الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"شتاء الخسائر" يعمق جراح منتجي الدواجن.. فساد الأمصال تسبب في نفوق 40% من الإنتاج.. وتوقعات بتراجع الأسعار مع اقتراب شهر رمضان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشكلات جمة يواجهها أصحاب المزارع والمنتجين وكل من له علاقة بمنظومة الدواجن وصولا إلى المواطن الذي لا يزال يعاني من ارتفاع أسعار الدواجن بشكل مستمر، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار إلا أن منتجي الدواجن يواجهون خسائر فادحة نتيجة للعديد من أوجه القصور التي تكبدهم مزيدا من النفقات. 

النفوق وفساد التحصينات وخروج جزء كبير من المنتجين من سوق الدواجن كانت أيضا من بين العوامل التي أثرت بالسلب على إنتاجية الدواجن، وفي ظل الخسائر ينعدم التطوير والتحديث في المزارع وتتعمق الجراح بعدما تسببت التقلبات الجوية في انتقال أمراض عديدة، ومع نقص الأمصال تصل نسب النفوق في مزارع الدواجن إلى 40%. 



وفي هذا السياق، قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، إن المشكلة الرئيسية ليست فى التحصينات فقط بل لأن المنظومة تعاني العديد من العقبات التي واجهتها في الآونة الأخيرة، مثل خروج قطاع كبير من المستثمرين من المنظومة، وكذلك تقلبات الجو التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة، والتي بدورها نقلت العديد من الأمراض إلى مصر، وأدت إلى ارتفاع نسبة نفوق الدواجن، وبدورها انعكست على ارتفاع الأسعار.
وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز،" أنه بلا شك هناك نقص في التحصينات أو عجز أو فساد في بعضها أثر بالسلب على منظومة صناعة الدواجن، وزادت نسبة النفوق بين الدواجن، وبالتالي باشرت الجهات المعنية مكافحة هذه العقبات بتكثيف الحملات البيطرية لأن بعض الأمصال فاسدة. 
وتابع: نظام المزارع نظام "تقييدي مفتوح"، ومن المفترض أن يتم تحويلها إلى النظام المغلق، كما أن المزارع تحتاج للتحديث وإعادة هيكلة بشكل كامل، من أجل حصرها، والسيطرة عليها وتطويرها بشكل أمثل. 
وتوقع عبدالعزيز أن تشهد الفترة فيما بعد منتصف مارس عودة كبيرة لمن خرجوا من المنظومة بعد استقرار حالة الجو، الأمر الذي يبشر بتحسن الأجواء، مع بدء الاستعدادات لشهر رمضان، لأن كل المربين ينتظرون رمضان لتكثيف إنتاجيتهم، ومع تحسن الجو.
ولفت رئيس شعبة الدواجن إلى أن التطوير والتحديث والهيكلة والأعلاف والبورصة أيضا من أهم العوامل التي تؤثر على منظومة الدواجن، لأن البورصة هي التي تحدد هامش ربح من أجل المحافظة على الإنتاجية والربح للمنتجين. 

أما حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين فيوكد أن معدل نفوق الدواجن نتيجة نقص وفساد الأمصال والتحصينات وصل إلى معدلات خطيرة تعدت الـ40% من إجمالي الإنتاجية، بعدما عجزت الأمصال الموجودة عن مواجهة العديد من الأمراض التي تفشت في الفترة الاخيرة، الأمر الذي يثبت فساد التحصينات وانعدام فاعليتها وانتشار الفيروسات القاتلة، مما أدى لقلة المعروض وارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ في أعقاب ارتفاع أسعار الأعلاف. 
وأشار أبو صدام إلى أنه رغم ارتفاع أسعار الدواجن إلى أن هذه الارتفاعات المتكررة لم تستطع التغطية على الخسائر التي يتكبدها المنتجون نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج لتنعدم الربحية لدى المربين، وفي الوقت الذي وصل سعر كيلو الفراخ البيضاء إلى 39 جنيها بالسوق، إلا أن السعر في المزارع سجل 30 جنيها للكيلو.
وأكد أبو صدام إلى أن الخسائر المتكررة لقطاع الدواجن ستكون له تبعات كبيرة، بخاصة بعد خروج عدد كبير من المربين من منظومة الإنتاج يصل لحوالي 35% من المربين، نتيجة ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الخاصة بتربية الدواجن سواء كانت أعلافا أو أمصالا أو كتاكيت حية، مشيرا إلى أن مصر تنتج يوميا مليون وستمائة ألف طائر، إلا أننا نحتاج 2 مليون طائر يوميا، وبعدما ارتفعت تكاليف الإنتاج حيث وصل سعر الـكتوت من 5:8 جنيهات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف مما تسبب في عزوف المربين ووجود عجز في الإنتاجية، وبالتالي فالنقطة الحاسمة هنا هي تقليل تكلفة الإنتاج، الأمر الذي سينعكس على انخفاض أسعار الدواجن، وتحقيق هامش ربح مناسب للمنتجين. 
ودعا نقيب الفلاحين إلى ضرورة تدخل الدولة لحماية قطاع الدواجن من خلال توفير أمصال فعالة للتحصينات بأسعار وكميات مناسبة، وضرورة مراقبة سوق تجارة الأمصال والاهتمام بزراعة مستلزمات إنتاج محلية وخاصة الأعلاف من الذرة الصفراء والصويا، وأن تقوم مراكز البحوث الزراعية باستنباط سلالات جديدة تؤدى إلى طفرة في الإنتاج، حتى يؤدى ذلك إلى انخفاض أسعار الأعلاف التي تمثل 70% من مستلزمات الإنتاج.