الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القمة العربية الأوروبية تسيطر على الأسبوع الرئاسي..السيسي يبرز الفرص الواعدة لتعزيز الشراكة بين القارتين..ويستعرض سبل مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية..ويوجه رسالة للغرب:"أنتم مش هتعلمونا إنسانيتنا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصدرت القمة العربية الأوروبية النشاط الرئاسي خلال الأسبوع، حيث ترأس عبدالفتاح السيسي إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الأول من القمة العربية الأوروبية الأولى في مدينة شرم الشيخ.

وألقى الرئيس الكلمة الافتتاحية للقمة، والتي تضمنت استعراضًا للتحديات والتهديدات المشتركة التي تواجه العالمين العربي والأوروبي، كتفشي ظاهرة الإرهاب وتفاقم بؤر الصراعات بالمنطقة، فضلًا عن تناول أبرز الخطوط العريضة لرؤية مصر تجاه التعامل مع تلك التحديات وكيفية تجاوزها، وكذلك إلقاء الضوء على الفرص الواعدة لتعزيز التعاون والتكامل بين الشريكين العربي والأوروبي، وتأكيد أهمية انعقاد قمة شرم الشيخ لإيجاد منصة للحوار المباشر والبناء بين الجانبين إزاء القضايا والتهديدات الإقليمية والدولية.
وأعقب الجلسة الافتتاحية انعقاد الجلسة العامة الأولى للقمة، والتي تضمنت كلمات عدد من الوفود العربية والأوروبية، حيث تمحورت أهمها حول سبل تعزيز الشراكة العربية الأوروبية وفقًا لمبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة، والتعامل المشترك مع التحديات العالمية، وتأكيد ضرورة توافر الإرادة السياسية لتعزيز أسس التعايش والتفاهم بين الجانبين، والتي يحكمها الامتداد التاريخي والجغرافي والبشري. 
كما تناولت معظم الكلمات الإشادة باستضافة أرض مصر لهذا الحدث التاريخي، الأول من نوعه على الإطلاق والذي يجمع بين لفيف عريض من أبرز القادة العرب والأوروبيين في إطار جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، بما يعكس تقدير مكانة مصر المتميزة دوليًا وإقليميًا كجسر للتواصل بين الحضارات، والثقة الموضوعة فيها كمركز ثقل محوري لصون الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة من توتر واضطراب، وكذلك تنوع التحديات المحيطة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف المشتركة بين العالمين العربي والأوروبي للتعامل مع تلك التحديات.

وترأس عبدالفتاح السيسي، إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.
وشهد اليوم الثاني من القمة العربية الأوروبية استئناف بيانات الوفود العربية والأوروبية، والتي أكدت ضرورة تعزيز آليات الشراكة القائمة بين العالمين العربي والأوروبي، واستعرضت أهم التحديات والفرص القائمة في هذا الصدد، كما اتسمت بقدر من المصارحة حول رؤى ومواقف كل دولة تجاه عدد من التهديدات الإقليمية المشتركة وسبل مواجهتها، كالإرهاب والهجرة غير الشرعية وبؤر النزاعات المتفشية بالمنطقة.
وأنهت القمة أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث تم اعتماد البيان الختامي للقمة، والذي عكس أبرز القضايا الاستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي وأهمها تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وسُبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وكذلك عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022، كما ألقى الرئيس البيان الختامي للقمة، والذي ركز بدوره على القيمة المضافة من انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من ناحية تقريب الرؤى وتوفيق وجهات النظر في إطار مساعي بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه نقاط التماس الاستراتيجية بين الجانبين العربي والأوروبي.
وخلال المؤتمر الصحفي، المُقام على هامش ختام القمة العربية الأوروبية، وجه السيسي عدة رسائل إلى الغرب خلال رده على سؤال لمراسل الوكالة الألمانية عن حقوق الإنسان في مصر، قائلا: "الأولوية عندكم في الدول الأوروبية تحقيق الرفاهية، إنما أولويتنا إحنا الحفاظ على بلدنا من السقوط والخراب".
وأضاف: "الأولويات والأهداف مختلفة بيننا، لا يمكن أن نغفل ما يحدث في منطقتنا العربية.. من فضلكم تبصوا على المنطقة العربية، وهذا لا يعني التجاوز في حقوق الإنسان، ولكن أرجو أن تتفهموا أن شرم الشيخ المدينة الجميلة اللى انتوا قاعدين فيها دي، يمكن أن تتحول بعمل إرهابي واحد لمدينة أشباح".
وأكمل: "حجم التحديات داخل مصر كبير، مصر تتعرض منذ 5 سنين لآلاف الأعمال الإرهابية، تتصور مواجهتها هيترتب عليها إيه؟، الأولويات اللى عندنا مهم تشوفها بظروفنا إحنا".
وأضاف السيسي: "أنتم تتكلمون عن الإعدام، لكن نرجو ألا تفرضوا علينا شيء، هنا لما يُقتل إنسان في عمل إرهابي، الأسر بتيجي تقولي عاوزين حق ولادنا، ودي ثقافة منطقتنا. وده حق بيتاخد بالقانون، انتوا مش هتعلمونا إنسانيتنا.. احترموا أخلاقنا وإنسانيتنا".
والتقى الرئيس، على هامش القمة عددا من ملوك ورؤساء وأمراء الدول كما عقد جلسات مباحثات مع القادة حيث بحث معهم تعزيز العلاقات فضلا عن مناقشة التحديات المشتركة ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، إلير ميتا، رئيس جمهورية ألبانيا، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وعقب ذلك أجرى الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأعرب الرئيس خلال المباحثات عن ترحيب مصر بالرئيس الألباني في أول زيارة رئاسية له لمصر، مشيرًا إلى ما يجمع الشعبين المصري والألباني من علاقات صداقة تاريخية ممتدة، ومؤكدًا الحرص على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات ليعكس مستوى تلك العلاقات التاريخية.

من جانبه، أكد الرئيس الألباني سعادته بزيارة مصر، موجهًا الشكر للشعب المصري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، معربًا عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وشهدت المباحثات بين الجانبين استعراضًا لسبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما على تفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وذلك مع دفع مسار التعاون الاقتصادي، وفقًا للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993، مؤكدين في هذا الإطار أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري والاستثماري. 
كما رحب الرئيسان بقرب الإعلان عن إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألبانية، مشيرين في هذا الصدد إلى أهمية تلك الخطوة في تعزيز التواصل بين الشعبين وتحقيق التقارب بينهما.
وحرص الرئيس خلال المباحثات على استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، موجهًا الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر، لا سيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الأفريقية.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة على ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حاليًا في مصر في مختلف الجوانب، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، والدور الهام الذي تقوم به ألبانيا على صعيد إمدادات الغاز إلى أوروبا.
كما تناولت المباحثات كذلك عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، في ظل الدور المهم لكل من مصر وألبانيا في منطقتي الشرق الأوسط والبلقان، وقد استعرض الرئيس في هذا الصدد النجاحات التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية والبرية، كما أعرب الرئيس استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية، ولنشر قواعد الدين السليم.
وأعرب الرئيس الألباني عن تثمينه للجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدًا الحرص على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار ومع مؤسسة الأزهر التي تعد منارة للإسلام الوسطي وحائط صد في مواجهة تيارات الفكر المتطرف.
ووجه الرئيس الألباني التهنئة لمصر على توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، ولنجاح القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت مؤخرًا في شرم الشيخ، مشيرًا إلى حضور مصر القوى حاليًا على الساحة السياسية الدولية بقيادة الرئيس، لتؤكد مكانتها الرائدة في منطقة الشرق الأوسط.