فى لافتة إنسانية فريدة من نوعها يقوم شاب فرنسى من أصول عربية يمتلك صالون حلاقة فى باريس بالتجول فى شوارع المدينة مرة شهريًا من أجل البحث عن المشردين والأشخاص دون المأوى لتقديم لهم دعمًا ماديًا ومعنويًا عن طريق حلاقة شعرهم والمزاح معهم، بالإضافة إلى الاستماع لقصصهم.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «le parisien» فالشاب «سيدى بن سولة» لا ينتظر أى مقابل من زبائنه سوى مشاعر الرضا والارتياح النفسى على وجوههم، وأكثر ما يُسعده هوش الكلمات البسيطة التى يتلاقها من هؤلاء المشردين مثل الدعوة له أو قول كلمة طيبة له.
الشاب «بن سولة» ينفى أنساب تلك المبادرة الطيبة لنفسه، ويؤكد أنّها بدأت من حلاق يعمل بمدينة مارسيليا فى جنوب فرنسا يعمل فى الشوارع، ويدعو جميع أفراد المهنة إلى فعل نفس الأمر من أجل منح السعادة للمشردين، وجعلهم يشعرون نفس الإحساس الذى يشعر به أى زبون حلاقة عادي.
وعن أبرز ما يدفعه لفعل هذا العمل يقول إنّه يجب التخلى عن الجانب التجارى فى كثير من الأحيان، والنظر إلى الجانب الإنسانى لأن الجوانب الإنسانية هى الغنى الحقيقى وليس المال، ويؤكد أن حكايات هؤلاء المشردين يمكن أن تحدث لأى شخص وهذا ما يدفعه للتواضع.
«سيدي» يقوم بنشر صور أعماله الخيرية على مواقع التواصل الاجتماعى من أجل دفع الناس للقيام بالأعمال الخيرية، وأثناء عمله الخيرى يقابل العديد من الناس ممن يلتقطون الصور التذكارية معه ويشجعونه على الاستمرار بعمله الخيري. الشاب العربى لا يحتاج شهرة بعمله الخيرى، فهو من أشهر الحلاقين فى العاصمة الفرنسية؛ حيث اختير العام الماضى ضمن أكثر ٣٠ حلاقا محترفا فى جميع أنحاء فرنسا فى مسابقة نظمتها مؤسسة American crew الأمريكية التجميلية.
