الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"Captain Marvel".. خطوة للخلف في عالم مارفل السينمائي

«Captain Marvel»
«Captain Marvel»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أكتوبر 2017 تم الكشف عن مجموعة من الانتهاكات الجنسية بحق عدد كبير من نجمات هوليوود على يد المنتج الأمريكي هارفي واينستين، والتي انتهت بمثوله أمام القضاء الأمريكي وإعلان إفلاس شركته وطرحها للبيع.
هذه الانتهاكات أسست لظهور حركات نسائية لمواجهة ظاهرة التحرش مثل حركتي "مي تو" و"تايمز أب" واللتين شكلتا جماعتي ضغط للمطالبة بمساواة في الأجور وتمكينهم في صناعة السينما بشكل أكبر.
سقوط هارفي المدوي كان له توابع في هوليوود والتي تغيرت خريطتها بشكل ملحوظ، فبدأنا نتابع زيادة في عدد البطولات النسائية والمخرجات بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى أنه تم الإعلان عن مشاريع سينمائية مستقبلية من بطولة وإخراج عناصر نسائية.
هذه المقدمة كانت تمهيد لمناقشة فيلم "Captain Marvel"، الفيلم رقم 21 في ترتيب عالم مارفل السينمائي؛ العمل ينتمي لنوعية أفلام الخيال العلمي والمغامرة، ولكن يمكن إدراجه أيضا تحت تصنيف الأفلام النسوية (feminist movies)، لأنه يقدم أول قصة أصلية لبطل سوبر هيرو تقوم ببطولته أنثى في تاريخ أفلام مارفل.
الفيلم طُرح بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس الماضي، وتدور أحداثه في العام 1995 حول شخصية "كارول دانفيرز/ كابتن مارفل" والتي تجسدها النجمة بري لارسون، وتتحول لواحدة من أقوى أبطال السوبر هيرو في وقت تشهد فيه الأرض صراعا عنيفا بين قوتين مدمرتين، هل كانت مارفل موفقة في تقديم الشخصية وتوقيت طرح الفيلم، هذا ما سنتابعه خلال مناقشة الفيلم.
انتهاكات هارفي، مثلما أشرنا في البداية، خلقت حركات وتجمعات نسوية داخل هوليوود، بدأت قوتها تزيد مع الوقت، لكنها لم تضف الكثير على المستوى الفني حتى هذه اللحظة، وهو ما لاحظناه في عدد من الأفلام مثل "A Wrinkle in Time" للمخرجة افا دوفيرناي والذي ضم بطولة نسائية بالكامل، وكذلك فيلم " On the Basis of Sex" للمخرجة ميمي ليدر ومن بطولة فليسيتي جونز، والذي تناول رحلة صعود القاضية روث بادر جينسبورج وصراعها من أجل المساواة.
هذا الحراك كان له أثره على أفلام السوبر هيرو لأنها تخاطب شريحة كبيرة من محبي السينما، وكعادتها مارفل نجحت في ركوب الموجة، فبعد أن قفزت العام الماضي على موجة الاضطهاد العنصري وسمحت بإنتاج فيلم "Black Panther" بعد تجاهل دام لأكثر من 20 سنة والذي قدم لنا أول قصة أصلية لبطل خارق ذو بشرة سمراء، عاودت الكرة مرة ثانية بفيلم يشبع رغبات المجتمع النسوي في هوليوود، لكنه جاء أقل من أسطورة الفهد الأسود ومن قصص أصلية أخرى في عالم مارفل السينمائي من حيث المستوى الفني.
بالفعل حمل فيلم "Captain Marvel" العديد من الرسائل الإيجابية، لكن سلبياته كانت أكثر وضوحا ومن الممكن أن تؤثر على إنتاج أجزاء أخرى من هذه القصة؛ بداية الفيلم حقق افتتاحية في شباك التذاكر العالمي قدرت بـ 455 مليون دولار وهذه تعتبر سادس أعلى افتتاحية لفيلم في تاريخ السينما، بالإضافة إلى إنه احتل المركز الثاني كأفضل افتتاحية عالمية لفيلم سوبر هيرو بعد فيلم "Avengers: Infinity War.
النماذج التي قدمتها أفلام مثل "Captain Marvel" و"Wonder Woman" استطاعت أن تغير النظرة السلبية لأفلام البطلات الخارقات، على عكس مشاريع كانت مخيبة للأمال في السابق مثل "Catwoman" و"Elektra" والتي فشلت في تحقيق أي نجاح سواء على المستوى الفني او حتى في شباك التذاكر.
الاستخدام المتقن لتقنية "CGI" كان من بين العناصر المبهرة في الفيلم، والتي استطاعت إظهار صامويل إل جاكسون، ذو الـ70 عاما، بمظهر صغير للغاية لكي يتناسب مع الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث؛ هذه التقنية تم استخدامها قبل ذلك مع الممثل روبرت داوني جونيور في فيلم "Captain America: Civil War" ومع النجم مايكل دوجلاس والنجمة ميشيل فايفر بفيلم "Ant-Man"، ولكن يعيبها أنها تكلف ملايين الدولارات.
نوستالجيا فترة التسعينيات كانت من الأفيهات الطريفة أيضاً في الفيلم، خاصة خلال مشهدي محل شرائط الفيديو والإنترنت كافيه وويندوز 95، وذلك عقب وصول كابتن مارفل لكوكب الأرض أو (سي-53) كما يسمى في الفيلم؛ ولمن عاصر هذه الفترة بالتحديد سيستمتع كثيرا بهذه بالمشاهد، التي بكل تأكيد ستمر مرور الكرام على الشباب الذي لم يعاصر تلك الفترة.
سيناريو الفيلم كان بكل تأكيد أحد أهم مواطن الضعف بالفيلم، فالأسلوب المستخدم لسرد القصة مع كل هذه التشابكات والخطوط الزمنية المتقاطعة أصاب المشاهد بالتشتت، خاصة في ظل عدم اعتمادهم على أسلوب "الفلاش" بشكل جيد للتعريف بتاريخ الشخصية على نحو أفضل، فهو لم يجيب عن العديد من الأسئلة التي تتعلق بكيفية حصول هذه الشخصية على قوتها، أو الانخراط بشكل أوسع في مجتمع "الكري" الذي كانت تحيا داخله قبل عودتها للأرض، بجانب ضعف الروابط الإنسانية بينها وبين عدد من شخصيات الفيلم.
وعلى الرغم من أن بري لارسون بطلة الفيلم، ممثلة متميزة، ومعظمنا تابع أدائها في فيلم "Room" الذي حازت عنه جائزة الأوسكار من 3 سنين، إلا أنها بدت فاترة وهزيلة داخل طور هذه الشخصية وجاء أدائها متواضع في عديد من المشاهد وهو ما سيجعل مهمتها في الجزء الرابع من سلسلة "Avengers" على المحك.
كذلك إصابة نيك فيوري في عينه والتي شكلت لغزا لمتابعين أفلام مارفل على مدار 9 سنوات كانت ساذجة بعض الشيء، فلنتخيل هذا العقيد المحنك الذي نجح في جمع أبطال مارفل داخل منظمة "شيلد" وخوض معارك مصيرية، فقد عينه بسبب "خربوش قطة".
وبالحديث عن القط جوس، فقد قدم أداءً مبهرًا بالفيلم يكاد ينافس أداء بري لارسون نفسها، فجميع مشاهده التي ظهر فيها بجانب صامويل إل جاكسون كانت من اللحظات الكوميدية المميزة في لفيلم.
توقيت طرح قصة أصلية لبطل من أبطال مارفل في هذا الوقت كان سيئا بعض الشيء، خاصة ونحن على اعتاب جزء واحد من نهاية المرحلة الثالثة في عالم مارفل السينمائي الذي أنطلق منذ 11 عاما بفيلم "Iron Man"، والذي تموضع عدد كبير من أبطاله مع الأحداث وأصبح إضافة شخصية جديدة في هذا التوقيت بمثابة مجازفة غير معلومة المخاطر.
بالتأكيد هذه الأسباب هي ما جعلت تقديم شخصية كابتن مارفل يخرج بهذا الشكل الهزيل، على غرار شخصيات أخرى في عالم مارفل تم تقديمها بشكل أفضل من البداية أو أتيحت لها الفرصة لاحقا بشكل أو بآخر.