لم يعلم الطفل «أحمد. أ. إ» الذى لم يكمل عامه السادس، أن أيادى الغدر سوف تفتك به، فبعدما ترك منزله رفقة شقيقه الأصغر للذهاب إلى منزل عمه، وفى وقت السكون قبيل صلاة الجمعة الماضية، حيث الجميع منهمك فى الاستعداد للصلاة والشوارع فارغة، انقض عليه المتهم، ويدعى «ناصر»، ليجبره هو وشقيقه على الجرى أمامه فى محاولة للهروب من بطش ذلك المجرم، بعد أن عقد النية على اغتصاب ذلك الطفل، بعد فرار شقيقه الأصغر ودخوله فى أحد الشوارع الجانبية، فقام المتهم بمحاولة خطف «أحمد» إلى مكان بعيد لينفذ جريمته النكراء، ولكن صياح الصغير استنجادًا بالأهالى دفع المتهم لكتم أنفاسه، فأرداه قتيلًا.
لم يحرك ذلك المشهد جوارح المتهم، فأصر على استكمال جريمته حتى النهاية،
فبعد أن تأكد من موت الطفل، اشترى «برميل» ليضع فيه الجثة، ووضع عليها قطعة
قماش، واستغل حالة السكون التى تسبق صلاة الجمعة، وقام بالدخول إلى عقار
بالمنطقة، ووضع البرميل وبداخله جثة الطفل بين الطابق الثانى والثالث، على
السلم، وتركه ولاذ بالفرار.
وعاش أهالى منطقة الجزيرة، المتفرعة من شارع
السوق بمنطقة شارع الكولدير بساقية مكى فى محافظة الجيزة، ساعات من الرعب
والفزع والتواجد الأمنى فى المنطقة، وقالت «أم جهاد» من سكان العقار الذى
عثر فيه على جثة الطفل داخل برميل، أنهم شاهدوا برميلا غريب الشكل على
السلم بالدور الثالث، وفى أول الأمر اعتقد الجميع أن أحد السكان وضع برميل
القمامة على السلم، فقام ويدعى «مصطفى» باكتشاف الأمر، فوجد قطعة من القماش
تغطى البرميل، فقام برفع القماشه فوجد طفلا مقتولا داخله.
وأضافت: على
الفور جاءت الشرطة وقاموا بإخراج جثة الطفل، وبه آثار خنق حول الرقبة، وبعد
قليل من الوقت استدعوا والدى الطفل وتعرفا على ابنهما.
وقال شقيقه الأصغر أمام ضابط المباحث إن أحد الأشخاص كان يجرى وراءهم وخطف «أحمد».
وقال
«محمود»، أحد الجيران، إن كاميرات المراقبة كشفت المتهم أثناء استدراجه
الطفل، وأن كاميرات أخرى رصدته وهو يحمل البرميل ويصعد به إلى العقار وبعد
قليل نزل ولم يكن معه البرميل.
وبالتحقيق مع المتهم، أقر أمام المباحث
بأنه لم يعرف المجنى عليه، ولم يقصد قتله، وقال: «شاهدت الطفل عدة مرات وهو
يتردد على عمه، ويوم الواقعة، ووقت صلاة الجمعة، كانت الشوارع هادئة، فلعب
الشيطان بعقلى عندما شاهدت الطفل فاستدرجته داخل عقار وحاولت اغتصابه،
وعندما بدأ بالصراخ خشيت من الفضيحة وأن يلفت الصراخ نظر الناس، فكتمت صوته
وأنفاسه بيدى حتى وجدته جثة هامدة، ولم أعلم أين أخبئ الجثة، فأحضرت
برميلا، ووضعت فيه الجثة».
وكانت البداية تلقى الرائد مصطفى كمال، رئيس
مباحث قسم شرطة الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة يفيد بورد بلاغ من
الأهالى بالعثور على جثة طفل داخل «برميل» بمنطقة ساقية مكى بدائرة القسم،
وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة للطفل «أحمد أ. إ» ٦ سنوات، وبه ازرقاق
وتورم بالوجه ناتج عن كتم النفس.
وعلى الفور كلف اللواء رضا العمدة،
مدير المباحث بمديرية أمن الجيزة، بسرعة تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة،
وفى أقل من ١٠ ساعات نجح ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة، فى كشف غموض
الواقعة، بعد تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، والتى كشفت عن هوية
المتهم، وتبين أنه يدعى «صابر» ٢١ سنة، وبإعداد الأكمنة تم ضبط المتهم.وبمواجهته أمام العميد أحمد وحيد مأمور قسم الجيزة اعترف المتهم بارتكاب الواقعة بعد فشله فى اغتصاب الطفل، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأخطر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير مدير أمن الجيزة، وأمرت النيابة بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق.
