الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الصحافة.. تاريخ من القوة وحاضر من الأمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على أعتاب أيام فاصلة في عمر مهنة الصحافة التي اتخذنا منها على مدار سنوات فائتة رسائل في كيفية المواجهة والركون إلى جانب الدولة عندما تبدأ في شن حروبها المباركة على أعداء الحياة وقوى الشر وهجمات الإرهاب، وذلك من خلال سلاح القلم الذي كان ولا يزال سوطا على المجرمين ومرآة تكشف عوراتهم.
إن كلماتنا التي نلقي بها على صفحات الجرائد ليست مجرد كلمات تتدفق من ألسنة المطابع لتنتهي على قطعة ورق بالية، بل إن لها أثرا في المجتمع تتحدث عنه روايات عدة في بلاط صاحبة الجلالة، التي غيرت كثيرا من وجه التاريخ المصري.
إن آخر المعارك الشرسة التي خاضتها الصحافة المصرية وتوحدت خلالها كل الصفحات كانت خلال ثورة 30 يونيو التي شهدت فعالياتها انتصارا كبيرا للقوة الناعمة في مصر متمثلة في صحفييها وكتابها ومثقفيها الذين بدأوا أول شرارات الثورة على النظام الراديكالي المتمثل في حكم الإخوان.
لقد كان رائعا أن تعلن عن نفسك كصحفي في وسط هذه الجموع بينما تراها ترفع لافتات عبارة عن مانشيتات للصحف المصرية الصادرة في هذا اليوم، وكأن الصحافة هي من ألهمتهم بالفكرة ودلتهم على الكيفية وأهدتهم صفحاتها التي تلخصت فيها أهدافهم وتحققت عليها أحلامهم. 
لذلك.. وانطلاقا من قوة الكلمة النابعة من الضمير وإخلاصا للوطن، فليس هناك شك في نوايا كل الزملاء المتقدمين للانتخابات في نقابة الصحفيين، بل إن منهم من يحمل خبرات متراكمة في هذا العمل النقابي ومنهم من يملك حماسا مهنيا ووطنيا مدفوعا بآمال الشباب الجدد من أجل التطوير والتنوير والعودة بهيبة المهنة إلى عصورها الأولى، وكذلك العمل على وحدة الصحفيين وانتمائهم للمهنة مهما تعددت رؤاهم واختلفت أفكارهم.
إن كل من يحمل كارنيه النقابة العتيقة في وسط البلد، والتي كانت دائما ملاذا للمهمشين ونصرة للمظلومين، وجب عليه أن يقتطع من وقته ساعات معدودة للمشاركة في العرس الإنتخابي، وليس بالضرورة أن تجتمع الآراء بل بالضرورة أن تلتقي الجموع في هذا العرس تحت قبة الديمقراطية وقلعة التنوير.
ما ستنتجه الانتخابات من مجلس جديد، مهما اختلف في الأسماء والتوجهات، فإننا واثقون من قوته وقدرته على لم شمل الصحفيين وتطوير الخدمات ومساعدة الزملاء في كل الصحف القومية والحزبية والمستقلة وتوفير الدعم الكامل للصحفي على المستوى المعنوي من خلال إعلاء شأنه بين أقرانه من العاملين في الساحات الميدانية، وذلك لما للصحافة من قوة وعلو كلمة أعترف بها الدستور وأيدتها القوانين وأبرزتها التجارب.
إننا ماضون نحو مستقبل مشرق في كل القطاعات في مصر، وإن الإعلام والصحافة أبرز ما يقود التنمية ويروج لها، ولأجل ذلك كانت تنمية وتطوير مهنة الصحافة لها أولوية خاصة وموقع فريد.