لا شك أن أسهم شبكة "نيتفليكس" ارتفعت كثيرا خلال الفترة الماضية عقب تصدرها ترشيحات جوائز الأوسكار بفيلم الدراما المكسيكي "Roma" للمخرج ألفونسو كوارون، الذي نجح في خطف 3 جوائز يوم الاثنين الماضي في فئات أفضل إخراج وأفضل فيلم أجنبي وأفضل تصوير سينمائي، بفضل الحملة الترويجية الهائلة التي قادتها الشبكة لدعم الفيلم في سباق الجوائز وقدرت تكاليفها بنحو 30 مليون دولار وفقا لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية.
ففي الواقع يبدو أن عددا كبيرا من السينمائيين في هوليوود غير مرحبين بفتح الباب أمام أفلام "نيتفليكس" للترشح لجوائز سينمائية عريقة على غرار الأوسكار، خوفا على مستقبل صناعة السينما الذي بات مهددا من جانب عملاق البث الرقمي، وهو ما يفسر سبب عدم فوز فيلم "Roma" بجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم ومنحها لفيلم "Green Book" الذي يعتبره النقاد أقل بكثير في مستواه الفني عن تحفة كوارون السينمائية.
وعلى ما يبدو أن أعضاء الأكاديمية منقسمين بخصوص مستقبل أفلام "نيتفليكس" في الترشح لجوائز الأوسكار، وهو القرار الذي سيتم مناقشته الشهر المقبل خلال اجتماع مجلس المحافظين؛ المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج أعلن أنه سيعبر عن مخاوفه إزاء توسع سيطرة أفلام "نيتفليكس" خلال الاجتماع، كما سيتحدث عن المبلغ الضخم الذي رصدته الشبكة للترويج لفيلم "Roma" الذي طُرح في صالات السينما لمدة 3 أسابيع فقط قبل بثه على الإنترنت ولم يتم الإعلان عن تفاصيل إيراداته حتى الآن.
سبيلبرج، الذي صرح قبل أكثر من عام أن أفلام "نيتفليكس" لا تستحق الأوسكار، ذكر مؤخرا خلال حفل جوائز جمعية صوت السينما، أن أكبر المساهمات التي يمكن أن يقدمها صانعي الأفلام هى منح الجمهور تجربة تصوير فريدة، وأكد على أنه من أشد المؤيدين لدور السينما الذي يجب أن يبقى، كما أوضح أنه رغم إيمانه بأهمية التلفزيون الذي أصبح يقدم العديد من الأعمال المميزة، إلا أن تجربة السينما تظل بلا منافس.
المخرجة أفا دوفيرناي، المرشحة السابقة للأوسكار، عبرت عن رفضها لخطة سبيلبرج لإبقاء أفلام "نيتفليكس" خارج ترشيحات الأوسكار، وعلقت عبر حسابها على تويتر قائلة: "أعزائي أعضاء الأكاديمية، بما أن الأعضاء العاديين مثلي لن يتمكنوا من حضور اجتماع لجنة المحافظين المقرر الشهر المقبل، لكنني أمل أن تأخذوا في الاعتبار ردود فعل وبيانات مخرجين آخرين شعروا بفرق كبير بوجود نيتفليكس".
وتتعاون دوفيرناي مع نيتفليكس للمرة الأولى بالسلسلة التلفزيونية المحدودة " When They See Us" والمقرر طرحها في شهر مايو المقبل.
Dear @TheAcademy, This is a Board of Governors meeting. And regular branch members can’t be there. But I hope if this is true, that you’ll have filmmakers in the room or read statements from directors like me who feel differently. Thanks, Ava DuVernay. https://t.co/DFBLVWhiJj
— Ava DuVernay (@ava) ١ مارس ٢٠١٩
ودافع ألفونسو كوارون، مخرج فيلم "Roma" عن شبكة "نيتفليكس" خلال حواره مع مجلة "فارايتي" الأمريكية قائلا: "يجب أن يكون هناك مجموعة متنوعة من الوسائط التي يمكن للناس من خلالها اكتشاف السينما".
وأضاف المخرج الفائز بالأوسكار 4 مرات: "يجب أن يكون هناك تنوع أكبر في كيفية نشر أفلامنا، نحتاج من شركات التوزيع أن تكون أكثر مرونة مما هى عليه الآن".
فمن المذهل اعتبار أن "نيتفليكس" أنفقت ضعف تكلفة فيلم "Roma" في حملتها الترويجية، وبسبب النجاح الظاهري لهذه الجهود، فإن الخوف في هوليوود بالنسبة للكثيرين هو أن الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة ستكون الآن أكثر ميلًا إلى السماح لخدمات مثل "نيتفليكس" أو "Hulu" للتعامل مع التوزيع، حيث أن هذه المنصات الرقمية لديها المال الكافي لشن حملات ترويجية ضخمة.
وعلى الرغم من أن "نيتفليكس" قد خسرت سباق أفضل فيلم هذا العام، إلا أنها تأمل ارتفاعًا كبيرًا في عام 2020 من خلال فيلم "The Irishman"، للمخرج مارتن سكورسيزي، ويشارك في بطولته روبرت دي نيرو، آل باتشينو، جو بيسكي وهارفي كيتيل، ومن المقرر إطلاقه في الخريف المقبل.
