الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتب الهولندي يوريس لونديك: مصر آمنة.. ومظلة ثقافية تجمع شعوب العالم.. الشاشات الإلكترونية تجذب الجميع.. لكن الكتاب الورقي له رونقه الخاص

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد الكاتب الهولندى يوريس لونديك، واحدًا من أبرز الكتاب فى هولندا، نشر كتابه الأول بعنوان: «الرجل الطيب يضرب زوجته أحيانًا»، كما عمل مراسلا لبعض المؤسسات الإعلامية الهولندية المختلفة فى الشرق الأوسط لسنوات عدة، وقضى عدة سنوات متنقلا بين مصر، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، كما عمل مراسلا أثناء حرب العراق، وصدر له كتاب بعنوان: «بشر مثلنا» تحريف الحقائق فى الشرق الأوسط فى 2006، هاجم فيها الكاتب نظرة الغرب النمطية للشرق.

ساعدته إجادته للغة العربية على التحدث إلى رماة الحجارة، وسائقى الأجرة والأساتذة وغيرهم، لقد أرخ مع خبراته مع الأنظمة والاحتلال والإرهاب والحرب من مصادرها الأساسية، استطاعت قصصه أن تلقى الضوء على عدد من الأزمات الرئيسية بدءا بحرب العراق وصولا إلى الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية، إضافة إلى مواضيع أخرى ذات أهمية راهنة.

التقت «البوابة» بالكاتب الهولندى يوريس لونديك، للتعرف على كتابه الجديد، وصناعة النشر، وأوجه الاختلاف فى مستوى الثقافة الهولندية والمصرية، وعن كتابه الأخير.. فإلى نص الحوار.....

خلال زياراتك لمصر كيف تقيم تفاعل الجمهور مع المشهد الثقافى؟

- لقد شاهدت خلال زياراتى لمصر التجربة الجديدة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى انتظره العديد من الكتاب والمثقفين من داخل مصر وخارجها وكل عشاق القراءة، وهذا ما أدهشنى كثيرا، إضافة إلى الإقبال الجماهيرى عليه، إلى جانب الكم الهائل من المطبوعات، دور النشر أيضا الذى تزايد عددها عاما تلو الآخر، مضيفا أن هذا الاهتمام الكبير الذى أشاهده اليوم فى مصر، وبخاصة المستوى الثقافى بها يبشر بمستوى ثقافة جيد يليق باسم مصر، ولأول مرة أشاهد هذا العدد الكبير من العناوين العربية من الكتب بشكل ملحوظ، هذا ما أبهرنى كثيرا، مؤكدا أن ذلك يجعل الناس تتفاعل مع هذه التظاهرة الثقافية المصرية بشكل إيجابي.

ما وجه الاختلاف والتشابه والاختلاف فى مستوى الثقافة الهولندية والمصرية؟

- يختلف مستوى الثقافة الهولندية عن الثقافة المصرية كثيرا، وهذا ما يرجع إلى السبب الأساسى هو حرية التعبير عن الرأى الكامل فيما يكتبه الكاتب، هذا الرأى قد يسبب العديد من المشاكل والأزمات، ويفتح المجال للنقاش بين الرأى والرأى الآخر، ويخلق تبادلا أكثر تفاعليًا بين الكاتب ومنتقديه، وذلك على عكس دول أخرى يسودها نوع من التقيد فى التعبير عن حرية الرأي، مؤكدا أنه الفارق الأساسى بين الدولتين.

ماذا عن صناعة دور النشر الآن؟

- أعتقد أن هناك الكثير من الناس يقرأون ويشترون الكتب، ولكن الجيل الجديد يفضل القراءة بصفة عامة الشاشات الإلكترونية، مثل النت فليكس، الفيسبوك، وهذا ما يخلق نوعا من الصراع الدائم بين الكتابة الورقية والإلكترونية، وذلك يرجع إلى التطور التكنولوجى، قد يؤثر على حركة النشر، ولكن ما زال الكتاب الورقى محافظا على رونقه.

كيف ترى تجربة «شباب الكتّاب» فى الوقت الراهن؟

- بالفعل هى تجربة متميزة وتتيح لهم فرصة اللحاق بالكتاب الكبار والسير على نهجهم، فلا بد أن يحرص الشباب على القراءة الدائمة حتى يصبحوا متطلعين على العالم أجمع، وقتها قد يؤدى لصعوبة الفهم والتطلع للعالم الآخر، مؤكدا أن الكتاب يحتاج إلى الانضباط الجيد والتركيز الدائم، وهذا ليس متوفرا فى الشاشات الإلكترونية.

لماذا لا توجد خطوط طيران مباشرة بين مصر وهولندا؟

- أعتقد أن هذا الأمر يتعلق بأن شركات الطيران بهولندا قد تلحقها خسائر مادية نتيجة قلة الرحلات إلى مصر واضطراب حركة السياحة، وعندما أذهب إلى القاهرة يتم عن طريق الترانزيت إلى باريس، ثم إلى القاهرة، وهى بمثابة رحلة شاقة، متمنيًا عودة السياحة الهولندية إلى مصر مرة أخرى فى القريب العاجل.

لماذا تم اختيار «اللعب مع الكبار» عنوان لكتابك الحالي؟

- هذا العنوان فى هولندا لا يفهمه أحد، من الصعب أن تجد أحدًا فى بريطانيا يعى هذا المفهوم، على عكس اسم الكتاب فى مصر يجيده الكثير، وهذا ما اضطرنى بمسمى آخر للكتاب بالإنجليزية، بعنوان: «اللعب مع القروش»، والآخر هو «اللعب مع الكبار»، مضيفا أن هذا الكتاب يتحدث عن الإنسان وراء الأعمال المصرفية، والأزمة الاقتصادية بشكل مختلف، مركزا على الجانب الإنسانى والجانب الأخلاقي، وتوجه بزاوية تناول لم يتطرق لها أحد من قبل، مضيفة أن لغة الحوار بسيطة ومشوقة، وتتناول أزمة وارد تكرار حدوثها، مشيرا إلى كتابه السابق كان بعنوان: «العرب وراء الصورة السلمية، وهذا ما يدل فى تلك الفترة أن العرب إنسان وهذا ما أهتم به كثيرا فى كتاباتى عن الإنسانية، وكيفية تخطى صعوبتها كل ذلك بكلمات بسيطة.

ما الرسالة التى توجهها للشعب الهولندى من أرض مصر؟

- مصر البلد الثانى لنا جميعا، وهى آمنة تماما وخالية من أى إرهاب، داعيا كل سواح العالم، الحضور إلى مصر التى تتميز بطبيعتها الخلابة وجمال ميادينها، وشمسها المشرقة، ونيلها العظيم، وجوها النقى، ومعالمها الأثرية، مؤكدا أن مصر تخلو من الإرهاب تماما، مناشدا كل الدول الأوروبية بعودة السياحة لمصر لكثرة معالمها؛ لأنها تختلف كثيرا عن دول أخرى مثل تركيا، وغيرها، واختتم حديثه قائلا: «مصر آمنة تماما».