والثقافة»، بالاهتمام باللغة القبطية وإحيائها عبر تدريسها للصغار. 
قائلا: «الأمر ليس كنسيا لكنه وطنى»، وصفحتى التى قمت بتأسيسها بها مسئولون عنها مسلمين، كما أن من يدرس اللغة القبطية ويهتم بها أقباط ومسلمون أيضا، لافتا إلى أنه بصدد إعطاء كورسات تعليمية «غير ربحية» فى اللغة، فى محاولة لنشرها والحفاظ عليها، موضحا أنها تمثل المرحلة الأخيرة من مراحل تطور اللغة المصرية القديمة التى تكلم بها وكتبها قدماء المصريون، وأن الرأى السائد لدى العلماء أنها تنحدرُ من اللغة المصرية المتأخرة مباشرة، حسبما كانوا يتحدثونها فى القرن السادس عشر قبل الميلاد مع بداية الدولة الحديثة، إلا أن هناك رأيا آخر يذهب إلى أن اللغة المصرية القديمة واللغة القبطية كانتا متعاصرتين وموجودتين معا منذ أقدم العصور. 
من جانبه طالب أشرف حلمى المفكر القبطى المقيم بأستراليا، تدريس اللغة القبطية بالمدارس والجامعات، بعد قرار «جوجل» إضافة حروفها إلى لوحة مفاتيحها، لإحيائها، موضحا أنه يتفهم انه ليس سهلا الآن على النظام التعليمى تدريس اللغة القبطية فى الوقت الحالي، لعدم وجود كوادر ومناهج تعليمية خاصة باللغة، إلا أنه يمكن خلال أعوام قليلة بناء نظام تعليمى كامل للغة القبطية، يساعد على تدريسها بداية من المرحلة الإعدادية على أن تكون مادة أساسية، مضيفا أن درجة نجاحها من الممكن أن تكون غير مضاف للمجموع، وتكون الدرجة الصغرى للنجاح بنسبة ٤٠٪ من الدرجة النهائية حتى الثانوية العامة، مع احتمالية إضافة درجات النجاح إلى المجموع الكلى للثانوية العامة حال دخولها ضمن مواد المستوى الرفيع، كما هو الحال فى بعض اللغات الأجنبية. 
مفردات عامية أصلها قبطى 
هناك مفردات عامية كثيرة نستخدمها فى حياتنا اليومية دون أن نعلم أنها قبطية الأصل، وهو ما أشارت له دراسة قام بها الأنبا غريغوريوس، موضحا وجود ما يقرب من ٣ آلاف كلمة قبطية لا تزال تستخدم فى حياتنا اليومية دون دراية من أغلبنا بذلك، موضحا أن الأبجدية القبطية تتكون من ٣٢ حرفًا، ٧ منها أصلها ديموطيقى و٢٤ حرفا أصلها إجريجي، أما الحرف السادس فلا يدخل فى تكوين الكلمات ويتم استخدامه كرقم ٦، ومن أهم تلك الكلمات التى نتداولها حتى الآن فى حياتنا اليومية. 
كلمات مثل «قوطة»، التى أطلقت على الطماطم وتعنى ثمرة، كذلك كلمة «أيوه»، وهى كلمة للرد تعنى نعم، وكلمة «واد» وتعنى صبي، وكلمة «إديني» وهى أصل كلمة أعطني، وكلمة «أمّر العيش» بشد الميم، نقولها بمعنى تسخين الخبز، وكلمة «أوبا» وهى تشجيعية تعنى أيتها القوة، أما «أوباش» فتعنى الأشخاص السفلة، و«البرش» تعنى فراش السجن للمسجون، وهناك أيضا كلمة «كخ» وتعنى القاذورات، و«بُعبُع» وهو العفريت وتستخدم للترهيب، و«بخ» وتعنى شيطان، و«بلاص» وهو إناء فخاري.
و«جلابية» أى جلباب، و«حنفية» وهو الصنبور، و«بهلوان» وهو البارع فى الألعاب وخفيف الحركة، فيما تعنى كلمة «واوا» جرح وألم، و«الحلق» هو قرط الأذن الذى يستخدم للزينة، إضافة إلى ذلك هناك كلمات أخرى منها «رف» وهو مكان وضع الكتب على الحائط، و«سميط» وهو نوع من المخبوزات والمعجنات، و«طينة» وهى الأرض الخصبة الصالحة للزرع، و«فاشوش» بمعنى عريانة وتستخدم للخسارة، و«فوطة» وتعنى منشفة، و«تاتا» لتشجيع الأطفال على السير وتعنى «خطوة»، و«نونو» وهو الطفل الوليد، و«خم» بمعنى خدع، و«هجاص» وهو كثير الكذب.