الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"طنطاوي".. 9سنوات على رحيل الإمام الثالث والأربعون للأزهر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الأحد، ذكري الرحيل التاسع للإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، والثالث والأربعون بين شيوخ الأزهر، الذي توفي في مثل هذا اليوم، من عام 2010، أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، ليدفن على أرضها من خلال مقابر البقيع، وذلك بعد أربع سنوات قضاها على رأس المؤسسة السنية الأعلى في العالمين العربي والإسلامي.
ولد الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، قبل أن يتلقي تعليمه وحفظ القرآن بمحافظة الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، عمل بعدها إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف عام 1960.
وعقب حصوله على درجة الدكتوراة فى الحديث والتفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسا فى كلية أصول الدين عام 1968، ثم تدرج فى عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين فى أسيوط حتى انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسا لقسم التفسير فى كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، إلى جانب العمل الأكاديمى تولى الكثير من المناصب القيادية فى المؤسسة السنية الأولى فى العالم، كما عُين مفتيًا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986 حتى تم تعيينه فى 27 مارس 1996 شيخًا للأزهر.
عرف عنه الصرامة في مواقفه وتبني العديد من المواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فكان له قرارًا بحظر النقاب داخل المعاهد الأزهرية على خلفية زيارته لإحدى معاهد مدينة نصر عام 2009، كما كانت له فتواه التي أثارت الجدل ومنها جلد الصحفيين، وغيرها، وعرف عنه دفاعه عن قضايا المرأة حيث يرى أن الإسلام يساوي بين المرأة والرجل في أمور عدة منها أصل الخلقة والتكالبف الشرعية وطلب العلم والعمل الشريف وغيرها، وكان يرى أنه من حق المرأة البالغة العاقلة في الشريعة أن تباشر عملية الانتخاب، وكان من المدافعين عن قضية تجريم ختان الإناث، مؤكدًا أن الختان لم يأت ذكره في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة.
ألف الإمام الأكبر العديد من المؤلفات من بينها "بنو إسرائيل فى القرآن والسنة عام 1969، التفسير الوسيط للقرأن الكريم عام 1972، القصة فى القرآن الكريم عام 1990، معاملات البنوك وأحكامها الشرعية عام 1991، السرايا الحربية في العهد النبوي، آداب الحوار في الإسلام، الاجتهاد في الأحكام الشرعية، تنظيم الأسرة ورأي الدين فيه، المنهج القرآني في بناء المجتمع، مباحث في علوم القرآن الكريم، والحكم الشرعي في أحداث الخليج".
كان آخر ما قرره الإمام الأكبر قبل أن يسافر للأراضي السعودية، هو مبلغ 20 مليون جنيه، وذلم، حيث روي وكيل الأزهر آخر لقاء بالمشيخة قبل سفره لمكة، قائلًا: "كنت معه بمكتبه لآخر لحظة قبل مغادرته المطار وكنا نعد معا تفاصيل مسابقة حفظة كتاب الله من المعاهد والمكاتب القرآنية، حيث رصد لها مبلغ20 مليون جنيه، وكان من الأمور التي يحرص عليها جدا تشجيع حفظ القرآن الكريم.. وكثيرًا ما كان يردد في المؤتمرات والمحافل: ليس بأزهري من لم يحفظ القرآن الكريم".
قال عنه الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية الحالي خلال ندوة بعنوان "الوسطية والتجديد في فكر الإمام طنطاوي": "إن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، حمل الراية، وأدى دوره خير أداء، وأن الله ختم له بخاتمة حسنة يتمناها كل إنسان، وهو الدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم، داعيًا الله أن يجمعنا به في جنات النعيم".
توفى الإمام الأكبر بالرياض في 10 مارس 2010 م، عن عمر يناهز 81 عاما، إثر إصابته بنوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010، وقد صلى عليه العشاء بالمسجد النبوي الشريف، ودفن في مقبرة البقيع، وصلى عليه صلاة الغائب في المحافظات المصرية، كما نعته الأوساط والفاعليات الإسلامية في العالم الإسلامي أجمع.