الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بابا الفاتيكان: لا يمكننا مطالبة الكنيسة أو رموزها بنشاطات سياسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الاثنين، في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي، أعضاء اللجنة الحبرية لأمريكا اللاتينية وللمناسبة.
ووجّه الأب الاقدس كلمة رحّب بها بضيوفه، وقال: لقد أسس يسوع كنيسته كصداقة، كفعل حب وكعلامة شفقة لطبيعتنا الضعيفة والمحدودة، وبتجسّده عانق يسوع بشريّتنا وعانق الـ "أنا" البشريّة التي غالبًا ما تكون أنانيّةً وخائفًة ليعطينا قوّته ويُظهر لنا أننا لسنا وحدنا في مسيرة الحياة بل لدينا صديق يعضدنا من علو ويدعونا لنقدّم هذه الصداقة عينها بأسلوب رسولي للآخرين لنوسِّع هكذا الخبرة التي نسمّيها "كنيسة".
وتابع: لهذه الحقيقة تبعات عديدة في مجالات مختلفة ولكنّها مهمّة بشكل خاص للذين يكتشفون أنّهم مدعوون ليكونوا مسؤولين عن تعزيز الخير العام. إنَّ يسوع يدعونا لكي نكون أصدقاءه. إن انفتحنا على هذه الفرصة لن يخفَّ ضعفنا ولن تتغيّر الأوضاع التي نعيشها على الفور ولكننا سنتمكّن من النظر إلى الواقع بأسلوب جديد وسنتمكّن من أن نعيش بشغف متجدد التحديات في بناء الخير العام. 
وأضاف: لدينا قديس في أمريكا اللاتينية كان يعرف جيّدًا هذه الأمور. لقد كان يرى العديد من العلمانيين الذين يرغبون في تغيير الأمور ولكنّهم ولمرات عديدة كانوا يضيعون في أجوبة إيديولوجية خاطئة. لذلك وإذ وضع عقله وقلبه في يسوع وسمح للعقيدة الاجتماعية للكنيسة بأن تقوده كان القديس أوسكار أرنولفو روميرو يقول: "لا يمكن للكنيسة أن تتشبّه بأية منظّمة، ولا حتى بتلك التي تصف نفسها وتشعر بأنها مسيحية. 
وأكمل البابا: الكنيسة ليست منظّمة ولا يمكننا أن نطلب من الكنيسة أو من رموزها الكنسية أن تتحوّل إلى أساليب عمل نشاطات سياسيّة. لكي يكون الإنسان سياسيًا صالحًا لا يجب أن يكون مسيحيًّا، ولكن على المسيحي الذي يلتزم في النشاط السياسي أن يعلن إيمانه، وإن ظهر في هذا النشاط تناقضًا بين الأمانة لإيمانه والأمانة للمنظّمة يجب على المسيحي الحقيقي أن يُفضِّل إيمانه ويُظهر أن كفاحه في سبيل العدالة هو من أجل عدالة ملكوت الله".
واستطرد: الحبر الأعظم يقول لقد توجّه روميرو بهذه الكلمات للمؤمنين العلمانيين لكي يكونوا أحرارًا لا عبيدًا ولكي يجدوا مجدّدًا الدوافع التي ومن أجلها يستحق العناء في أن يعمل المرء في المجال السياسي وانما انطلاقًا من الإنجيل ومتخطيًّا جميع الإيديولوجيات. ففي أمريكا اللاتينية وفي العالم بأسره أيضًا نجد أننا نعيش فعلًا "تغيير حقبة" يتطلّب منا أن نجدد لغتنا وعلاماتنا وأساليبنا، لأننا إن استمرّينا في فعل ما كنا نفعله لعشرة سنوات خلت فسنعود لنسقط مجدّدًا في المشاكل التي نحتاج لتخطيها في الإطار الاجتماعي والسياسي. يجب عليكم كشباب كاثوليك يلتزمون في نشاطات سياسية مختلفة أن تكونوا الأوائل في أسلوب قبول اللغات والعلامات، القلق والرجاء للقطاعات الأكثر نموذجية لهذه التغيرات في أمريكا اللاتينية. إبحثوا بإبداع وحريّة عن جميع الأشكال المختلفة لكي تكونوا ملائمين لدى تقديمكم لشهادة الإيمان في الحياة الاجتماعية والسياسية في أمريكا اللاتينية. وما هي القطاعات المهمّة في تغيير الحقبة هذا في أمريكا اللاتينية؟ برأي هي ثلاثة ومن خلالها يمكننا أن نعيد تنشيط الطاقات الاجتماعية في منطقتنا لكي تكون أمينة لهويتها ولكي تبني في الوقت عينه مشروعًا للمستقبل وهذه القطاعات هي: النساء والشباب والأشدّ فقرًا.
وأكمل البابا فرنسيس: إنَّ النساء والشباب والفقراء هم ولأسباب عديدة أماكن لقاء مميّز مع الوعي الثقافي الناشئ الجديد ومع يسوع المسيح. إنّهم رواد تغيير الحقبة وموضوع رجاء حقيقي. حضورهم وفرحهم وألمهم بشكل خاص جميع هذه الأمور هي دعوة قويّة للاهتمام للمسؤولين عن الحياة العامة. وبالتالي فإن كنا لا نريد أن نضيع في بحر من الكلمات الفارغة علينا أن ننظر على الدوام إلى وجوه النساء والشباب والفقراء، ولكن كرواد تغيير وليس كمجرّد أشخاص يحاجون للمساعدة.