نحن شعب يؤمن بالله، وديانات مختلفة. وهذا الاختلاف يغذّي في نفوس بعضنا ميلًا إلى التفرقة. ومع ذلك تربية المؤمنين على المساواة بين الجميع، في الدين نفسه أو في دين مختلف، لا تقوم بتجريدهم من إيمانهم. ولو ثبت لنا أن الطائفية تنشأ من الدين أو من الفهم الخاطئ للدين، فإن المؤمن الذي يريد أن يحرّر نفسه من الطائفية، ويتسامى فوقها، لا يبدأ بتجريد نفسه من دينه. عكس ذلك هذا الميل المشوِّه للدين يدفع المؤمن الصادق إلى البحث عن الفهم الصحيح لدينه.
ليست الأمانة للدين هي الدافعة على المشاعر أو المواقف الطائفية. بل هي عدم الأمانة للدين وللإنسان وللحياة الاجتماعية هي التي تفسد هذه لحياة بين الناس وتحوّل المؤمن أحيانًا إلى معتدٍ أو قاتل.
ومن ثمَّ، أول خطوة للتحرُّر من الطائفية هي محاولة فهم الدين الفهم الصحيح، ورؤية العلاقة مع الناس في ضوء العلاقة مع الله سبحانه، خالق كل الناس ومحب كلّ الناس. في هذا الضوء يرى المؤمن أن الدين يأمره بالمعروف أي بالرحمة وبالمحبة لكل أخ له. على هذا الأساس تكون العلاقات بالآخر المختلف في دينه، علاقة محبة ورحمة ومساواة وبناء للمجتمع الواحد.
البطريرك ميشيل صباح، الرئيس السابق لأساقفة اللاتين بالقدس