السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية الأحواز في حواره لـ"البوابة نيوز": إيران تشن حملة إبادة جماعيّة وتطهير عرقي ضد الشعب العربي الأحوازي

رئيس اللجنة التنفيذية
رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية الأحواز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية الأحواز: نقل مكاتبنا من الاتحاد الأوروبى إلى عاصمتين عربيتين قريبًا
اللجنة تدين دور إيران التخريبى.. وتؤكد: تسليح طهران للميليشيات الإرهابية يهدد المنطقة

ما زال الشعب العربى الأحوازى يعانى من سياسة الاضطهاد والتمييز العنصرى الذى تمارسه ضده سلطات الاغتصاب الإيراني، محروم من أبسط حقوقه الإنسانية والقومية بسبب إصرار مواطنيه حتى الموت على هويتهم العربية وانتماءاتهم القومية. فهناك 
أكثر من 12 مليون عربى أحوازي، ضحايا اتفاقية «سايكس بيكو» وترسيم الحدود التى وضعها الاستعمار البريطانى للمنطقة.
ولأن القضايا العادلة لا تموت، لذا كان من الواجب علينا تسليط الضوء على القضية من جديد، والتعرف عن قرب على آخر تطورات الوضع بإقليم الأحواز، فكان لنا هذا الحوار مع الدكتور عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية الأحواز، وحفيد آخر حكام الأحواز...

■ الرأى العام العربى لا يعرف الكثير عن منطقة الأحواز أو عربستان.. هل يمكن أن تعطينا فكرة عن تاريخ المنطقة وبنيتها الديموجرافية وعدد سكانها؟
- الأحواز منطقة عربية واقعة على طرف الهلال الخصيب الممتد من فلسطين ومارا بلبنان وسوريا والعراق، وتفصلها سلسلة جبال زاغروس عن بلاد فارس، كانت منذ فجر التاريخ، وعلى مرّ العصور تتمتع بوجود كيان عربى مستقل، ابتداءً بالدولة العيلاميّة السامية منذ أكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، ومرورًا بخضوعها للحكم العربى المتمثل فى الإمبراطوريّات السومريّة والبابليّة والدولة العربيّة الإسلاميّة والدولة المشعشعيّة فى أواخر القرن الخامس عشر، وانتهاء الدولة العكبية التى كان معترفا بها من قبل عصبة الأمم آنذاك بقيادة خزعل الكعبى التى بسطت سيادتها الكاملة على الإقليم حتى عام ١٩٢٥.
كان النظام القانونى والسياسى فى الأحواز قبل عام ١٩٢٥ يمثل ما يسمى بالدولة فى لغة القانون الدولى العام، على أساس انطباق مفهوم الشعب فى القانون الدولى على شعب الأحواز، واختصاص هذا الشعب بإقليم معيّن محدّد وثابت، وتمتع الدولة العربية الأحوازية بمباشرة مظاهر سيادتها الداخليّة والخارجية بكل حرية واستقلال على شعب وأرض الأحواز، وبالتالى فإن المركز القانونى للأحواز حتى عام ١٩٢٥، لم يخرج عن كونه إقليما خاضعًا لسيادة دولة عربيّة مستقلة.
■ بعد عشرت السنين من النضال الأحوازى.. ما المكاسب التى حققتموها حتى الآن؟
- فى الستينيات وحتى الثمانينيات للأسف ملف القصية كان مرهونا فى أيدى أطراف عربية إقليمية، كنا لا نمتلك القرار السياسى فى التأقلم مع الأوضاع الدولية والإقليمية، وكانت قضيتنا لعبة محاور إقليمية، متى شاءت هذه الدول تحرك قضيتنا على أساس الحاجة لهذه الدول، ويسدلون عليها الستار متى شاءوا، مثل ما انسدل عليها الستار عام ١٩٩٢ بعد حرب الخليج الثانية أو بالتحديد بعد دخول الجيش العراقى الأراضى الكويتة واحتلالها، ووجدت إيران الفرصة سانحة، وتم التواصل للأسف بين القيادة العراقية آنذلك ودولة الاحتلال الإيراني، وانتهى هذا التواصل بغلق ملف القضية الأحوازية، التى كانت بيد الأجهزة الاستخباراتية العراقية آنذاك.
لكن بعد التسعينيات والحركة السياسية للأحواز تداركت الأمر وخطورته، وتحركنا فى اتجاهين، الأول نقل مقراتنا من دول الجوار مثل سوريا والعراق إلى أوروبا، واستقررنا هناك حتى لا تكون قضيتنا رهينة الأوراق والمحور الإقليمى، ومن هنا تحركنا من خلال المقاومة فى الداخل والتحرك فى الخارج على المستويين العربى والدولى من أجل الاعتراف أولا بمقاومتنا وثانيا بشرعية دولتنا التى احتلت عام ١٩٢٥. 
■ كيف تحاول إيران طمس الهوية العربية للأحواز؟
- المحاولات الإيرانية جادة لمحو الهوية العربية فى الأحواز، وهى مستمرة منذ الاحتلال عام ١٩٢٥، وسبق أن أرسل الإخوة فى اللجنة القانونية فى مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز العديد من الرسائل للأطرف المعنية مثل اليونسكو واليونسيف ومجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تتضمن أدلة دامغة على الممارسة التى تمارسها دولة الاحتلال الإيرانى بحق شعبنا الأعزل، مثل حرمان الشعب الأحوازى من التمتع بالدراسة والتعليم باللغة العربية، وحرمانه حتى من تسمية المواليد الجدد بأسماء عربية، وكذلك حرمانه من الاحتفال بالمناسبات والأعياد الإسلامية، واقتطاع أجزاء كبيرة من القطر العربى الأحوازى وإلحاقها بالأقاليم الإيرانيّة الفارسية المجاورة لحدودنا الجغرافية.
وبالإضافة إلى التمييز العنصرى فى الأحواز بين العرب وهم السكان الأصليون، وبين الفرس المهاجرين، ومواصلة الدولة الإيرانيّة فى بناء المستوطنات الفارسيّة فى الأحواز، وسلب الأراضى العربيّة ومنحها للفرس المهاجرين. ونهب كافة الثروات الباطنيّة لأرض الأحواز، أهمّها النفط والغاز الطبيعى وثروات طبيعيّة أخرى، ولم يحصل الشعب العربى الأحوازى على أى شيء من عائداتها.
بالإضافة إلى إنشاء مختلف المشاريع الواهية فى الأحواز، على أساس أنها مشاريع وطنيّة إيرانيّة بغية سلب المزيد من الأراضى وتكريس الاحتلال. وجر مياه الأنهار الأحوازية إلى المناطق الفارسيّة، وتلويث العديد منها، الأمر الذى أدى إلى قطع أرزاق الآلاف من المواطنين الأحوازيين، وإصابة آلاف آخرين بمختلف الأمراض التى لم يشهدها القطر من قبل، ويأتى ذلك ضمن حملة الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقى التى تشنّها الدولة الإيرانيّة على الشعب العربى الأحوازي.
وإهدار كافة الحقوق والحريّات المدنية للمواطنين الأحوازيّين، كالحق فى الرعاية الصحيّة، والحق فى التقاضى والحريّة الدينيّة وحق الملكيّة والحق فى التعليم والحق فى العمل وحريّة الإقامة والتنقل وقيام الدولة الإيرانيّة بارتكاب الجرائم اليوميّة وشن حملات الاعتقالات واسعة النطاق فى صفوف المواطنين الأحوازيين العزّل وتعذيبهم حتى الموت، وكذلك حملات الإعدام المتكرّرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
■ ما الذى تطلبونه من الدول العربية والمجتمع الدولى لدعم قضيتكم؟
- انطلاقًا من إيماننا التام بعدالة وشرعية دولة الأحواز العربية، وقناعتنا الراسخة بالأهداف النبيلة التى تأسست من أجلها جامعة الدول العربية، فإننا تقدمنا بطلب عام ٢٠١٧ إبان عقد القمة فى بحر الميت فى المملكة الهاشمية، وتلقينا دعوة لحضورها، لكن للأسف بسبب اعتراض بعض الدول العربية، التى كانت وما زالت للأسف فى الفلك الإيرانى منعونا الحضور، منحنا مقعدًا مراقبا فى جامعة الدول العربية للمشاركة فى كافة المحافل العربية والإقليمية حتى نتمكن من الإطلالة دوليا لرفع سقف قضيتنا العربية الأحوازية العادلة، لكن اليوم والحمد الله مع وجود المكونين الإقليميين العربيين، مجلس التعاون الخليج العربى والجامعة العربية، وبعد الزيارات التى قمنا بها لهما أصبحا يفهمان ضرورة منح القضية الأحوازية أهمية أكبر من كان عليه فى الماضي، وأصبحنا نقترب من الاعتراف بشرعية دولة الأحواز العربية. 
■ وماذا عن موقف مصر من قضيتكم.. هل أبدت الحكومة المصرية تعاطفًا مع قضيتكم؟
- مصر كانت ولا زالت أمل الأمة العربية، حاضنة لجميع أبنائها فى الوطن العربي، ونحن الأحواز سبق وأن أخبرنا المسئولين المصريين أنه لن تتحرر الأحواز، ولن يصل المواطن العربى فى الأحواز إلى حقوقه دون الدعم المصري، وسمعنا وعودنا بالوقوف مع توجهنا الهادف لإعادة الشرعية للأحواز العربية من أشقائنا المسئولين فى مصر العربية، ونحن متأكدون أنه سيتم الوفاء بها فى المستقبل القريب، ونحن على موعد مع أشقائنا فى مصر فى الشهر القادم بإذن الله.
■ هل ترون أنفسكم ممثلين عن جميع الفصائل التى تناضل من أجل تحرير الأحواز؟
- جميع الفصائل الأحوازية مستقلة فى قراراتها وفى أساليبها وتحركاتها الهادفة لتوجيه الضربات المتتالية لدولة الاحتلال الإيراني، ولهذه الفصائل برامجها ونظامها الداخلي، وهذا هو المطلوب من أجل الحفاظ على فصائلنا المناضلة.
لكن إذا سألتنى عن مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز العربية، طبعا هذا المشروع هو مطلب شعبى جماهيرى أحوازي، قبل أن يكون مطلبا فصائليا، وبالتالى جاء مشروع إعادة الشرعية لدولة أحواز العربية لخروج قضيتنا من المحور الإقليمى والمحاور المؤدلجة، وأصبح المشروع البوصلة الحقيقية لنضالنا نحن الأحوازيين جميعا، وأعلنا للجميع أن التعامل مع القضية يجب أن يكون من أجل قيام الدولة الأحوازية، وليس الدفع بفصائلنا إلى التناحر فيما بينها، مثل ما يجرى فى فلسطين اليوم.
■ بحكم أنكم تمثلون اللجنة التنفيذية.. كيف يمكنكم إعادة الشرعية لدولتكم؟ وما خطواتكم التالية؟
- بامكاننا إعادة الشرعية لدولتنا إذا توافرت الجهود العربية على مستوى المؤسستين العربيتين، مثل مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية، ومن ثم التحرك نحو المؤتمر الإسلامي، وقبول طلبنا الذى سبق وناقشته الأمانات العامة لهذه المؤسسات الإقليمية، وفى ذلك الحين يصبح بإمكاننا التواصل مع المجتمع الدولى وبالتحديد مع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، وأيضا مع ثانى أكبر مؤسسة دولية، والتى تربطنا بها علاقة جيدة، وهو البرلمان الأوروبي، وبهذه الطريق قد نستطيع كبح الجماح الفارسى المتغلغل فى أوطاننا ويهدد الأمن القومى العربي، ونحن أيضا نعيد الأحواز العربية إلى حضنها العربي.
■ ما الذى ينقص دولة الأحواز لاستعادة شرعيتها؟
- مفهوم الدولة حسب القانون الدولى يتمركز فى ثلاثة محاور، إذا تحققت وجدت الدولة حسب القانون الدولي، ونحن فى الأحواز نمتلك تلك المحاور الثلاثة، وبالتالى وحسب القانون الدولى يجب الاعتراف بنا كدولة مستقلة، ولو بعد حين، ومن تلك المحاور هى الشعب والجغرافيا والقيادة السياسية، وبالتالى نحن فى الأحواز لدينا شعب عربى موحد يتجاوز الـ ١٢ مليون نسمة، وجغرافيتنا تمتد من العراق وجبال زاغرس حتى مضيق هرمز، وهى تتجاوز الـ ٣٧٥ ألف كلم، وأيضا كانت لدينا قيادة سياسية متمثلة فى الأمير شيخ خزعل الكعبي، وابنه الشيخ عبدالحميد قبل الاحتلال، فنحن اليوم امتداد طبيعى لأجدادنا، وخير دليل على ذلك الأخ الشيخ على عبدالحميد الخزعل، الذى يعتبر على قمة هرم هذا المشروع الداعى إلى إعادة شرعية دولة الأحواز، لذلك تتوافر لنا مكونات الدولة فى الأحواز، وعلى الجميع الوقوف معنا والاعتراف بدولتنا.
وعلى هذا الأساس تتحرك لجاننا على المستوى الدولى والعربى وعلى جميع المستويات، القانونى والسياسى وحقوق الانسان وحقوق الطفل والتعليم، وبالتالى بدعم شعبنا وأشقائنا العرب وأصدقائنا الدوليين نحن نقترب من تحقيق حلم شعبنا وهو الاعتراف بدولتنا العربية الأحوازية. 
■ هل فكرتم فى نقل مقركم من جنيف لإحدى الدول العربية؟ أم أن الفكرة مستبعدة بالنسبة لكم؟
نعم، ما زلنا نتطلع لنقل مقراتنا من الاتحاد الأوروبى إلى العواصم العربية، التى تفهمت مشروع الاعتراف بدولة الأحواز، لأسباب تتعلق بالأمن القومى العربى برمته، ونحن ننتظر الاتفاق مع هذه الدول، ومن ثم سننقل مقراتنا إلى هذه العواصم، لأنه لا يمكن أن يتم الاعتراف بنا عربيا دون أن نكون بالفعل متواجدين على أراض عربية، وبالتالى نقل مكاتبنا من الاتحاد الأوروبى إلى عاصمتين عربيتين قريبا جدا بإذن الله.
نظام الملالى سلب أراضينا وسرق ثرواتنا وعذب أهالينا وقتلهم فى المعتقلات 
المحاولات الإيرانية جادة لمحو الهوية العربية فى الأحواز، وهى مستمرة منذ الاحتلال عام ١٩٢٥، وسبق أن أرسل الإخوة فى اللجنة القانونية فى مشروع إعادة الشرعية لدولة الأحواز العديد من الرسائل للأطرف المعنية مثل اليونسكو واليونسيف ومجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.