الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد حمام.. ملهم المقاومة الشعبية

محمد حمام
محمد حمام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوت مصري أصيل، تميز بحنجرة ذهبية تشدو بلكنة خاصة ومتفردة تميز بها أهل الجنوب، كافح بصوته مع الجيش المصري لنصرة مدينة السويس ، فكان صوته فى أغنيته الوطنية الشهيرة "يابيوت السويس يابيوت مدينتى ..استشهد تحتك وتعيشى انت" مصدرا للحماس ، والملهم لجنودنا ، فألهبت كلماته مشاعرهم وزادتهم حماسا ليصطفوا دفاعا عن الأرض وتعود السويس حرة أبية.
هو الفنان المصري صاحب الصوت العذب محمد حمام اسمه الحقيقي "محمد سيد محمد إبراهيم" ولد في 4/11/1935 بحي بولاق بالقاهرة وعاد أثناء طفولته إلى مسقط رأسه بمحافظة أسوان، وبعدها بسنوات قليلة عاد مع أسرته إلى القاهرة حيث درس بها إلى أن دخل كلية الفنون الجميلة.
عانى حمام فى شبابه وقضى سنوات من شبابه فى المعتقل، فتم اعتقاله للمرة الأولى عام 1954 وبعد الإفراج عنه التحق بكلية الفنون الجميلة واستمر فى ممارسة نشاطه السياسى حتى تم القبض عليه عام 1959 وظل بالمعتقل حتى عام 1964 برفقة العديد من المثقفين المصريين والذين كان من بينهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد والذع سمع صوته وهو يعنى الأغاني النوبية لذلك ساعده فى دخوله الوسط الفنى بعد خروجهم من المعتقل، لذلك السبب بدأ حمام مشواره الفنى متأخرا عام 1968، و في حفل بسينما قصر النيل غنى أول أغانيه بعنوان "يا عم جمال يا ليلة" من كلمات صديقه الشاعر مجدي نجيب وألحان الموسيقار محمد الموجي، وبعدها تعرف على الخال الشاعر عبدالرحمن الأبنودى الذى كتب له أغنية يابيوت السويس.
ومن أشهر ما قيل فيه قول الكاتب الكبير محمود أمين العالم إن صوتك يمنحني حزنا ينتهي بالتفاؤل.
سخر ماله الذي يكتسبه من عمله كمهندس عماره لخدمة موهبته وفنه، وكان له بصمة واضحة فى التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية. 
وبعد النكسة شارك حمام فى تأسيس فرقة الأرض التى كان لها دور كبير فى المقاومة الشعبية بالغناء ومساعدة الجرحى وتوصيل الذخائر للجنود والدفاع عن مدينة السويس، وطافت الجبهة وسط الجنود والضباط بعد النكبة، وعلى الرغم دوره الوطنى إلا أنه خلال السبيعينيات عانى من التضييق على فنه وأغانيه بسبب مواقفه السياسية التى تسببت فى حبس فنه وأغانيه وعانى من التضييق فترة السبعينيات حتى وصل الأمر إلى صدور قرار بمنعه من الغناء في الإذاعة والتليفزيون، وخلال تلك الفترة حاول حمام أن يجد لنفسه مخرجا فسافر للغناء الوطنى بعدد من الدول العربية مثل ليبيا والعراق واليمن والجزائر، ثم سافر إلى فرنسا، وشارك كمطرب وممثل في فيلم بعنوان "سفراء"، من إنتاج تونسي فرنسي مشترك، وسجل بصوته أغنيته الشهيرة "بابلو نيرودا"، التى كتب كلماتها الشاعر سمير عبدالباقي ولحنها عدلي فخري وحققت نجاحا واسعا، حيث بيعت آلاف النسخ منها أمريكا اللاتينية وفرنسا وكذلك البلاد العربية ، ولم يكن "السفراء" هو الفيلم الوحيد الذي شارك فيه حمام، حيث قدم أدوارا في بعض الأعمال السنيمائية منها فيلم "ظلال على الجانب الآخر" للمخرج الفلسطينى غالب شعث، وفيلم "الرحيل لا" وهو فيلم كويتي- مصري- سوداني، للمخرج ماجد عبدالله، كما قدم حمام "سهرة نوبية" تليفزيونية شهرته من إخراج الفنانة مجيدة نجم، وكان محمد حمام أول فنان يغني ويقدم التتر للمسلسلات الإذاعية.
وفى الثمانينيات بعد هذه الجولات عاد حمام إلى مصر وأسس مكتبا هندسيا بالقاهرة، وشارك في تأسيس حزب التجمع التقدمي الوحدوي.
ومن المسلسلات الإذاعية التى غنى بها: "الأم، عابر سبيل، شفيقة ومتولي وغنى أيضًا فى المسلسل التليفزيوني "الرحلة" ومن الأفلام فيلم "انا القطة".
رحل فى الربع الأول من عام 2007 وبالتحديد فى السادس والعشرين من شهر فبراير، وأمر المشير طنطاوى وزير الدفاع المصري وقتها بنقل جثمانه بطائرة عسكرية وملفوف جثمانه بعلم مصر وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكري ومحافظ أسوان حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة وعلق المحافظ قائلا إن حماسه وغناءه مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين حتى كلل بالنصر ولا يقل عن أي جندى صوب مدفعه نحو العدو..... وقد نعاه أيضا السيد رئيس الجمهورية وقد أذيع الخبر بالتليفزيون المصري ونكست الأعلام بمدينة السويس.