الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"أن يصبح ضابط بحرية" حلم راود الكوميديان الراحل محمد عوض

محمد عوض
محمد عوض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد عوض، الفنان والكوميديان الذي رحل عن عالمنا في 27 فبراير 1997، والذي برغم وفاته إلا أن سيرته الفنية لا تزال تحظى بالاحترام والتقدير من جمهوره.
ولد محمد عوض في 12 يونيو 1932، في حي العباسية بالقاهرة، واشتهر بثلاثيته مع نجوم مثل حسن يوسف ويوسف فخر الدين، واشتهر بتقديم الأدوار الكوميدية في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات، حصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس عام 1957 وعلى دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962.
تزوج محمد عوض زميلته بالجامعة قوت القلوب عبدالوهاب مازن، وهى من أصول تركية من ناحية الأم، وأنجب أبناءه الثلاثة، وهم الممثل علاء عوض، والفنان عاطف عوض الذي احترف فن الاستعراض، والمخرج عادل عوض.
ويروي المخرج السينمائي عادل عوض، نجل الفنان الراحل محمد عوض، في ذكرى وفاته الـ22، العديد من تفاصيل حياة والده، فقد أوضح أن الفنان محمد عوض من مواليد حي العباسية بالقاهرة في 12 يونيو 1932، وتعود جذوره إلى محافظة الشرقية، وكان والده موظفًا، قائلًا: «أبي الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات وأهم هواياته الكشافة وكرة القدم، وانضم لفرق الكشافة الملكية الرحلات والسفر والطبيعة والبحر، وهو ما كان له أثر كبير على شخصيته المتفتحة، وحلم حياته كان يتمنى أن يلتحق بالكلية البحرية، ولكنه أصطدم بوفاة والدته حينما كان عمره 18 سنة، وكان في الصف الثاني الثانوي»، وأشار إلى أن جده قد أكد على والده الفنان محمد عوض على ضرورة أن يتخلى عن حلمه بأن يصبح ضابط، لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، وبعد عام من وفاة والدته توفى والده ليترك له مسؤولية أخواته البنات.
وكشف حياة الفنان محمد عوض العاطفية، فقال عادل عوض: «جمعته بوالدتي قصة حب خلال الدراسة الجامعية أثناء التنافس المسرحي، وقد تشابهت حياتهم كثيرة، فهي في نفس سنه، وتوفى والدها وعمرها 19 عامًا، بينما توفيت والدتها وعمرها 3 سنوات، وكانت والدتي حفيدة رياض باشا، رئيس الوزراء، وتعيش في قصر بجاردن سيتي، فأراد أبي أن يكون عش الزوجية بمستوى مناسب فاستأجر شقة بشارع طلعت حرب، وتقدم لها والدي وتزوجها».
وعن موهبة الفنان محمد عوض، يروي عادل عوض، أن والده كان يعشق التمثيل منذ الصغر، مشيرًا إلى أنه قد شارك في فرق التمثيل المدرسية، حتى ألتحق بكلية الأداب قسم فلسفه، وحصل على المركز الثاني في مسابقة «القطر»، فلقب بعد ذلك بالكوميديان الفيلسوف، وأوضح أن والده من شدة عشقه للفلسفة كان يكتب على حوائط المنزل عبارات فلسفية ومقولات لأفلاطون وأرسطو، وأنه من خلال مدرسه انيس منصور تولى إنشاء فرقته المسرحية، وحقق وفرقته تفوقًا كبيرًا، حيث كان يستعين ببطلات فرقة الريحاني للمشاركة في المسرحيات التي تقدمها الفرقة، ومنهن ماري منيب، وزوزو وميمي شكيب، وحصل على العديد من الميداليات والجوائز خلال هذه الفترة، وتعرف خلالها على جيرانه الفنانين الذين سبقوه في النجومية، ومنهم توفيق الدقن وعبدالمنعم مدبولي.

وبخصوص أول من تبنى موهبة محمد عوض الفنية، قال عادل عوض، أنه الفنان بديع خيري، وخاصةً بعدما شاهد موهبته ووجده يحفظ كل أدوار الريحاني، وفى أحد الأيام غاب عادل خيرى، بطل الفرقة، بسبب مرضه، فقام محمد عوض بدور البطولة، وتألق، وتكرر هذا مع تكرار غياب الفنان عادل خيري.
وعن أول راتب تقاضاه الراحل من المسرح، قال عادل عوض، أنه تم تعيينه في فرقة الريحاني بمبلغ 7 جنيهات شهريًا، وهو ما ساعده إلى جانب الوظيفة في الإنفاق على شقيقاته، وتبنته الفنانة ماري منيب، ومنحته جزءًا من دولابها لأنه لم تكن له غرفة يغير فيها ملابسه، وكان يقوم بأدوار صغيرة.
أما عن مثله الأعلى، فقال أنه كان الفنان نجيب الريحاني، حيث كان يذهب الفنان محمد عوض إلى باب مسرح الريحاني ليراه يركب الحنطور ويظل يمشي إلى جواره حتى يصل الريحاني إلى بيته.
وعن بداية نجومية الفنان محمد عوض، قال عادل عوض: «مسرحية "جولفدان هانم" التي عرضها عليه الفنان عبد المنعم مدبولي، وحققت نجاحًا مذهلًا، ولأول مرة في تاريخ مسرح التليفزيون الذي تعرض فيه المسرحية ثلاثة أيام، ويتم تصويرها في اليوم الرابع، وامتدت هذه المسرحية لمدة شهر، والنقلة الكبرى في حياة أبي كانت بمسرحية "نمرة 2 يكسب"، التي لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحًا غير مسبوق، وأصبحت أيقونة المسرح في الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق في عدد من المسرحيات، منها مسرحية "العبيط"، وحقق نجاحات غير مسبوقة في أعداد المتفرجين».
وكان الفنان محمد عوض أحد «الفرسان الأربعة»، فكان هناك عدد من نجوم الكوميديا تألقوا خلال هذه الفترة، وأطلق عليهم «الفرسان الأربعة للمسرح العربي»، وهم محمد عوض، وعبدالمنعم مدبولي، وأمين الهنيدي، وفؤاد المهندس، ولكن كان شباك التذاكر دائمًا في صف محمد عوض، الذى كان دائمًا الأول في المسرح.
وعن واحدة من أبرز المحطات في تاريخ محمد عوض، وتاريخ مصر أيضًا، قال عادل عوض: «والدي كان يذهب بفرقته مستقلًا قطار البضائع ليعرض للعمال والمهندسين في السد العالي لمدة 10 سنوات بدون أجر، حتى أنه مرض من شدة الحرارة والإرهاق، فأرسل له الدكتور عبدالقادر حاتم 3 أطباء بطائرة عسكرية لعلاجه، وفى المساء وقف على المسرح ليقدم العرض».
واستكمل: «أما بعد هزيمة 67 ارتدى والدي ملابس تشبه ملابس الجنود واصطحبني وذهبنا على الجبهة بالسيارة، والفلاحون يقفون قبل المنطقة الممنوعة ومعهم أقفاص الخضراوات والفاكهة يريدون توصيلها للجنود، وكان أبي يأخذ هذه الأقفاص ومعها جراكن مياه وينقلها بالسيارة مسافة 20 كيلو لتوصيلها للجنود بالسويس ويعود بالعساكر الجرحى».
واستفاض: «كان والدي يكتب لعمتي خطابات بمديونياته، وماله وما عليه من أموال، لأنه لم يكن يضمن أنه سيعود حيًا، وطوال فترة حرب الاستنزاف كان يذهب بفرقته على الجبهة ليقدم عروضًا للجنود