الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

هاني صبري يكتب : اللغة القبطية وتاريخنا وحضارتنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام محرك البحث Google «جوجل» فى خطوة مهمة وغير مسبوقة بإضافة اللغة القبطية إلى لوحة مفاتيحه، بحيث يتمكن مستخدمو تطبيق «جى بورد» من الكتابة والبحث باللغة القبطية، وهى خطوة نحو إحياء اللغة والتراث القبطيين، وتعزيز للثقافة والهوية القبطية حول العالم. 
ويعد هذا القرار المهم بمثابة قبلة الحياة للغة القبطية ويجب البناء عليه واستثماره وتضافر كل الجهود المخلصة للنهوض بها من عثرتها؛ حيث تصنف اللغة القبطية على أنها من اللغات المهددة بالانقراض وفق تقرير مشروع اللغات المهددة بالانقراض التابع لليونسكو. 
وتعد اللغة القبطية جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا، وهى المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية القديمة، وأقدم لغة فى العالم قاطبة، ويجب علينا أن نفتخر بلغاتنا، وأن نعمل على أحيائها، فهى ليست لغة دينية، بل لغة حياة يومية للمصريين، لكن استخدامها تراجع فى الحياة اليومية بشكل كبير. 
وقد بدأ يتراجع استخدام اللغة القبطية فى عصر الدولة الفاطمية (٩٧٢م - ١١٧١م)، حتى توقف المصريون عن التحدث بالقبطية فى القرن الـ ١٧، أى أثناء حكم الدولة العثمانية لمصر. وبعدها اضمحلت اللغة القبطية، وأصبحت تستخدم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلغة خاصة بأقباط مصر فى صلواتهم.
واللغة القبطية غنية بتاريخها وبكنوزها ويجب المحافظة عليها وإحيائها، ونذكر على سبيل المثال، لا الحصر أهمية معرفتها للاستفادة منها؛ حيث تعبير السنة القبطية القديمة أهم وأقدم تقويم فى تاريخ الإنسانية، ويستخدم هذا التقويم حتى الآن وهو الأدق فى مواعيد الزراعة، والري، والحصاد، وكل ما يتعلق بهذا الشأن، وإلى وقتنا هذا يستخدم كل المصريين الكثير من المفردات القبطية فى حياتهم اليومية دون أن يعرفوا أنها من مفردات لغاتهم القبطية القديمة. 
نطالب بتخصيص أقسام لـ«علم القبطيات» فى الجامعات المصرية، وتدريس اللغة القبطية فى مناهجها لتخريج متخصصين فى المجال، ولتوثيق التراث القبطي.
كما نطالب باستصدار قرار جمهورى بشأن إنشاء مجلس أعلى لإحياء اللغة القبطية والتراث القبطى من المتخصصين فى علم القبطيات والمثقفين المعنيين بهذا الأمر والتنسيق مع الكنيسة المصرية.
لذا يجب على الدولة المصرية اتخاذ كافة التدابير اللازمة لإحياء اللغة القبطية والمحافظة على لغتنا؛ لأنها لغة أجدادنا المصريين القدماء، فنحن نحمل فى داخلنا هويتنا وحضارتنا وتراثنا لا يمكن أن يمحوها الزمن، أو تقهرهم المحن.