الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صناعة الحدث في جزيرة قطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة الجمود السياسى قبل أحداث يناير فرضت علينا كصناع برامج (فن صناعة الحدث) كنا نرسل أحد العاملين فى البرنامج إلى أحد المستشفيات ليتقمص شخصية طبيب، ويجرى الكشف على المرضى ويكتب لهم روشتة العلاج ثم ينهى مهمته دون أن يعترضه أحد أو تتقمص مراسلة شخصية مريضة، وتتسلل إلى أحد المستشفيات لتقضى يومًا بين المرضى، كان الهدف هو الوقوف على الحالة المتردية فى المستشفيات الحكومية، وحتى نضمن للبرنامج نسبة مشاهدة أكبر كنا نمهد لعرض الحدث الذى صنعناه بأخبار فى الصحف والمواقع الإخبارية، ونلح فى عرض البرومو الخاص بالحدث، وأثناء العرض كنا نحرص على أن تنقل عنا الصحف والمواقع تفاصيل الحلقة، وفى اليوم الثانى كنا نستكمل صناعتنا بردود الفعل من المسئولين والمشاهدين، وقد تستمر الردود عدة أيام، وقد ينتقل تأثير ما صنعنا إلى قنوات أخرى، فتكون لنا الأسبقية، ولنا أيضًا نسبة المشاهدة الأعلى، وفى بعض الأحيان كنا نطلب من أحد نواب البرلمان تقديم طلب إحاطة بالواقعة زيادة فى استثمار الحدث.
وبعد أحداث يناير لم يكن هناك داعٍ لصناعة الحدث، فقد خلقت الأحداث المتلاحقة حالة من السيولة، ثم خلقت العشوائية حالة أخرى من عدم المصداقية أدت إلى عزوف قطاع كبير من الجمهور عن الإعلام بكل ألوانه.
وفى الوقت الذى انصرفنا فيه عن صناعة الحدث.. ظلت قناة الجزيرة القطرية متمسكة به، وربما أسست له ورشًا تقوم على إنتاجه، ثم توسعت فى صناعته بعد أن تفرعت منها قنوات أخرى، تنتمى إلى نفس المدرسة وإن تغيرت مسمياتها.
أدركت الجزيرة أن صناعة الحدث هى سبيلها الوحيد لتنفيذ أجندة معينة، فرأيناها تفرد مساحات لبيان يصدر عن مؤسسة حقوقية تمولها قطر، أو صحيفة تصدرها من الخارج، أو مقال لكاتب مشكوك فى ضميره المهني، تناقش القناة ما يصدر من بيانات ضد مصر أو السعودية أو الإمارات أو أى دولة تستهدفها، ثم تنشر الصحف المناقشة، لتنتقل إلى فروع الجزيرة فى لندن وتركيا، أما ما ينتج من توصيات فتتوجه بها فرق حقوق الإنسان التى تملكها قطر إلى المحافل الدولية.
مؤخرًا.. سعت قطر لاستثمار منظمات حقوقية أسستها للعديد من الأغراض، وكان فى مقدمتها مؤسسة (الكرامة)، التى يرأسها عبدالرحمن النعيمى، وهو واحد من أبرز قيادات التنظيم الدولى للإخوان، قامت المؤسسة المتفرع منها العديد من المؤسسات حول العالم بدعم جماعات إرهابية وأخرى متمردة فى العديد من الدول العربية، وما من تقرير يصدر بتعليمات قطرية عن المؤسسة أو أحد فروعها إلا وتخصص له الجزيرة مساحات كبيرة من إرسالها، ثم ينتقل التقرير الذى عادة ما يحمل هجومًا على مصر إلى كل القنوات الداعمة لجماعة الإخوان، بعدها تتلقفه بعض الصحف الأجنبية المدعومة من قطر، وبعد إجراء عمليات التلفزة للتقرير..تتوجه به جماعات ذات صلة بالخارج إلى برلمانات أوروبا والكونجرس للحصول على ردود سلبية تجاه مصر، ثم تذيع الجزيرة هذه الردود على أنها بيانات صادرة ضد مصر من جهات أجنبية، وتأتى بمن يناقشون هذه البيانات، وبذلك تكون القناة صنعت الحدث من الألف إلى الياء واستثمرته للنيل من مصر.
ولو توقفت قليلًا أمام التقارير التى تبثها الجزيرة ضد مصر سوف تكتشف أن أغلبها صادر عن فرع من فروع مؤسسة الكرامة، أو مقال لكاتب يتقاضى أجرًا من قطر، أو تويتة كتبها ناشط تخصص لها الجزيرة حلقة لمناقشتها ثم تحولها إلى قضية رأى عام، لقد برعت الجزيرة فى صناعة الحدث، وبرعت أيضًا فى صناعة الكذب.