الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. خالد كمال يكتب: أسرار الشخصية الإيجابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشخصية أو personality أوروبيًا هي لفظ مشتق من لفظ persona اللاتيني ومعناه القناع الذي كان يضعه الممثل على وجهه في المسرح اليوناني القديم ليعكس الشخصية التي يمثلها سواء شريرة أو أنانية أو طيبة أو بخيلة.
وأول من استخدم هذا التعبير بشكل علمي هو عالم النفس الشهير "كارل يونج"، وقد استخدم persona للتعبير عن كل قناع أو دور يتقمصه الإنسان في مواقف حياته المختلفة لكي ينجح على مسرح الحياة الاجتماعية، ودعونا لا نسبح في معاني المصطلح الشهير ونتوجه مباشرة لهدفنا من المقالة.
فأنا كإنسان أتفاعل مع الآخرين في المحيط الاجتماعي أو رب العمل أحتاج لموظفين كفء في مؤسستي أو كمعلم أحتاج لمعرفة الأسس المميزة لنمط الشخصية الإيجابية والسلبية وهذا ما سنحاول تحديده بشكل علمي واضح فيما يلي:
أولا: سمات الشخصية الإيجابية
هي الشخصية المنتجة في كافة جوانب الحياة حسب القدرة الممكنة وهي الشخصية المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة وهي تمتلك النظرة الثاقبة وتتحرك ببصيرة.
هي شخصية توازن بين الحقوق والواجبات تعرف ما لها وما عليها لديها أسس الصحة النفسية وهي:
التعامل الجيد مع الذات وتقبلها.
التعامل المتوازن مع الآخرين.
الهدوء في حالات الإزعاج.
الصبر في حالات الغضب (التحكم في الأعصاب).
السيطرة على النفس عند الصدمات.
فالشخص الإيجابي يتعامل مع الجانب المادي حسب المطلوب ولا يهمل الجانب المعنوي في حياته
يتأثر بالمواقف حسب وصفها الحقيقي تقريبا فلا يضخم الأمور السلبية أكثر من الواقع.
يعمل على تطوير الموجود ويبحث عن المفقود ويواجه العقبات ويمتلك الثوابت الأخلاقية.
يتعامل مع كل شخص حسب درجة الصلاح فيه لكن لا يغفل سلبياتهم.
يحب المشاركة لتقديم ما عنده من الخير والإيجابية.
ومن أهم سمات الشخصية الإيجابية والتي أجمع عليها العلماء وتميزها هي أنها تكره الحقد وتذم الحسد، تواقة للخير لها وللآخرين لذلك تجدها محبوبة عند غالبية المحيطين بها لأنها وثابة للعطاء، صالحة مصلحة.
فهي الشخصية الخيرة بمعني الكلمة.
سمات الشخصية السلبية:
هي الشخصية التشاؤمية في كافة تصرفاتها وقناعتها وباطنها مملوءة بالانتقام والعداء ولذلك تفشل في تحقيق أهدافها لأن طبيعتها تعجزها.
هذه الشخصية ضعيفة الحضور في كافة مجالات الحياة لا ترى للنجاح معنى، بل تحاول إفشال مشاريع الآخرين لذلك هي لا تتقدم ولا تحرك ساكنا وإذا حدث مرة تتوقف مئات المرات.
دائما تقوم بدور المعوق والمشاغب لكل من وما هو تحت تصرفها وضمن صلاحياتها.
لا تتأثر بالمواعظ ولا التوجيهات النافعة وهي شخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بالشكل المقصود.
إذا ناقش في موضوع ناقش بغضب وتوتر وانحياز غير مبرر.
وهذه الشخصية لا شك أنها مريضة وضارة في ذاتها وإن لم تظهر عليها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت والعمل والمجتمع وهكذا.
والآن بعد استعراض أهم السمات للشخصية الإيجابية والسلبية واستقراء علمي ملخص للعديد من الدراسات في هذا الموضوع أريد أن يحدد كل منا بمنتهى الأمانة إلى أي جانب ينتمي ليفهم نفسه بشكل أعمق ويحاول إصلاح ما بها من عيوب إن وجدت.