الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبراء: تدفق الأموال القطرية يمنع القضاء على "داعش"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن الإعدامات داخل تنظيم داعش الإرهابى تعكس انقسامات داخلية وصراعات على القيادة، وستزداد حدة، إلا إذا نجح زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى فى الإفلات من التمرد على قيادته، والحفاظ على ما تبقى من تنظيمه.
وأضاف النجار، أن «الانقسامات داخل داعش وصلت لهذه المرحلة المتأخرة لسببين، الأول، رغبة الدواعش الأجانب، أى كل من هو غير عراقى داخل التنظيم، فى نقل زعامة التنظيم لقيادة غير عراقية وتصعيد غير عراقيين للصفوف الأولى وإنهاء قيادة العراقيين للتنظيم بمن فيهم زعيم التنظيم الحالى أبوبكر البغدادي، الذى نجح حتى الآن فى التغلب على هذا النوع المتكرر من التمرد الذى ينتهى كل مرة بأحد سيناريوهين، الأول قتل المتمردين والعناصر المناوئة التى تطرح نفسها كبديل للبغدادى تحت شعار إنهاء سيطرة العراقيين على التنظيم، والثانى الانسحاب طوعًا وترك التنظيم بعد الشعور بعدم المقدرة على تحمل أوضاعه، وهذا السيناريو الأخير، هو الأكثر حدوثا».
وتابع «النوع الثانى من الانشقاقات هو الانشقاق الأيديولوجى من عناصر تستغل هزيمة التنظيم، وفشل البغدادى للصعود مروجة أفكار وأطروحات فكرية مختلفة بعض الشيء، كالزعم أن البغدادى غير قرشى النسب، أو طرح رؤية مختلفة للتعامل مع السكان المحليين والأقليات الدينية والمدنيين، وأيضًا نجح البغدادى إلى الآن فى التغلب على هذا النوع من الانشقاقات».
واستطرد «قتل الأسيرات الإيزيديات عائد لرغبة إثبات الوجود وإرسال رسائل لرفع الروح المعنوية والاستقطاب والتجنيد فى وضع لا يستطيع فيه التنظيم فيه القيام بعمليات كبيرة أو استهداف الأهداف الصلبة كالقوات الأمنية أو الميليشيات الشيعية، فيلجأ لاستهداف أهداف رخوة ضعيفة كقتل أسرى أو مدنيين وهى أهداف متاحة، وفى متناول التنظيم وهو على حالة الضعف هذه، لتوظيفها فى عملية الدعاية والاستقطاب، وأيضًا كرسالة للأطراف التى تحاربه مفادها أنه لا يزال قادرا على القيام بتنفيذ تهديداته ولديه القدرة على أسر مدنيين وقتلهم كنوع من إخافة وترويع الأطراف المناوئة له حتى لا تقدم على المزيد من المضى نحو مواجهته فى عمق الجيوب التى لا يزال يسيطر عليها».
واسترسل النجار قائلًا «بالنسبة لمكان تواجد البغدادي، يبدو أنه لا يزال فى سوريا، لكن موقفه يزداد ضعفا والخناق يضيق عليه، لذلك يحرص على تلك العمليات الاستعراضية التى تهدف لصرف الأنظار عنه وحلحلة الحصار عن الجيب الذى يختبئ به عبر القيام بعمليات هدفها تكتيكى ومؤداها محاولة إظهار أن التنظيم لا يزال يتمتع بشراسته وقوته، حتى لا تزداد رغبة الأطراف التى تحارب التنظيم فى المزيد من التقدم والنجاحات التى قد تنتهى بالوصول إلى البغدادى نفسه، أما الأطراف التى لها مصلحة فى استمرار داعش فهى تركيا وإيران وقطر».
وبدوره، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الهزائم المتتالية فى سوريا والعراق والعديد من مناطق تمركز داعش تسببت فى فرار المئات من مسلحيه، والذين فقدوا الأمل فى أى تغيير تكتيكى أو استراتيجى داخل التنظيم، وأصيبوا بالخوف والهلع من أعمال انتقامية يرتكبها التنظيم ضد عناصره المنهزمة، لذلك يحاول المئات منهم الفرار والنجاة بأرواحهم من مناطق القتال، وهذا يدفع قيادات التنظيم وعلى رأسها أبوبكر البغدادى لإصدار الأوامر بقتل كل من يحاول الفرار أو التراجع أو عصيان الأوامر بالقتال».
وأضاف، أن الإعدامات فى صفوف داعش، ليست جديدة على التنظيم الإرهابى، فقد أصدر البغدادى أمرًا بإعدام ٣٢٠ من عناصره فى أكتوبر ٢٠١٨ بسبب اتهام التنظيم لهم بالجبن والاستهتار والتخلى عن مواقعهم القتالية، ما تسبب فى هزيمة التنظيم وخسارته للعديد من المناطق بسوريا والعراق.
وتابع «من أبرز الإعدامات التى نفذها داعش بحق عناصره، إعدام أبرز أطباء التنظيم ويدعى (أبويوسف المصري) فى يوليو ٢٠١٧ فى منطقة تل عفر بشمال العراق، بسبب اتهامه بخيانة التنظيم، وجاء إعدام ما يسمى مفتى ولاية ديالى فى التنظيم الإرهابي، المدعو أبوكريم، المقرب من البغدادين ضمن هذه الاتهامات، وهى خيانة التنظيم». 
واستطرد «عمليات الإعدام المتكررة لعناصر بارزة فى داعش تعكس أيضا حالة من الانقسام الكبير داخل التنظيم حول أسباب الهزائم المتكررة والجدوى من بقاء التنظيم على أرض الواقع كتنظيم يدعو إلى إقامة دولتهم التى يسمونها (دولة الخلافة)، فى ظل ضياع أغلب المناطق التى كانت تحت سيطرتهم بسوريا والعراق».
وأضاف عامر «أساليب القتل كالحرق وقطع الرؤوس محاولة من داعش لبث الرعب والخوف فى قلوب كل من يعارضه ويرفض الانصياع لسلطته داخل مناطق نفوذه، وقيامه بقطع رؤوس ٥٠ امرأة إيزيدية لإحكام سيطرته المعنوية فى بعض مناطق نفوذه ورسالة لكل من تسول له نفسه مقاومة التنظيم أو مخالفة أوامره، وهذه أساليب لم تتوقف فى أدبيات داعش الإرهابية لإثبات وجوده واستمراره بالقتال».
وأشار عامر، إلى أنه من المتوقع أن تلجأ عناصر داعش المهزومة إلى المناطق الحدودية بين سوريا والعراق كأحد خياراتها للبقاء والسيطرة، كما أنها تتمتع فى تلك المناطق بحرية الحركة ودعم بعض أجهزة الاستخبارات المتعاونة معها مثل تركيا وقطر اللتين تدعمان التنظيم منذ نشأته بهدف ابتزاز بعض الأنظمة والدول المناوئة لسياستهما التى تقوم على دعم الجماعات المسلحة والمتطرفة فى العديد من البلدان العربية، أما الدول التى تسعى لاستمرار داعش وبقائه فهى الولايات المتحدة وإسرائيل ودول استعمارية سابقة، فداعش رأس حربة بالنسبة لهم فى الشرق الأوسط وأحد أهم أدواتهم لإسقاط الدول والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها وإشاعة الفوضى فى البلدان العربية والشرق الأوسط».
وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد جاد الزغبي، الباحث فى الفكر الإسلامي، إن داعش تأسس كاستراتيجية أمريكية طويلة الأمد فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، كانت تهدف لبث الفوضى والإبتزاز فى منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسم خريطة المنطقة والخلاص من النظام السورى وتحييد إيران واستخدامها مع داعش فزاعة لتدمير الجيوش النظامية المتبقية فى المنطقة، والتى تعرقل مخططات السيطرة على الثروات العربية وعلى رأسها النفط، لكن حدث تغيير محورى برفض ترامب لتلك الاستراتيجية، وبدأ فى اتخاذ السبل لتفكيك داعش فى ضوء تسوية مع الدب الروسي، ومنذ ذلك الحين، توقف الدعم اللوجيستى والمادى الأمريكي، ولولا وجود المال القطري، لمات التنظيم بالسكتة»، حسب تعبيره.
ومن جانبه، قال أحمد العناني، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن هناك خلافات حادة اندلعت داخل داعش بعد تضييق الخناق على التنظيم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وإن التنظيم يستخدم حاليا كل الأساليب ويتخذ الأطفال والنساء كدروع بشرية أمامية، لمواجهة تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وأمام عناصره خياران، إما القتال حتى النهاية أو تسليم أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف، أنه يرجح تواجد أبوبكر البغدادى فى سوريا، موضحا أن تركيا من مصلحتها بقاء داعش لاستخدامه وسيلة ضغط على قوات سوريا الديمقراطية الكردية فى شمال وشرق سوريا.
فيما قال عزام أبوليلة، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك حقيقة مؤكدة لا يمكن إغفالها بخصوص تنظيم داعش، وهى أنه نشأ فى أحضان مخابراتية ودعم أجهزة استخبارات من عدة دول خاصة الولايات المتحدة كمبرر لإيجاد موضع قدم فى سوريا والعراق بحجة ضرب هذه التنظيمات الإرهابية.
وأضاف أن أفعال داعش الهمجية ومن بينها القتل بالحرق وقطع رؤوس الفتيات الإيزيديات تعكس أفكاره العقائدية المغلوطة من استباحة الدماء والقتل الجماعى والعشوائى والتكفير على العموم.
وتابع «الانشقاقات والإعدامات فى صفوف التنظيم تعود لهزائمه وخسارته الكثير من مناطق سيطرته فى سوريا والعراق، بالإضافة إلى فرضية اختراق التنظيم من قبل بعض أجهزة الاستخبارات بعد أن أدى الدور المطلوب منه، حيث تتسبب هذه الاختراقات فى خلافات وتصفيات داخلية».