عجز الأطباء هي مشكلة تواجه الصحة بسبب عدد الاستقالات التي لا تعد من قبل الأطباء بالوزارة ويرجع السبب في ذلك إلي الرواتب الزهيدة التي يتقاضونها نظير عملهم بمستشفيات الوزارة، ويفضل الكثيرين العمل بعياداتهم الخاصة لتعديل ظروفهم المعيشية.
في هذا السياق تقدم النائب ماجد طوبيا، بطلب إحاطة لوزيرة الصحة، بشأن عجز الأطباء في الوحدات الصحية خاصة في محافظات الصعيد، بالإضافة لنقص المستلزمات الطبية، وأوضح طوبيا فى بيان له اليوم، إن العديد من الوحدات الصحية بقرى الصعيد عبارة عن مبانى خاوية على عروشها وهياكل خرسانية فقط وبعضها مغلق بسلاسل حديدية، وهذا عكس توجيهات القيادة السياسية التى تحرص على تحسين المنظومة الصحية المقدمة للمواطنين أيضا، وطالب النائب بعمل حصر شامل بالوحدات وخريطة لتوزيع الأطباء، إلي جانب التعامل مع مشكلات الأطباء بالوزارة لحل المشكلة.
في هذا السياق يقول الدكتور خالد سمير عضو مجلس نقابة الأطباء أن وزارة الصحة في مصر تعاني من المرض واستقالات الأطباء من الوزارة يمكن أن يكون سببها الرئيسي تدني الرواتب وزيادة ساعات العمل اليومية لدرجة أنه من الممكن أن يقضي الطبيب شهر كامل في نباطشية عمل متصلة بأحد الوحدات الصحية، كما أن الإمكانيات المتاحة في وزارة الصحة غير كافة لسد احتياجات المواطن الذي بدوره يقوم في أحيان كثيرة بالاعتداء علي الطبيب بسبب نقص المستلزمات الطبية وترهل البنية التحتية للوحدة الصحية التي لا يوجد بها في بعض الأحيان مياه ولا لوازم العمل.
وأكمل "سمير" أن الأطباء بتحملون فوق طاقتهم ويلزموا ببعض الأشياء التي تزيد عن حدود إمكانيات الأماكن التي يعملون بها مما يؤدي إلي الكثير من المشكلات، وما يحدث بوزارة الصحة اليوم هو سياسة ممنهجة مستمرة منذ عشرات السنين وتحتاج إلي تعديل واضح ومرضى لجميع الأطراف، كما أنه يجب أن نذكر مشكلة رواتب الأطباء والتي لا تناسب احتياجات الطبيب اليومية ولا يمكنه الاعتماد عليه بصورة كاملة حيث أنه يعتبر قليل مما يضطر الطبيب للاهتمام بعيادته الخاصة.
ويقول الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء أن مشكلات الأطباء هي سبب رئيسي في عجز الأطباء بوزارة الصحة، حيث أن الطبيب يفضل الاستقالة من الوزارة والعمل الحر عن عمله بدول مقابل مادي جيد، كما أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة تتعسف هذه الفترة في إجازات الأطباء مما يتسبب في زيادة استقالات الأطباء من الوزارة وتفضيل السفر أو العمل الخاص عنه.
وأضاف "فؤاد" أن المشكلة في وزارة الصحة عميقة ولن يتم حلها بطلب إحاطة أو أي شيء آخر لأن المشكلة في البنية التحتية للوزارة والميزانية الغير مرضية المخصصة للصحة في مصر، ولحل هذه المشكلات فإنه يجب تقدير الأطباء ماديا واجتماعيا، وحمايته ضد المشكلات التي من الممكن أن تحدث له مع المرضى وتعديل قوانين المسؤولية الطبية وحماية الأطباء مهنيا.
