الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

231 عاما على ميلاد فيلسوف التشاؤم آرثر شوبنهاور

آرثر شوبنهاور
آرثر شوبنهاور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم 22 فبراير الذكرى 231 على ميلاد الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور، والذي اشتهر بآرائه وفلسفته التشاؤمية، فقد ارتفعت أصوات التشاؤم في النصف الأول من القرن التاسع عشر في أوروبا، حيث علت أصوات المتشائمين في كل بقاع العالم، والتي كان أبرزهم "بايرون" في انجلترا، ودي موسيه في فرنسا، وهيبي في ألمانيا، وليوباردي في إيطاليا، وبشكين في روسيا، كما شهد أيضًا طائفة من المُلحنين والموسيقيين المتشائمين أمثال فرانز شوبرت وفرونسوا شوبان، وحتى بيتهوفن أيضًا والذي كان كوسيقيًا متشائمًا وكان يحاول أن يقنع نفسه بأنه متفائل، أما آرثر شوبنهاور قد طغى على كل هؤلاء الموسيقيين والفلاسفة بروحه التشاؤمية، التي طغت على حياته وفلسفته. 
ولعل حياة شوبنهاور المأساوية هي التي جعلت منه فليسوفنًا تشاؤميًا، فهو فيلسوف مثالي لا عقلاني، وناقد ألماني وكانت أمه كاتبة مقالات شعبية وروايات ووالده كان تاجرًا ثريًا، وولد شوبنهاور في ألمانيا في 22 فبراير عام 1788، وقد كان يدرس الفلسفة في جامعة جونتجت حتى نال درجة الدكتوراه، وأتقن العديد من اللغات ومنها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية واليونانية، واللاتينية، وكان من أكثر الأمور التي أثرت على فكر وحياة شوبنهاور هي انتحار والده.
فكان يقول شوبنهاور: " لقد ورثت عن أبي فلسفته وإرادته، وورثت عن أمي ذكائها " ولكن بعد انتحار والده في عام 1805، تأزمت علاقته مع والدته والتي انطلقت بعد وفاة أبيه للبحث عن الحب، وكانا كثيرا التشاجر باستمرار، بسبب أسلوب حياتها المتحررة من كل القيم، وذات يوم اشتعل الشجار معها لدرجة انها دفعت به من أعلى درجات منزلها ووقتها نهض واقفًا وقال لها: " إن الأجيال القادمة لن تعرفك ولن تسمع عنك إلا عن طريق شهرتي وذيوع صيتي، ولن تعرفك إلا لكونك أم شوبنهاور"، كما حملت إحدى الرسائل لولدته والتي قالت له فيها: "إنك عبء ثقيل لا يطاق، والحياة معك عسيرة لا تحتمل، لقد طغى غرورك بنفسك، على كل صفاتك الطيبة، وغدوت لا فائدة منك، لعجزك عن منع نفسك من أن تسقط صفوات الناس وعيوبهم". 
فكانت حياته بعد ذلك قاسية للغاية وابتعد عن والدته بعد الكثير من الخلافات على حياتها، وسلك شوبنهاور طريق العلم والفلسفة فقرأ لأفلاطون وكانط، وأعلن نفسه الوريث الشرعي لهما، وكان أول فيلسوف أوروبي مشهور يسترعي انتباه الناس للفلسفة الهندية والبوذية، وتأثر بهما تأثرًا عميقاتً وخاصة كتاب "الأوبن شاد"، حيث قام بعدهما بإرسال رسالتين فلسفيتين للأكاديمية الملكية الدنماركية، وفازت إحداهما بجائزة بينما تم التغاضي عن الثانية بحجة اقتصارها على نقد الفيلسوفين فخته وكانط، وبعدها قدم رسالة الدكتوراه والتي حملت عنوان "الجذر الرباعي للعلة الكافية" والتي كان ينظر إليها بانها مدخل إلى فلسفته، وفي عام 1818 ظهر كتابة العالم إرادة وتمثيل، والذي علق عليه الناشر أن هذا الكتاب بناء شامخ متماسك من الأراء الاصلية والبيان الواضح، وإنه كتاب سيكون في المستقبل مصدرًا وموردًا لمئة كتاب ". 
وعلى الرغم من كل هذا إلى أن الكتاب لم يلق رواجًا أو اهتمامًا حتى بعد أن أضاف إليه مجلدًا آخر على سبيل شرح ميتافيزيقاه، ويشاع أيضًا أن جميع نسخ الكتاب استخدمت كورق مستعمل وشبه شوبنهاور الكتاب بأنه مثل المرآة إذا نظر فيها حمارًا فلا تنتظر أن ترى فيها ملاكًا ". 
وكان شوبنهاور يرى الحياة بنظرة تشاؤمية فكان يرى أن الوجود يقوم على أساس من الحكمة والخبرة والغائية، وأن كل شيء في الوجود دليل صادق على إدارة الفاعل وقدرته وحكمته وخبرته وإتقانه، ما دفعة إلى اختيار نوعية معينة من الكتب، وكان اختياره منصبًا على دراسة بوذا ثم كتب الديانة الهندية، وتعمق لديه الإحساس بأن الحياة شر، وأن الحياة ليس فيها إلا الألم والمرض والشيخوخة والموت، والديانة الهندية تقوم على أن الحياة قائمة على أنواع من الشرور الطبيعية والخلقية، وكان يرى أن الجنس هو مفتاح السلوك الإنساني، وعلى أساس منه يمكن تفسير كل سلوك إنساني من الألف إلى الياء، وذلك وفقًا لمذهب فرويد في علم النفس ومدرسته التي قامت على أساس من التركيز على دافع الجنس، بل كان يُعلى من شأن الدافع الجنسي لدى الإنسان والحيوان، ويجعل منه الركيزة الأساسية التي تدور عليها حياة الفرد والجماعة، بل يجعل منه الأساس الأوحد الذي تدور عليه الحياة عند كل الكائنات، وبخاصة الإنسان.
ومن أشهر أقوال آرثر شوبنهاور:
1- إن الأنانية تثير قدرًا من الرعب؛ بحيث إننا اخترعنا السياسة لإخفائها، ولكنها تخترق كل النقب وتفضح نفسها لدى كل مصادف.
2- الحسد أعلى درجات الاحترام في ألمانيا.
3- لا يمكن لمعدوم الذكاء أن يراه.
4- التضحية باللذة في سبيل تجنب الألم مكسب واضح.
5- كل أمة تسخر من الأمم الأخرى، وكلهم على حق.
6- حياة الوحدة مصير كل الأرواح العظيمة.
7- الشرف لا يجب أن يكتسب، بل يجب فقط ألا يُفقد.
8- ذوو النفوس الدنيئة يجدون لذة في التفتيش عن أخطاء العظماء.
9- الأصدقاء والمعارف أضمن طريقة لتحقيق الثروة.
10- التغيير هو وحده الأبدي الدائم الخالد.