الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المحليات بين منظمة المدن العربية والأفريقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية عن اهتمامه بالتشكيل الجديد لمجلس المدن والحكومات المحلية الأفريقية وقد شارك معه ٣ محافظين «القاهرة – القليوبية ودمياط»، بالإضافة إلى نائب محافظ البحيرة ويحسب للوزير هذا الاهتمام بعلاقة مصر بالمدن المحلية الأفريقية.
خصوصا بعد أن تم اختيار مصر بمكتب شمال أفريقيا بمنظمة المدن الأفريقية، كما أعلن سيادته الاهتمام بتدريب الكوادر الأفريقية بالمحليات ذلك فى إطار عودة مصر برئاسة الاتحاد الأفريقي.
وهنا نحب أن نذكر السيد الوزير بأن مصر ومحافظتها مشاركة بعضوية عاملة بمنظمة المدن العربية التى مقرها الكويت وأن ذلك ثابت منذ الإعلان عن تأسيس المنظمة فى منتصف مارس عام ١٩٦٧.
حيث انضمت مدينتا القاهرة والإسكندرية للمنظمة فى أول تشكيل لها ثم انضمت مدينة الأقصر وبورسعيد بعد ذلك عام ١٩٦٨.
كما انضمت ٥ مدن مصرية أخرى إلى منظمة المدن العربية عام ٧١ (السويس – الجيزة – القناطر الخيرية – ودمياط ومدينة طنطا)، وفى عام ٩٠ انضمت ١٥ مدينة مصرية أخري.. أسيوط – المنيا – الخارجة – الوادى الجديدة – الزقازيق – الغردقة – الفيوم – المحلة الكبرى – بنها – بنى سويف – دمنهور – طور سيناء – قنا – كفر الدوار ومرسى مطروح.
وفى الدفعة الأخيرة عام ٩٧ انضمت مدينتا «شبرا والعريش» وبذلك تصبح ٢٥ مدينة مصرية عضوًا فى منظمة المدن العربية بالكويت.
إلا أن التحدى الحقيقى أمام المدن والمحليات المصرية أنها حتى الآن لم تتفاعل بشكل كامل وحقيقى مع تلك المنظمة المهمة والناشطة حتى تتم الاستفادة الكاملة من أجل تطوير المدن المصرية ويكفى أشير إلى أن الكثير من تلك المدن المصرية حتى الآن لا تقوم بتفعيل دورها أو تسوية اشتراكاتها السنوية الزهيدة، فضلًا عن عدم الاستفادة واقعيا من خلال خبرات تلك المنظمة المهمة التى تبذل جهودًا واضحة من أجل تطوير المدن العربية.
إن المشورات الفنية والفعاليات والمؤتمرات والأبحاث والجوائز والدراسات والقروض التى تمنحها تلك المنظمة ومؤسساتها من الأهمية بمكان أن يتم الاستفادة منها فى ظل علاقات جيدة وطيدة مع دولة الكويت الشقيقة من أجل أن تتحقق أهداف واقعية لتطوير المحليات والمدن المصرية عن طريق تبادل الخبرات وبالعلاقات العربية المهمة. 
وهنا نشير أيضا إلى:
- أهمية أن يتم أولًا تفعيل دور المحافظات والمدن المصرية مع منظمة المدن العربية بالكويت وهو الدور الغائب حتى الآن وغير الملموس على أرض الواقع رغم الفعاليات المهمة لهذه المنظمة فى الكثير من الدول.
- والآن وقد أصبحت مصر عضوا مهمًا بعد استعادة العلاقات الأفريقية بشكل جيد واختيارها عضوا بشمال أفريقيا بمنظمة المدن المحلية الأفريقية فإن الأمل أصبح يحتم علينا أن يكون هناك تفعيل لهذه العضوية عبر أعمال واقعية أيضا يلمسها المواطنون من أجل الارتقاء بالمحليات فى بلادنا.
وبعد فإن الأمل أصبح معقودًا فى الفترة القادمة على قانون جديد للإدارة المحلية متواكبا مع الدستور المصرى حتى يكون لنا مجالس منتخبة قادرة على حل كل التحديات التى تواجه المواطنين فى المحافظات وهى كثيرة ومنها الانفتاح على منظمة المدن العربية التى سوف تحتفل بعيدها الـ٥١ فى منتصف مارس القادم ومن هنا يستحق أن ننطلق فى هذا اليوم بفعاليات بكل المحافظات مرتبطة بتفعيل مهم على أرض الواقع نحو الاهتمام بالبيئة والنقل والمواصلات والصحة والتعليم وغيرها من الأولويات التى تهم المواطنين فى المحافظات.
إن الأمر أصبح مرهونا بالعمل الواقعى سواء بالتعاون مع منظمة الدول العربية وهو الأقدم تاريخيا أو مع منظمة المدن والمحليات الأفريقية بنفس الدرجة والاهتمام بالأعمال على أرض الواقع أن ما ينتظره المواطنون من أجل تحسين حياتهم بشكل يليق بالشعب المصرى أصبح مرهونا على التفاعل والعمل والمزيد من خطط التنمية من أجل بلادنا.
حيث تم الإعلان عن تأسيس المنظمة فى ١٥ مارس ١٩٦٧ باعتبارها منظمة إقليمية عربية مستقلة ليس لها نشاط سياسى أو عقائدى متخصصة فى شئون المدن والبلديات وأهدافها واضحة من أجل تنمية المدن العربية والحفاظ على هويتها وتراثها مع تبادل الخبرات ورفع مستوى الخدمات والمرافق البلدية والحفاظ على البيئة مع اعتماد أساليب التخطيط العلمى لخدمات المدن والبلديات والعمل على تطويرها تنمويًا.
وقد استطاعت المنظمة عبر تاريخها أن يكون لها أجنحة مهمة لخدمة المدن العربية، هيئات مشهود لها بالكفاءة والعمل الدءوب وهى بمثابة مؤسسات مهمة منها:
- صندوق تنمية المدن والذى يساهم بتقديم القروض المالية للمشاريع التنموية والخدمية للمدن العربية التى تكون لها أهمية ملموسة على أرض الواقع.
- وكذلك المعهد العربى لإنماء المدن العربية وهو مؤسسة علمية استشارية تهتم بالمدنية وتعتبر جهازا علميا وتوثيقا فى مجالات التدريب والأبحاث التى من شأنها تطوير المدن عن طريق رفع القدرات للعاملين فى الخدمات المحلية والبلديات.
- ثم تأتى جائزة المدن العربية وهى التى تهدف إلى تشجيع وتحفيز المهندسين والمخططين من أجل تطوير المدن العربية وتقديم الجوائز لأفضل المشاريع المعمارية والتراثية بالإضافة لمنح جوائز من أجل تجميل المدن العربية للارتقاء بالمستوى الخضرى والحدائق، وجوائز عن قضايا نظم المعلومات وتطبيقها من أجل تطوير البلديات والمدن والمحليات.
- هذا غير مركز البيئة للمدن العربية الذى ينظم المنتدى العربى لتنظيم المعلومات الخاصة بالتراث والمدن التاريخية العربية.
- وأخيرًا المرصد الحضرى للمدن العربية.
ومن هنا تعتبر منظمة المدن العربية والتى تصدر مجلة دورية تحمل نفس الاسم.. تعتبر نموذجا منفردًا من أجل المساهمة فى تطوير المدن العربية وقد قامت بالفعل الكثير من المشاريع التنموية فى العديد من البلدان العربية فى الشرق والغرب.. فضلا عن إقامة ونشر فعاليات ودراسات وأبحاث مهمة جدًا فى هذا المجال، وعلى مدار واحد وخمسين عامًا جهودًا تستحق الإشادة بها.
وفى النهاية نقول ستظل الأفعال والأعمال على أرض الواقع هى الفيصل بتطوير المحليات فى بلادنا.