الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كاهن السجناء يرحل في سلام.. القمص متى صليب ساويرس وداعًا

القمص صليب متى ساويرس،
القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صليب متى ساويرس دعم الرئيس السيسى وانحاز له فى أكثر من موقف 
هاجم بعض أقباط المهجر الداعين لتدويل القضايا المسيحية خارجيًا
فى عيد مارجرجس تحتفل شبرا بمولد «الروماني» و«الخضر» برعاية القمص صليب 
بترشيح من البابا شنودة أصبح أول كاهن موظف بالدولة للوعظ المسيحى فى السجون
«وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.».. هكذا ودع نشطاء التواصل الاجتماعى شيخ كهنة شبرا، القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بمنطقة الجويشي، الذى رحل صباح أول أمس.
عرف عن القمص الراحل مواقفه الثابتة والداعمة للوحدة الوطنية بين مسلمي ومسيحيي مصر، فهو كاهن لكنيسة كبرى على اسم قديس يحبه ويقدسه المسلمون والمسيحيون أيضًا، هى كنيسة مارجرجس بمنطقة الجيوشى شبرا، تلك الكنيسة التى تحتفل سنويًا كل عام من نفس الشهر بإحياء ذكرى تأسيسها، والتى تشهد الشوارع المحيطة بها سنويًا ابتهال وطواف المسيحيين على ألحان وتراتيل فى عيد شفيع الكنيسة المعروف بـ«أمير الشهداء والبطل الروماني»، يشاركهم جيرانهم المسلمون فرحة الاحتفاء.
قبل عام تقريبًا شارك البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى احتفال كنيسة الجيوشى باليوبيل الذهبى لتأسيسها فى ١٠ فبراير ١٩٣٨ م على يد متى ساويرس بك، ويشهد الاحتفال القمص صليب متى ساويرس، راعى الكنيسة، وحضور مطارنة وأساقفة بينهم الأنبا مكاري، الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية.
عُرف القمص الراحل دائمًا برفضه لأفعال بعض أقباط المهجر بشأن الأحداث الطائفية التى كانت تقع فى مصر، وتصدى لهم ورفض مناقشة أوضاع الأقباط الداخلية بالخارج، كما قام بإنشاء العديد من المؤسسات والخدمات الاجتماعية والمدارس، وبالفعل بدأ نشاطه فى خدمة سكان شبرا، وكان أول من أنشأ بيتا للمغتربين وحضانة أطفال.
كما ازدهرت خدمته بعد أن تولى خدمة السجون، ليصبح أول كاهن موظف بالدولة بدرجة مدير عام الوعظ المسيحى بقطاع السجون. وعاد إلى العمل الحكومى بناء على ترشيح من قداسة البابا شنودة الثالث، كواعظ بالسجون، وهو الأمر الذى استمر لمدة 30 عاما، إلى أن أحيل على المعاش فى 2004، على درجة مدير عام الوعظ المسيحى بقطاع السجون، وبعدها صدر قرار وزارى بالاستمرار فى العمل إلا أنه لم يكمل بسبب كبر سنه.
كانت خدمة القمص متى ساويرس فى السجون تقتضى إعداد السجين للتأقلم والتصالح مع نفسه ومن حوله، حتى يستطيع العيش بشكل طبيعى بعد خروجه إلى المجتمع مرة ثانية، إضافة إلى الخدمة المالية لأسرهم، إذا كانوا بحاجة إليها، وكذلك الدعم المعنوى لهم.
موقف ثابت 
قبل عام، صرح القمص صليب متى ساويرس، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنجز خلال فترة وجيزة مشروعات قومية ضخمة تضع مصر على الخارطة الاقتصادية العالمية، وتبنى ثوابت وركائز للأجيال القادمة، ولعل أبرزها قناة السويس والمصانع المستحدثة، والمليون ونصف فدان وشبكات الطرق وغيرها.
وقال إن ما جرى بمصر خلال الأربع سنوات الماضية بمثابة إعجاز وإنجاز يدون فى التاريخ، لاسيما أنه لم يمض طويلا على خروج البلاد من ثورتين متعاقبتين، وبلدان العالم التى تشهد ثورة تظل سنوات لاستعادة عافيتها، أما مصر فتتعافى بصورة واضحة وجلية للجميع.
وأكد تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسى لكونه نموذجا للحاضر والمستقبل السعيد، مشيرا إلى أن الرئيس ومؤسسات الدولة والشعب المصرى استطاعوا عبور الصعاب والمضى قدما لبناء البلاد.
وفى تعليقه على قرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة عليا لمواجهة الأحداث الطائفية، قال القمص الراحل إن هذا القرار حكيم يؤدى إلى وأد أى فتنة تنشأ فى مهدها، والتصدى لها، وبالتالى يراجع كل شخص نفسه قبل أن يحاول أن ينفذها، وهى أمر ضرورى وملح فى طرق محاربة التطرف الفكري، وإن هذا القرار أيضا سيسهم فى دعم الأمن والأمان فى وضع استراتيجيات لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية.
وأكد «ساويرس» أن قرار تشكيل لجنة عليا لمواجهة الأحداث الطائفية يهدف لترسيخ وتحقيق المواطنة على أرض الواقع، وأنه يعتقد أن دور اللجنة لا يتوقف فقط عند التصدى لأعمال العنف، بل ستسهم فى تشكيل الوعى الثقافى للمصريين، وأن الكنيسة ستعمل جاهدة على دعم اللجنة ومساندتها فى تحقيق أهدافها، وهى تثق فى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التحقيق الفعلى لقيم المواطنة الحقيقية، ورأينا ذلك خلال افتتاح الكاتدرائية والمسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة، وشاهدنا كلمة قداسة البابا داخل المسجد، وكلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف داخل الكاتدرائية.
وضع الأقباط خارجيًا 
قبل عام، أعلن الكونجرس الأمريكى استعداده مناقشة قانون بشأن وضع أقباط مصر، من هنا أعلن القمص صليب متى عضو المجلس الملى العام، رفضه التام مناقشة أى قضية داخلية عن وضع الأقباط فى مصر داخل الكونجرس الأمريكي. وقال «متى» إن توقيت مناقشة وضع الأقباط فى مصر داخل الكونجرس الأمريكي، يأتى بالتزامن مع الضربة الكبيرة من الدولة المصرية بالحصول على دعم 128 دولة صوتت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار الذى تبنته بإعلان القدس عاصمة فلسطين للأبد، وهو ما أثار حفيظة «الخونة والأمريكيين». 
وأشار إلى أنه يوجه رسالة للعملاء فى الخارج بأن «المسيحيين فى مصر فى حماية الله وإخوتهم المسلمين فى مصر، والمسلمين فى مصر فى حماية الله وإخوتهم المسيحيين فى مصر لأننا كتلة واحدة فى السراء والضراء».

الباحث عن دولة القانون
فى الأحداث الطائفية والعنف ضد المسيحيين، دائمًا ما كان يدعو القمص الراحل صليب ساويرس بتطبيق القانون، فالقانون يتعين ليردع الجناة والمخطئين، مهما كان موقعه ومنصبه، فالأقباط - بحسب قوله - يتطلعون لتطبيق دولة القانون، والعدالة الناجزة، وأن التباطؤ فى تطبيق العدالة والقصاص للمتضررين «ظلم»، وأن ردع الجناة يغلق المجال أمام تكرار الاعتداءات المتكررة.
ومع تطبيق القانون كان يطالب القمص الراحل بتعويض المتضررين أدبيًا بالاعتذار أو التكريم للمظلومين، فى محفل عام بعد القصاص بالقانون والتعويض الأدبى والتعويض المادى قدر الخسارة، ليشعروا بالمواطنة والمساواة فى وطنهم
القمص صليب متى ساويرس.. فى سطور
كاهن كنيسة العظيم مارجرجس الجيوشى بشبرا، ورئيس مجلس الكنيسة.
ولد القمص صليب متى ساويس فى ١٠ يونيو ١٩٤٤ م
حصل على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة فى يونيو ١٩٦٣ م
حصل على دراسات فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية فى ١٩٦٥م
سيم كاهنا بيد القديس البابا كيرلس السادس فى ٣ أكتوبر ١٩٦٩م
نال القمصية بيد مثلث الرحمات الأنبا أندراوس أسقف دمياط فى ٣ أكتوبر ١٩٧١ م.
كان عضوًا بالمجلس الملى العام، ورئيس جمعية السلام القبطية الأرثوذكسية، وعضوا فى اتحاد الجمعيات القبطية.
بدأ نشاطه فى خدمة سكان شبرا، وكان أول من أنشأ بيتا للمغتربين وحضانة أطفال
ازدهرت خدمته بعد أن تولى خدمة السجون، ليصبح أول كاهن موظف بالدولة بدرجة مدير عام الوعظ المسيحى بقطاع السجون. 
عاد إلى العمل الحكومى بناء على ترشيح من قداسة البابا شنودة الثالث، كواعظ بالسجون، وهو الأمر الذى استمر لمدة 30 عاما، إلى أن أحيل على المعاش فى 2004، على درجة مدير عام الوعظ المسيحى بقطاع السجون، وبعدها صدر قرار وزارى بالاستمرار فى العمل إلا أنه لم يكمل بسبب كبر سنه.
كان عضو الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بمصر، 3 مرات بالتعيين، ومرتين بالانتخاب، وكان عضو المجلس الشعبى لمحافظة القاهرة لمدة 20 عاما.
كان عضوًا بالمجلس الملى العام، ورئيس جمعية السلام القبطية الأرثوذكسية، وعضوا فى اتحاد الجمعيات القبطية.
كان عضو الاتحاد العام للجمعيات الأهلية بمصر، 3 مرات بالتعيين، ومرتين بالانتخاب، وكان عضو المجلس الشعبى لمحافظة القاهرة لمدة 20 عاما.
وافته المنية فى 18 فبراير 2019.

آخر مداخلة تليفزيونية: السيسى رسخ المواطنة عمليا
آخر التصريحات الإعلامية للقمص الراحل صليب متى ساويرس، التى بها لقناة «دى إم سي»، فى مداخلة حول مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فى قمة ميونخ للأمن، بألمانيا. قال فيها «ساويرس» فى مداخلته: «نشكر الله لأنه أرسل لنا هدية عظيمة من السماء هو الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قاد مصر بعد ثورة 30 يونيو باقتدار ورسخ فيها المواطنة.. وهذا الشكل الجميل الذى تعود له مصر الحضارة ومصر المنارة التى علمت الدنيا التسامح والحب والحضارة وأشاعت بشمسها فى كل أنحاء الدنيا، والرئيس السيسى كان أول رئيس مسلم يأتى الكاتدرائية لتهنئة الأقباط فى عيد الميلاد المجيد، لم يحدث فى عهد سابق». 
وأكد القمص الراحل أن «السيسي» رسخ المواطنة عمليًا ووعد وأوفى أن تكون هناك كاتدرائية كبيرة فى العاصمة الإدارية الجديدة هى كاتدرائية ميلاد المسيح، وبجوارها مسجد الفتاح العليم أكبر مسجد.
وأشار إلى أن «صورة المواطنة بين مسلمين ومسيحيين مصر واضحة من زمان، لكن هناك من يحاول تغييرها نتيجة دوافع معينة سواء لمخابرات أو سياسات معينة،، مصر هى قلب الشرق الأوسط، فهم يريدون إسقاطها وتقسيمها بالدفع بهذه الأقاويل.
ولفت إلى أن هذا الأمر ليس جديدا، ولكنه على مدى العصور، عانى الباباوات فى مصر من مسألة الضغوط الأجنبية التى تريد التدخل لفرض الحماية والحديث عن الأقليات ومحاولة شق النسيج الوطنى نتيجة أجندات معينة وما إلى ذلك.
وأكد «ساويريس»، أن أعداء مصر يريدون إسقاطها من هذا الباب الطائفى والدين، والدليل ما قاله اللورد كرومر «أنا لا أستطيع التمييز بين المسلم والمسيحى فى مصر».

جمعية لخدمة مسلمي ومسيحيي شبرا
أسس متى بك ساويرس، والد القمص صليب متى ساويرس، قبل إنشاء الكنيسة بخمسين عام جمعية خدمية للمواطنين فى شبرا مصر مسلمين وأقباطا، وسماها «جمعية السلام القبطية»، ولديها حاليا عدد من المدارس والملاجئ والمراكز الطبية الخدمية وغيرها ودور رعاية للمكفوفين وأمور عديدة، وتنامى أداء الجمعية من جيل إلى جيل وتواصل أعمالها. 
وتخضع الجمعية لإدارة أسرة واحدة على مدار تسعين عامًا من الزمان، ولديها مستشفى خدمى للجميع ومدارس وتقدم خدمات كصرف معاشات وغيرها بالتعاون مع التضامن الاجتماعى وتخدم فى ذات الصدد قرابة 4 آلاف شخص.
قال القمص صليب ساويرس – فى إحدى حواراته مع البوابة «إنه عقب وفاة شقيقه الأكبر راعى الكنيسة استدعى من قبل البابا كيرلس السادس فى يونيو عام 1969 ميلادية ليتناقش معى حول رسامتى كاهنا، وبالفعل رسمت، وأخذت نعمة الكهنوت فى 3 أكتوبر عام 1969، ورقيت للقمصية فى أكتوبر عام 1971. وكشف القمص الراحل للمرة الأولى لـ«البوابة» عن أنه رغم استقالته من العمل الحكومى قبل الرسامة ونوال الكهنوت إلا أن البابا شنودة أعاده مجددا بصورة غير مباشرة، حينما رشح للخدمة فى قطاع السجون، وتلك الخدمة تلزم تعيينا حكوميا ودرجة وظيفية، وبعد 30 سنة خدمة خرجت على درجة كبير باحثين. 
وأشار إلى أن المستشفى الخدمى لأبناء شبرا افتتحه ثلاثة وزراء هم يوسف بطرس غالى، وعوض تاج الدين وعبدالعظيم وزير، ويخدم حاليا الآلاف من المواطنين.