الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي وعبدالناصر وجمعية بيوت الشباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك توجيهات واضحة للوزارات وكل الجهات بضرورة إعادة حقوق الدولة فى الأراضي أو غيرها.
كل وزير أو محافظ أعاد قراءة كل الملفات والعقود والصور والخرائط التاريخية للبحث عن - ولو - متر أرض أو فدان أو أكثر وإعادته ليد الدولة. هذا التوجيه الذى أطلقه السيسى أربك المسئولين وزاد أن هناك لجنة متخصصة لإعادة أملاك الدولة بقرارات حماية.
الأمر هنا عادل وشفاف فى ظل ليونة توفيق الأوضاع، وبالتالى مليارات من الجنيهات وألوف من الأفدنة كشفت الأحداث عن أن هناك من استولى لنفسه عليها مع أنها ملك للدولة. وقد أيدنا العملية، وفرحنا بها، وبقية إجراءات حماية التنمية من الاعتداءات التى تتحول إلى عشوائيات نالت عندنا كل التأييد.
وأثناء حماس المحافظين والوزراء فى أداء الواجب الوطنى فى هذا الشأن بدأت الحملة تتجه إلى مصادرة أراض أو مبان لوزارات الشباب، مثلا بيت شباب القاهرة والتابع لوزارة الشباب وتديره جمعية بيوت الشباب المصرية فوجئ د. أشرف عثمان رئيس الجمعية بوقف عملية إنقاذ المبنى بالترميم من جانب رئيس حى مصر القديمة بقرار من محافظ القاهرة، والترميم هنا لحماية أعمدة المبنى وليس هناك أى إضافة جديدة على شكل بيت الشباب القاهرة.
وبالبحث والتنقيب والاتصال بوزارة الشباب ورمزى هندى وكيل الوزارة وإيمان عبدالجابر مدير الهيئات علمت أن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد خصص - بقرار جمهورى - الأرض لجمعية بيوت الشباب المصرية لإقامة نزل شباب لشباب مصر لمدة 30 عاما برسم رمزى. كخدمة عامة للشباب غير القادر على تحمل تكاليف الإقامة بالفنادق.
وقد انتهت المدة، وتقدمت وزارة الشباب بطلب لمجلس الوزراء السابق للتجديد والتى وافقت وطالبت بإنهاء إجراءات تجديد التعاقد.
أنا مع تشديد تطبيق القانون لعودة حقوق الدولة وأملاكها من أراض استغلها الأهالى للتربح أو أرض زراعية تحولت لمبان تهربا من دفع الغرامات وغيرها.
ولكن أن نساوى ما بين أرض مسروقة للتربح وأرض لبيت شباب للغلابة منا وهم أكثرية، ونهدد بمصادرة أعمال الترميم بل والتصعيد بمصادرة المبنى. هذا أمر كنت لا أعتقد أن الرئيس السيسى يحدث هذا فى عهده، وإذا كان الرئيس جمال عبدالناصر قد أدرك مبكرا حاجة الشباب إلى متنفس أو مكان إقامة يتلاءم مع بساطة الموارد المالية لمعظمنا، لذا كان قراره بمنح الأراضى لجمعية بيوت الشباب بالمحافظات لبناء بيوت للشباب عليها كنزل إقامة أو أماكن للمؤتمرات لتخفيف معاناتهم ولاستقبال شباب العالم الزائر لمصر، ولأن الرئيس السيسى مهموم بالشباب وبالغلابة منا لذا أنا أدرك أن الرئيس السيسى سيسير على نهج ناصر ويوقف عملية الاستيلاء على أماكن إقامة الغلابة وهناك نفس السيناريو يحدث فى مرسى مطروح.
أنا هنا أدرك أن من حق المحافظين البحث عن موارد ذاتية والمحافظة على موارد الدولة وممتلكاتها من لصوص التنمية والحياة، أما أن تكون بيوت الشباب أو أراضى الأندية أو مراكز الشباب مقصدا للمحافظين أو الوزراء فهو أمر يستحق إعادة النظر.
ما حدث لنادى أسوان من استقطاع مساحات لعدد من العمارات لصالح المحافظة ووزارة الأوقاف أمر أراه كارثة ويجب أن يتدخل الرئيس شخصيا بدراسة مثل هذه الملفات لتأثيرها على مستقبل البلد؛ فبناء العمارات يحل مشكلة إسكان واستقطاع أراضى النادى وحرث الملاعب يضر بالبلد ومستقبلها.
مراكز الشباب تعانى مع وزارات الرى والزراعة لعدم موافقة تلك الوزارتين على تخصيص بعض المساحات كملاعب، وتغالى فى السعر وتمنع التخصيص.. الأمر يحتاج دراسة للملفات المتداخلة بهذا الشأن ولا تندهشوا من زيادة عدد الإرهابيين والساخطين.
بيوت الشباب فى المحافظات بدأ بعض المحافظين التخطيط لمصادرتها ويملكون المبررات الورقية، وهنا يجب أن ننبه على هؤلاء على أن بيت الشباب والنادى ومركز الشباب مثل الجامع والكنيسة لها دور تربوى واجتماعى مهم فى بناء الإنسان.
إذا كانت محافظة القاهرة تسابقت لتقنين أوضاع أرض النادى الأهلى بالجزيرة بالتجديد بسعر رمزى فى الوقت الذى تهدد بمصادرة بيت شباب أو نزل شباب القاهرة، فهى رضخت للأهلى لأنه ناد قوى له مريدوه ووزراء يحمونه، بينما بيوت الشباب بالقاهرة ومرسى مطروح وجمعية بيوت الشباب المصرية تخدم الغلابة والبسطاء ممن لا يملكون المال للإقامة فى فندق أو شقة مفروشة.
أنا هنا أناشد الدكتور مصطفى مدبولى دراسة المشكلات التى تهدد شباب مصر وتحرج البلد أمام جمعية بيوت الشباب العالمية عندما تدرك أن الوزارة فى مصر تدعو لتمكين الشباب وتساعد فى تأهيلهم للتمكين. ثم تصادر مقومات بناء الشخصية لديهم.
لا أتمنى أن يكرر محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال ما فعله محافظ الإسماعيلية السابق عندما هدم منشآت للكشافة ومنحها للقطاع الخاص رافضا حكم المحكمة والأوراق الرسمية. ولن ننتظر هدم حلم للغلابة فى إقامة مقابل أجر رمزى تنبه لها جمال عبدالناصر فمنح جمعية بيوت الشباب أراضى لإقامة عدد من بيوت الشباب بالمحافظات. الطمع من جانب المسئولين فى تلك الأماكن جريمة لم تحدث فى العالم، وثقتى فى السيسى أن يسير على خط عبدالناصر ويجدد لجمعية بيوت الشباب ويحل مشاكها بالمحافظات.