الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ديديموس الضرير.. سبق برايل بـ15 قرنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد بمدينة الإسكندرية عام 313م وأسماه والداه ديديموس وهو الكلمة اليونانية المرادفة لكلمة توما وفي السنة الرابعة من عمره أُصيب بمرض في عينيه أفقده بصره لذلك سُمي ديديموس الضرير.
لم يتعلم القراءة في مدرسة بسبب فقره وفقدانه بصره ولكن محبته الشديدة للعلم والمعرفة ذلَّلت أمامه كل العقبات فتعلم الأبجدية بحروف منحوتة في لوح من خشب وتعلم أن يقرأها بطريقة اللمس وبذلك سبق برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة لفاقدي البصر.
تعلم قواعد اللغة والبلاغة والفلسفة والمنطق واللاهوت والحساب والموسيقى وتعمق فيها بهذه الطريقة وكان يستطيع أن يناقش كل من درس هذه العلوم من الكتب العادية، حتى أصبح مضرب الأمثال في العلم والنبوغ، وذاع صيت علمه في كل مكان.
وفي سنة 346م أسند إليه البابا أثناسيوس الرسولي إدارة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأصبحت في عهده تُضارع أعظم المدارس العلمية واللاهوتية في الشرق والغرب، وتتلمذ له كثيرون من العلماء العظام مثل چيروم وروفينوس.
يقول عنه چيروم أنه يحمل صفات الإنسان الرسولي، له فكر مستنير في كلمات بسيطة. ويسميه روفينوس النبي والرجل الرسولي.
كان ناسكا تقيا، وكان يصلي من أجل المسيحيين الواقعين تحت اضطهاد يوليانوس الجاحد فرأى رؤيا أن يوليانوس قُتل في الحرب وتحققت الرؤيا باليوم والساعة.
زاره الأنبا أنطونيوس في قلايته وصليا معًا وجلسا يتحدثان في الكتب المقدسة ولما رآه حزينًا على فقد بصره قال له أب الرهبان: كيف تحزن على فقد ما تشترك فيه معك أقل الحيوانات ولا تفرح أن الله وهبك بصيرة روحية لا يهبها إلا لمحبيه، وأعطاك عينين كأعين الملائكة تبصر بهما الروحيات، بل وتدرك بهما أسرار الله نفسه، فتعزى ديديموس بهذا الكلام جدًا.
كتب القديس ديديموس كتبًا كثيرة مُلْهِمة في اللاهوت والعقيدة وتفسير الكتاب المقدس بعهديه، حتى أسموه الضرير البصير.
تنيح سنة 398م وكان عمره 85 عامًا قضى منها 52 عامًا مديرًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية، عاصر خلالها أربعة من الآباء البطاركة هم البابا أثناسيوس الرسولي والبابا بطرس الثاني والبابا تيموثاوس الأول والبابا ثاؤفيلس.
ولما افتتح البابا شنوده الثالث معهد مرتلي الكنيسة، وهو أسقف للتعليم، وكان معظمهم من فاقدي البصر، أسماه معهد ديديموس تيمنًا بهذا اللاهوتي العظيم، وما زال معهد المرتلين يحمل اسم ديديموس حتى الآن.