الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إبراهيم السايح.. اليساري صاحب القضية

إبراهيم السايح
إبراهيم السايح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتم الكاتب والمفكر الراحل إبراهيم السايح خلال مقالاته بالجرائد اليومية بالقضايا المجتمعية التي تشغل المواطنين، وتشتبك مع واقع حياتهم وأبرز مشاكلهم، فكان يعالج ذلك في كتاباته بأسلوب طريف يتسم بالسخرية والبساطة، وسهولة التدفق في الأفكار، وتداعي المقولات الصادقة في التعبير عن أزمات المجتمع والفرد.
السايح، أستاذ الأدب اللاتيني، وأحد رموز الجيل الوسيط من تيار اليسار، الذي رحل مساء أمس الأربعاء، كان يلقي محاضرته المعتادة على طلبة كلية الآداب بجامعة الزقازيق، ليسقط على الأرض وسط ذهول الطلبة، وتنقله الإسعاف، ليعلن الأطباء عن مفارقته للحياة، تاركا إرثا مهمًا من المقالات والمؤلفات التي تدور حول تاريخ الحضارات القديمة، وكان أبرز ما كتب "تاريخ اليونان". 
كتب السايح خلال مقالاته عن أزمة العنف الكروي مستعرضًا تاريخًا رائعًا عن اشتباك اللاعبين مع الخصم، والمقارنة البسيطة بين من يمتلكون مهارة المنافسة مع قلة حظهم في البنيان الجسدي، ومع من يمتلكون قوة جسمانية يستعملها في الاستحواذ على الكرة، وقد طالب بتعديل قوانين اللعبة التي تسمح بوجود حد معين من العنف الكروي.
ناقش السايح قضية قلة اهتمام المصريين بحالتهم الصحية، مشيدا بحملة 100 مليون صحة، التي تتنقل بين الأحياء والقرى والنجوع للكشف عن الحالة الصحية للمصريين، الذين لا يبالغون في الاهتمام بصحتهم، مستعرضًا الأطعمة التي يتناولها المصريون في وجبة الإفطار صباحًا، والمظاهر السيئة التي قد تصحب تلك العادات، والتي تؤدي بدورها لتدهور الحالة الصحية والإصابة بالأمراض، وتمريرها تحت مقولة "النفس الحلوة ليها الجنة"، فرفض مستوقدات الفول الصباحية وعدم اهتمام البائع بتنظيف الأطباق، وعدم قدرة المعدة على هضم الطبق المكون من الفول والزيت والشطة والبصل والفلفل الحار، مطالبًا الناس بمزيد من الاهتمام بالعادات الصحية السلمية التي تجنبا مخاطر الأمراض.
وفي مقالة أخرى بعنوان "موسيقى البقر" تحدث السايح عن الرقي الحضاري الذي تتمتع به كثير من الدول الأوربية في التعامل مع الحيوانات، فهم يوفرون أماكن هاوية وواسعة للتربية، وعلف نظيف ومناسب، وطريقة بسيطة تعتمد على التخدير أثناء ذبحها، رافضا كثير من المظاهر الوحشية التي يتبعها البعض لذبح الحيوانات، وتربيتها على مقالب القمامة. 
وأعلن عن رأيه في الأحزاب السياسية، عندما كتب ضمن مقالة له بعنوان "بيت الأمة"، قائلا: "باستثناء الحزب الشيوعي المصري، لا أحد يعرف على وجه التحديد الهوية السياسية لأى حزب سياسي في هذا البلد. حتى حزب التجمع، الذى يطرح نفسه كحزب يساري، يعانى هو الآخر إشكالية الهوية والتوجه العام، لأنه يضم فئات عديدة مثل الماركسيين والناصريين والقوميين والتيار الديني المستنير والرأسمالية الوطنية! فضلًا عن "التجمعيين" الذين هم أشخاص انضموا للحزب دون أن تكون لأحدهم انتماءات سياسية عقائدية أو أخوية!".