الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد علي باشا.. مؤسس مصر الحديثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل اليوم الاثنين، الموافق 4 مارس، ذكرى ميلاد محمد علي باشا، مؤسس الأسرة العلوية، وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، ويشيع وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة" وهي مقولة كان هو نفسه أول من روّج لها، واستمرت بعده بشكل ملفت.
استطاع محمد علي أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد، ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه، خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين.
خلال فترة حكمه، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم فيما حققه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر.
مولده
ولد محمد علي في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية.
كان أبوه "إبراهيم آغا" رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده، وقيل إن أباه كان تاجر تبغ، كان لوالده سبعة عشر ولدًا لم يعش منهم سواه، وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره.
بناء مصر الحديثة
خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، فأنشأ في عام 1820م المدرسة الحربية في أسوان، ومنها تم تخريج أول مجموعة من الجنود النظاميين في الجيش المصري، واهتم بإنشاء أسطول مصري قوي كانت بدايته من ترسانة بولاق وبناء السفن في أوروبا، وكانت مقتصرة في هذا الوقت على الإمداد والتموين، وبعد ذلك قام بإنشاء ترسانة الإسكندرية التي أنشأ فيها السفن الضخمة حتى توقف عن بناء السفن في أوروبا.
أما عن التعليم فاهتم محمد علي بهذا الجانب، فقام بإرسال البعثات العلمية إلى الخارج، وكانت أول بعثة عام 1813م إلى إيطاليا، وقام بإنشاء المدارس العليا "الكليات" منها مدرسة الهندسة والطب والصيدلة والألسن والطب البيطري والفنون والصنائع، وفي عام 1837م أمر بإنشاء ديوان التعليم وإنشاء المدارس الابتدائية.
اهتم محمد علي بالنواحي الاقتصادية فأنشأ عددًا من المصانع مثل مصانع النسيج والحرير والصابون والزيوت وسبك الحديد والنحاس، وفي الزراعة قام بإنشاء العديد من القناطر والسدود، وجلب محاصيل وبذور النباتات من الخارج، وكذلك الاهتمام بزراعة القطن والأشجار.
واهتم محمد علي بالصناعة فقد بنى قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع للغزل والنسيج ومصنعا للجوخ في بولاق ومصنعا للحبال اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا للأقمشة الحريرية وآخر للصوف ومصنعا لنسيج الكتان ومصنع الطرابيش بفوه، ومعمل سبك الحديد ببولاق ومصنع ألواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج السكر، ومصانع النيلة والصابون ودباغة الجلود برشيد ومصنعا للزجاج والصيني ومصنعا للشمع ومعاصر للزيوت، كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دور كبير في صناعة السفن التجارية.
مذبحة القلعة
وفي عام 1807، تلقّى محمد على أمرًا سلطانيًا بشن حملة لمحاربة الوهابيين الذين سيطروا على الحجاز، لذا قرر أن تقوم الحملة بقيادة ابنه أحمد طوسون، لقتال الوهابيين، إلا أنه كان في رحيل جزء كبير من قوات محمد علي، خطر كبير على استقرار أوضاعه في مصر، فوجود المماليك بالقرب من القاهرة، قد يشجعهم على استغلال الفرصة لينقضوا عليه ويستولوا على الحكم.
وأمام ذلك، لم يجد مؤسس مصر الحديثة إلا الحيلة، حيث دعا الأعيان والعلماء والمماليك لحضور احتفال في القلعة بمناسبة قيادة ابنه طوسون الحملة على الوهابيين، وما أن انتهى الاحتفال حتى دعاهم «الباشا» إلى السير في موكب ابنه، وما أن وصلوا إلى طريق صخري منحدر يؤدي إلى باب العزب المقرر أن تخرج منه الحملة، حتى أغلق الباب فتكدست خيولهم بفعل الانحدار، ثم فوجئوا بسيل من الرصاص انطلق من الصخور على جانبي الطريق.
وفاته
في عام 1844م بدأ محمد علي يصبح مشوش الذهن بسبب الأمور التي حدثت في نهاية فترة حكمه، وكذلك مرض ابنه إبراهيم باشا، ويقال إنه أصيب في أواخر أيامه بمرض ألزهايمر، وبعد وفاة ابنه إبراهيم، توفي محمد علي بقصر التين بالإسكندرية في 2 أغسطس 1849م، ونقل جثمانه إلى القاهرة، ودفن في الضريح الموجود داخل جامعه، بقلعة صلاح الدين.