السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تحليل: القمة الإماراتية الكورية.. مشهد تاريخي لصناعة المستقبل

محمد جلال الريسي
محمد جلال الريسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، أن قمة الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي عقدت في سول، بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، رسمت مشهداً تاريخياً مستكملاً لعناصر الإرادة والقدرة على صناعة المستقبل من موقع الفكر الاستراتيجي والقوة الناعمة، سواء من ناحية توقيتها أو مضامينها أو آلياتها.
وقال الريسي، في تحليل له بثته وكالة أنباء الإمارات "وام" اليوم الخميس، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى العاصمة الكورية، جاءت تلبية لدعوة من الرئيس "مون جيه إن " الذي كان أعرب في زيارته الأخيرة لأبوظبي، عن الرغبة في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مرتبة "الشراكة الاستراتيجية الخاصة"، وهي الأولى من نوعها في علاقة كوريا مع أي دولة شرق أوسطية.
وأضاف أن توقيت قمة "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" بين أبوظبي وسول، جاء متزامناً مع التطورات الإيجابية التي تشهدها شبه الجزيرة الكورية، الذي كان له نصيب في البيان الختامي الصادر عن القمة الذي أكد ضرورة انتهاء مسار المواجهة والتوتر المستمر، وضرورة استمرار التركيز على طريق الحوار وتعزيز الاستقرار وذلك "من أجل خدمة السلام في هذه المنطقة"، كما قال الشيخ محمد بن زايد.
وقال "هذا هو المشهد العام الذي تأتي فيه القمة الإماراتية – الكورية، في سياق زمني ونوعي يجعلها جزءاً من الاهتمام الدولي بالدفع نحو إنهاء الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وجزءاً من المشهد الذي يجري تصنيعه لمستقبل يبنيه من يلتقون في هانوي وأصحاب الإرادة والعزيمة في سول.. ففي القمتين تفاصيل وحيثيات تجعل الترابط بينهما أكثر من مجرد أدبيات إعلامية".
وأضاف: أن توصيف "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" بين أبوظبي وسول، له ما يمنحه الثقة وأحقية الرهان المستقبلي، فالعلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا تعود إلى عام 1980، وتماشياً مع نهج القيادة الإماراتية ببناء علاقات متوازنة مع البلدان الصديقة التي تشارك رؤيتها في التركيز على التنمية وبناء المستقبل في مختلف أنحاء العالم، تأتي العلاقات الاستراتيجية في عمق آسيا وأقاصيها ضمن هذا النهج، لتسهم في الوصول إلى أسواق إضافية تستقبل الصادرات الإماراتية، ولتعزز موقع الإمارات كبوابة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجرى الانتقال، منذ عام 2009، بالعلاقة بين أبوظبي وسول من الإطار التقليدي إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وتابع: وكانت لذلك عناوين مترادفة، تجارية وصناعية وتقنية، منها مشروع الطاقة النووية السلمية الذي تبنيه الإمارات بخبرات كورية جنوبية، ومشروعات ضخمة في مجال الطاقة توجت باتفاقية أبرمتها مجموعة أدنوك لبناء أكبر مشروع عالمي لتخزين النفط في الإمارات.
وأضاف "تعتبر هذه هي الزيارة الخامسة للشيخ محمد بن زايد إلى كوريا الجنوبية، قبلها كانت في 2006، 2012 و2014، زيارات جرى خلالها بناء علاقة بين البلدين ارتقت إلى الشراكة الاستراتيجية الخاصة وهي تشمل علاقات في التجارة والاستثمار والبناء والبنية التحتية والطاقة والصناعات الدفاعية والعسكرية، وكذلك في الزراعة والطب والصحة والعلوم والتكنولوجيا وتقنيات الفضاء".
وقال "في المقابل كانت للرئيس الكوري الجنوبي، سلسلة من الزيارات التي تؤكد الثقة في صوابية الشراكة الاستراتيجية لتحقيق المصالح المشتركة واتساق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والعمل من أجل التنمية المستدامة وتحقيق قيمة إضافية يتشارك ثمارها البلدان الصديقان مدعومة بموجبات الابتكار والحرص على بناء المستقبل الثري بقيم الاعتدال والتسامح".
واختتم محمد جلال الريسي تحليله بالقول "الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي جري تعزيزها في قمة سول بين الإمارات وكوريا، تجسد نهج القيادة في دولة الإمارات بالارتقاء والتطوير المستمر والاستشراف بعيد المدى، لنشر قيم التعايش العالمي برسالة السلم والسلام والتسامح، لترسخ من خلالها الدولة دورها الريادي عضوا فاعلا له دور ريادي في بناء مستقبل الإنسانية".