كشفت مفوضية حقوق الإنسان في العراق مؤخرا، أن مراهق، بمدينة بابل أقدم على الانتحار بسبب لعبة Player Unknown's Battlegrounds الإلكترونية، أو ما يعرف اختصارا بـ"PUBG".
وأوضحت المفوضية إن: "ما وردنا عن وقوع حالة انتحار لدى أحد المراهقين من أبناء محافظة بابل نتيجة تأثره بفعل لعبة بابجي، وهو بعمر 17 عاما، وهو ما يعتبر ناقوس خطر لما وصل إليه أبناؤنا من تأثرهم بأفكار هدامة من ألعاب تسبب الانتحار ومشاكل الأسرة".
حيث تستخدم الألعاب الإلكترونية والفيديو كوسيلة للتسلية والترفيه فى أوقات الفراغ، وعادة ماتنتشر بين الأطفال والمراهقين، بينما ظهرت مؤخرا عدة ألعاب أصبحت تسيطر بشكل تام على مستخدميها من الشباب والناضجين وليس الأطفال فحسب، ومن ضمنها لعب pubg التي انتشرت بسرعة فائقة بين الأشخاص، وتسببت في ضياع الاوقات وسرقة عقول الشباب واستولت على حياتهم الشخصية، بجانب ما أكدته التقارير لأنها تسببت فى حالات قتل وطلاق وانتحار فى العديد من الدول حول العالم، كما أنها تؤثر بالسلب على الصحة النفسية لمستخدميها.
ونشرت تقارير بالصحف البريطانية والصينية تحذر من تأثير ألعاب الموبايل، وأبرزها لعبة "PUBG" التي وصلت ببعض الأزواج إلى ساحات المحاكم طلبا للطلاق وفقا للتقارير.
وفي العراق أفادت قناة محلية أن حالة طلاق وصفتها بـ"الغريبة " سجلت أمام محاكم بغداد كان سببها لعبة "PUBG" حيث أن اللعبة أطلقتها شركة من كوريا الجنوبية في مارس 2017، وهي عبارة عن تطبيق يحمل اللاعب في رحلة بين التحليق في السماء والأرض، مرورا بمراحل وخطوات مختلفة.
وقال دكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق، ان انتشار هذه الألعاب حول العالم يتسبب بالكوارث يوميا فى ظل غياب متابعة الأم والأب، موضحا أن أم فقدت ابنها المنتحر بالأرجنتين بسبب هذه الألعاب التى تدعوا الى الانتحار، لافتا أن فى انجلتر أنقذت الام ابنها قبل الانتحار بالسكين بسبب لعبة إلكترونية.
وذكر أن حالات الانتحار انتشرت بين المراهقين فى أوروبا، واستطاعت إحدى الأمهات ان تنقذ ابنها فى اخر لحظة، بجانب وقوع حالات انتحار فى مصر بيبب الألعاب الإلكترونية.
وأشار الى أن الاهالى يتركون الابناء بالساعات يستخدمون الهاتف دون مراقبة او تحديد اوقات لاستخدامه مما يجعلهم يفقدون التركيز والإهمال في الغذاء والدراسة، لافتا انه لا بد من اكتشاف مواهب الاطفال واللعب بالنوادى والرياضات المختلفة حتى لا يتأثر بتلك الالعاب، وهناك اسر لا تتحدث او تتقرب الى اولادهم، محذرا الاباء من ترك الاوقات متاحة للاطفال من استخدام الالعاب الإلكترونية حتى نتجنب الحوادث والفواجع.
وشدد على الخروج بالعطلة الاسبوعية مع الأبناء، وقبل الـ6 سنوات يجب أن لا يستخدم الطفل الهاتف المحمول أكثر من ساعة يوميا، وأكد أحمد علام، أخصائي الصحة النفسية، إن لعبة pubg انتشرت بشكل ملحوظ وقد صادف أشخاصا تسببت لهم فى حالات طلاق بالفعل والمشكلات مع الأسرة.
وأشار إلى أن اللعبة تترك أثرا نفسيا سيئا على الشخص، ويصاب بالعزلة والانطواء، ويفضل الجلوس منفردا بعيدا عن الأسرة، مؤكدا أنها تسيطر على كثير من الاشخاص بالاكتئاب، لأن حياته أصبحت منفردة على اللعب فقط، والإهمال للزوجة والأبناء والعمل أيضا.
وأضاف أن حالات الانتحار بسبب اللعب بعقول المراهقين الذين لم يجدوا وعيا من الأسرة ولديهم الاستعداد والخلل النفسي للتأثير الخارجي عليهم ويعانون من المشكلات، وأوضح أن الأشخاص الذين ليس لديهم علاقات اجتماعية جيدة ينخرطون بداخل مثل تلك الالعاب مبدئيا كنوع من التسلية حتى تصبح محور حياتهم وتقلبها رأسا على عقب، محذرا الأمهات من ترك أولادهن لفترات طويلة دون المراقبة لهم ولأفعالهم.
