الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

آنا أخماتوفا.. راهبة الأدب الروسي

آنا أخماتوفا
آنا أخماتوفا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الشاعرة آنا أخماتوفا، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم 5 مارس، إحدى أبرز شاعرات روسيا في عهد الاتحاد السوفيتي، وولدت في 23 يونيو 1889 في أوكرانيا، واسمها الأصلي آنا أندرييفنا جورنكو وهي من أشهر الشعراء الروس في القرن العشرين، وتناولت أعمالها موضوعات متنوعة مثل الزمن والذكريات والحب والخيانة ومصير المرأة المبدعة، وتحديات الكتابة.
وكانت أسرتها بعد عامين من ولادتها قد انتقلت للعيش في بطرسبورج وفي 1905 انفصل والداها وانتقلت هي ووالدتها إلى «كييف» لتكمل تعليمها وهناك تعرفت على نيقولاي جوميلوف وتزوجا في 1910 وأنجبت منه ليف جوميلوف وانفصلا في 1918 ثم تزوجت عالم الآشوريات فلاديمير شليكو ثم انفصلا.
وعاشت مع زوجها الثالث الناقد نيكولاي بونين وتعرفت على الأدب الأوروبي عامة والروسي خاصة، وبدأت كتابة الشعر وهي في الحادية عشرة، وفي1912 صدر أول ديوان لها بعنوان «المساء» تبعه عدة دواوين كان آخرها معبرا عن مواقفها السياسية المعارضة للثورة البلشفية، وعلى الرغم من الوضع السياسي تجاه الأدباء، إلا إنها لم تقبل الرحيل حتى بعد إعدام زوجها السابق في 1921 وقد أدينت بعد1922 لـ«ميولها البورجوازية» ولم تنشر إلا نادرا حتى الحرب العالمية الثانية وحصار لينينجراد.
وكتبت أشعار المقاومة التي نشرت في الصفحات الأولى من «البرافدا» وكان «أندريه جدانوف» المسئول عن الثقافة في عهد «ستالين » وصفها في1945 بأنها «نصف مومس ونصف راهبة» ومنع قصائدها من النشر وتم سجن ابنها في معسكرات العمل القسري فاضطرت لمدح «ستالين»، وبعد وفاة «ستالين» أعيد إليها الاعتبار، وأصبح منزلها قبلة للأدباء الروس.
ونشرت آنا أخماتوفا أعمالها الشعرية والنثرية في كثير من بلدان العالم إلي أن توفيت في 5 مارس1966 وفي الذكرى المئوية لولادتها صدرت مجموعتها «قداس لراحة الموتى» التي منعت من النشر خلال حياتها، كما تحول بيتها لمتحف.
وكانت أخماتوفا هي الصوت النسائي الأعلى في الأدب الروسي مكابدة للألم ومقاومة للاستبداد، إلى درجة أننا من أعمالها الشعرية لا نظفر أحيانًا إلا بديوان قدَّاس الذي ألَّفته في الثلاثينات لتقديم شهادتها – مع ملايين النَّاس البسطاء – عن اختفاء أناس أعزَّاء. 
ورحلت أخماتوفا عن عالمنا يوم 5 مارس 1966 مخلفة شهادات شعرية بليغة عن أوجاع العالم.