الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سخانات الغاز.. "قاتل صامت" يحصد أرواح المصريين.. مصرع 22 شخصًا بـ"الاختناق" في الشتاء الحالي.. وخبراء حماية مدنية: قنابل موقوتة داخل الحمامات تستدعي "حلولا فعالة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحول غاز أول أكسيد الكربون، الناتج من تسرب «السخانات»، إلى سلاح قاتل يغتال المصريين فى صمت داخل منازلهم أسبوعيًا فى العديد من المحافظات، أغلبها وفيات جماعية لأشخاص حديثى الزواج، ووصل عدد ضحاياه خلال الشتاء الجارى نحو ٢٢ زوجًا وزوجة، نتيجة حالات الاختناق من الغاز، ويرى خبراء الحماية المدنية، أن السبب الرئيسى فى ارتفاع حالات الوفيات، عدم المعرفة بأساليب السلامة والصحة لهذه لأجهزة من السخانات، وقيام الضحايا بالغلق المحكم لباب الحمام، ليتسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة، فيؤدى إلى فقدان الوعى وتشنجات وإغماء فى بعض الحالات أو يسبب الوفاة.


القاتل واحد.. فى حوادث الهرم والغربية والدقهلية
شهدت منطقة اللبينى بالهرم واقعة مأساوية، بعدما عثر الأهالى على جثتى كل من «أحمد.ع» محاسب، وزوجته «سالي.أ» طالبة، داخل حمام الشقة، واللذين لم يمر على زواجهما سوى أربعة أيام فقط، وكشفت التحريات الأولية أن الاختناق بغاز السخان سبب الحادث.
وفى محافظة الغربية، لقى عروسان بمدينة كفر الزيات، مصرعهما فى ليلة زفافهما، وكشفت تحريات رجال المباحث أن سبب وفاة العروسين تسرب الغاز، ما أدى إلى اختناقهما ومصرعهما فى الحال.
وفى محافظة الدقهلية، لقى عروسان بقرية سنتماي، التابعة لمركز ميت غمر، مصرعهما، عقب ٢٤ ساعة من الزفاف، اختناقًا بالغاز عقب حدوث تسريب من سخان المياه.


المعرفة الصحيحة لأساليب السلامة سبب الحوادث
وفى هذا السياق قال اللواء ممدوح عبدالقادر، مساعد وزير الداخلية، ومدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إن سخانات الغاز تعد بمثابة قنابل موقوتة داخل المنازل، مشيرًا إلى أنها لها اشتراطات ضرورية، فى حال قيام الأفراد استعمالها داخل الحمامات، ونظرا لعدم المعرفة الصحيحة لأساليب السلامة والصحة لهذه الأجهزة، فقد تسبب غاز أول أكسيد الكربون أو ما يعرف «القاتل الصامت»، فى حصد أرواح العديد من الأشخاص خلال الفترة الماضية يكون أغلبهم عرسان لم يمر على حفل زفافهم يوم أو يومين.
وأضاف عبدالقادر لـ«البوابة»، إنه عند استخدام سخانات الغاز خلال فصل الشتاء فى أماكن عديمة التهوية، قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة، وفى هذه الحالة يؤدى إلى حدوث اختناق، وتصبح إفاقته بالأكسجين العادى أمرا صعبا للغاية، مشيرًا إلى أن غاز أول أكسيد الكربون يتحد مع الهيموجلوبين فى الدم فيؤدى للاختناق، مشيرًا إلى أن هذا الغاز لا يوجد له رائحة، ويجب الصيانة الدورية لمداخل ومخارج السخان، كما أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التى تحتوى على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.
مستطردًا: «عند تشغيل دش المياه الساخنة داخل الحمام، يمتص غاز أول أكسيد الكربون الهواء فيمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات، أو فقدان الوعى وتشنجات وإغماء فى بعض الحالات».
وأوضح مدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إن المواطنين عليهم اتباع خطوات الأمان عند استخدام السخانات لمنع الإصابات أو الوفاة بغاز أول أكسيد الكربون وتحدد هذه الخطوات فى: «عدم إحكام إغلاق أبواب نوافذ المطبخ والحمامات وينبغى فتح جزء صغير من النافذة أو باب الحمام لا يتعدى ٥ سنتيمترات، لعدم امتلاء الحمام بغاز غاز أول أكسيد الكربون، أو يقوم المواطن بعمل فتحة أعلى باب الحمام».
ويشترط وجود هواية داخل الحمام حتى تقوم بإخراج الغاز السام، كما يفضل عدم وضع السخان داخل الحمام فإذا كان يوجد مكان آخر يوضع فيه مثل المطبخ على سبيل المثال، فذلك أكثر أمانًا، ويجب التأكد من كفاءة سخانات الغاز والبوتاجازات من حيث مصادر التهوية وعدم انسدادها، بالكشف عنها بصفة دورية من عمال الصيانة من الشركات المتخصصة.
وعند حدوث صداع أو دوخة أو شعور بالغثيان أو إغماء أو تشنجات أو شعور ببعض الآلام فى الصدر أو صعوبة فى التنفس، يجب التوجه إلى أقرب مركز سموم على الفور، كما يجب فتح جميع نوافذ المنزل ووضع كمامة على الفم والأنف حتى لا يصاب عند التعامل مع حالات التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، بالإضافة إلى نقل المصاب إلى أقرب مستشفى تخصصى ووضعه على جهاز الأكسجين.


صيانة كل ٦ أشهر لضمان الأمان
من جانبه قال اللواء عبدالعزيز توفيق مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إن القاتل الصامت تسبب فى حصد العديد من أرواح المواطنين، فأصبحنا نسمع عن أرقام مخيفة لعائلات بأكملها تلقى حتفها، لأن أفرادها لم يفتحوا منفذا للتهوية وهى مآس ترجعها إلى عدم اتباع خطوات الأمان والسلامة، لكن الأكيد هو أن هذه الحوادث أصبحت مقلقة بشكل يستدعى إيجاد حلول فعالة لتجنب تسجيل المزيد من ضحايا غاز الكربون.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، هناك خطوات يجب اتباعها لتحقيق السلامة من خطر القاتل الصامت تتمثل فى الآتي: «يجب ألا تقل مساحة الحمام عن ٥.٦ متر حاصل ضرب الطول x العرض x الارتفاع، وذلك لضمان توافر كمية مناسبة من الهواء للتنفس الآمن، كما يجب ألا تقل المسافة بين البلاط والسقف فى الحمام عن ٢.٤ متر، لإمكانية تركيب السخان فى ارتفاعه المناسب، بحيث تكون شعلات النار فى مستوى النظر، وتبقى مساحة بينه وبين السقف تكفى لتركيب المدخنة، لا يجب تركيب السخان فى الحمام أو المطبخ فى حال إذا كان سقف المكان من الخشب، فبعض شركات الغاز تطلب تجليد السقف بالصاج أو الإستانلس، محذرًا من السخانات المصممة للعمل بدون مدخنة، بقوله: «يجب عدم تركيبها فى المنازل نهائيًا».
وتابع، يجب أن يكون موضع تركيب السخان قريبًا من المنور أو الشارع بما لا يبعد عن ٣٠ سم لتركيب المدخنة، وضمان الخروج الكامل لعوادم احتراق غاز «ثانى أكسيد الكربون» إلى خارج الحمام، كما يراعى ألا يكون السخان قريبًا من الدش لتجنب تأثر السخان بالمياه المتناثرة من استخدام «الدش»، ويلزم لسخان الغاز بخلاف فتحة المدخنة، عمل فتحة أخرى لتركيب الهواية، التى تجدد الهواء باستمرار للحمام، مشدًدا على الاهتمام بنظافة مدخنة سخان الغاز وعدم وضع أشياء عليها تكتم الغاز وتجعله يتسرب بالحمام، وعمل صيانة سخان الغاز من خلال الشركات المختصة، وذلك كل ٦ أشهر لضمان الأمان.