الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان لا تعبأ بالأوطان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كلمة "وطن" في مفهوم جماعة الإخوان، ليس لها معنى واضح كما يفهمه أبناء الوطن المخلصون الذين تدمى قلوبهم لأزمات ومشكلات بلدهم.

هدم الوطن عند الإخوان أسهل كثيرا من فكرة التعامل مع الأزمات ومواجهة الكوارث وعلاجها، ومحاسبة المسئولين عنها، والبحث عن أسبابها وخفايا الأحداث.

بدلا من معالجة الأزمات هم يذهبون فورا إلى هدم كل شيء والقضاء على كل شيء، وبث الإحباط واليأس في قلوب المحبين لتراب وطنهم، الذين يهتمون وينشغلون لحاله، ويذوبون عشقا في حب هذا الوطن.

هل من المعقول عند وقوع كارثة يروح ضحيتها عدد من الناس أن نجد الدعوات من هنا وهناك للعودة إلى الوراء والإطاحة بأمن مصر واستقرارها، ووضع الشعب في حالة ثورية تضر أكثر مما تنفع، هل هذا هو الحل لنسمع من يدعون المصريين للصفير والطرق على الأواني والنزول مجددا إلى الميادين، هل بهذا تنصلح الأوطان؟!

إن أرواح المصريين هي أغلى من ملء الأرض ذهبا، ولا تعويض لدم مواطن مصري، وهذا مساره التطوير ومعالجة الأخطاء والكشف عن المقصرين ومحاسبتهم بالقانون والتحقيقات، وليس مواجهة الحرق بالحرق والموت بالموت، والخراب بخراب أكبر.

جرح الوطن غائر لا يحتمل مزيدا من الصعاب، إن لم يدرك شباب مصر الأوفياء حقيقة ما يمر به بلدهم من تحديات ومواجهات، فلن يتقدم هذا البلد قدر أنملة، فضلا عن الانتكاسة بالرجوع إلى الخلف.

اسمعوا منابر الإخوان ودعواتهم تدركون جيدا عدم المبالاة أو الحرص والخوف على مصير الوطن أو سلامة وأمن أبنائه، فتشوا عما تحمله صدورهم من بغض وحقد وستدركون أنهم يفرحون وينتشون بكل أزمة تمر بها مصر ويتاجرون بها ويروجون لأفكار خبيثة وهدامة تعبر عن القبح الكامن بعقولهم وصدورهم.

سيرحم الله شهداء مصر ممن كانوا يحملون همَّ الوطن في قلوبهم، وستمضي مصر إلى طريقها الصعب تواجه وتعالج وتحاسب، لا تهدم وتهرب وتتخاذل، هذا قَدَر مصر منذ أقدم العصور، إلا أن الجميع يذهب ومصر تظل باقية بقوتها وشموخها وعصيانها على كل من أراد بها أو بأهلها سوءا وخرابا رد الله كيدهم في نحورهم وحفظ الله مصر وشعبها الطيب وأهلها المخلصين.