الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ضياء رشوان: اختلاف أعضاء المجلس والنقيب سبب ضياع هيبة النقابة.. الصحفي "يستعر" من مهنته.. "البدل" ليس رشوة انتخابية وأسعى لرفع المعاشات

الدكتور ضياء رشوان،
الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهئية العامة للإستعلامات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو "الناصري".. "ابن الدولة".. "المعارض".. "الصعيدي".. كل هذه الصفات، والألقاب جعلته أوفر المرشحين حظًا في انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، ليفوز بـ"عرش" النقابة.. انه الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهئية العامة للإستعلامات.. والذي كان لنا معه هذا الحوار، بصفته أحد أبرز المرشحين على مقعد نقيب الصحفيين..


هل ضياء رشوان "محترف انتخابات"؟
لستُ محترف انتخابات، فقد خضت انتخابات 2009 أمام مكرم محمد احمد ولم يجرؤ أحد غيري على النزول أمامه، ولم اترشح عقب ثورة يناير رغم سهولة الجولة، ولكنني عاودت الترشح في ظروف أكثر صعوبة، وكان ذلك في عهد الاخوان.
لكننا نشعر اننا نجري حوارنا مع نقيب الصحفيين الفعلي، وأن الانتخابات محسومة لصالح ضياء رشوان..ما تعليقك؟
ليس هناك انتخابات محسومة، فنحن نمر بظروف حرجة والنقابة والمهنه بحاجة الي تكاتف كافة الصحفيين، فالصحفي لا يشارك بالانتخابات مجاملة لأشخاص، وإذا تم مقاطعة الانتخابات وإذا لم يتواجد حشد قوى لشباب الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية ستضيع المهنة، خاصة أننا في مرحلة صعبة جدا وأوضاع المهنه في تراجع مستمر.. "فنقابة بلا نقيب تحبه أفضل من نقيب تحبه بلا نقابة".


الصحفيون يتساءلون.. لماذا ترشحت لمنصب النقيب هذه المرة؟
- ترشحت لأني مُستدعى، فقد أتيت من أجل مهمة وليس منصب، فقد شرفت بهذا المنصب مرة من قبل، ولم أفكر مرتين عندما وجدت أن زملائي حريصين عليّ، ومن لهم علاقة بملف الصحافة والحريات والتعبير لديهم نفس التصور، وأعلم جيدا أن كل ما هو آت إذا لم نتعاون فسيكون خسارة شخصية لي، وأعلم المهمة المقبل عليها وخطورتها فلا تعولوا علي وحدي لأني لن أفلح فيها وحدي، لذلك لابد من العمل كيد واحدة ولم الشمل وعودة الهيبة لأنهما طريق المستقبل.
ما تقييمك لوضع الصحافة الحالي؟
الصحافة المكتوبة والإلكترونية يمران بأزمة، فلا يغركم تراجع الصحافة المكتوبة وتصاعد الإلكترونية فنحن في أزمة تتعلق بالثقة في المهنة، فالصحفي أصبح يستعر من مهنته، لذلك نحن في خطر، فالموضوع ليس متعلق بالتوزيع فقط ولكنه مكانة في المجتمع والقدرة على التأثير فيه.


تتحدث عن ان المهنة تمر بأصعب أوقاتها.. ماذا سيقدم رشوان لعودة هيبة الصحفيين؟
- لم الشمل وعودة هيبة النقابة.. هما هدفي.. فأول ملامح الهيبة أن تختلف وفي نفس الوقت تتوافق، وذلك يتحقق بوجود مشهدين، الأول الانتخابات فلابد من وجود حشد قوى للجمعية العمومية من شباب وكبار الصحفيين، سنختلف ولكن لابد أن نحافظ على توافقنا، فكل شيء في الانتخابات مباح إلا تحطيم المهنة.
والمشهد الثاني مجلس النقابة والنقيب، فاختلاف أعضاء المجلس والنقيب سبب في ضياع هيبة النقابة، وبالتالي سأحرص على عدم وجود اختلاف، فأنا لن أكون نقيبا لمجموعة أو لأحد، فانتمائي السياسي والمهني والمؤسسي سيكون خارج نقابتي، لأن انقسام المجلس لكتل هو أخطر شيء.
البعض يتحدث عن تكوين قائمة انتخابية للنقيب.. ما تعليقك؟
أي شائعات عن وجود قائمة للنقيب كاذيه، فهذا اسلوب لم أتبعه أبدا، فأنا كعضو جمعية عمومية سيكون لي حرية التصويت في الانتخابات فلي رأي إيجابي في بعض المرشحين وأقل إيجابية في البعض الأخر، وخضت الانتخابات 4 مرات دون وجود قائمة، وسأقبل رأي الجمعية العمومية سواء في أو غيري، ولابد من الحفاظ على هيكل المجلس المتوافق.


كيف ستتعامل مع طبيعة المجلس القادم وأغلبيته معارضة؟
سواء كان معارضا أو مؤيدا لا يعنيني هذا الشيء، لأن هذا الأمر لابد أن يختفي في ضوء المصالح المهنية والنقابية، فتصنيف المعارضة والموالاة يأتي مع نقيب يقوم عمله على التصنيف، فأنا لست على اختلاف أو وفاق سياسي مع أحد داخل المجلس.
هل هذا يعني أن ضياء رشوان قادر على خلق توافق داخل المجلس القادم؟
طوال تاريخ النقابة لم نجد مجلس له لون واحد، بحكم أنها نقابة رأي وكتابة لابد أن يكون هناك أطياف مختلفة، ولكن المجالس الناجحة هي من تسطيع أن تحول هذا التنوع لحالة نقابية لا لإنقسام.. والمجلس الذي يتخذ قراراته بالتصويت لدية مشكلة، وتوليت النقابة في وقت كان من أصعب أوقات مصر، ولم نصوت على قرار واحد، فكل قراراتنا كانت بالتوافق.


كيف كان سيتعامل ضياء رشوان مع أزمة اقتحام النقابة لو كان نقيبا.. وهل من الممكن أن نشهد تلك الواقعة مرة أخري؟
لن أتحدث عن نصائح بأثر رجعي، لأنني لم أكن في الموقف الذي كان فيه الزميل يحيي قلاش نقيب الصحفيين الأسبق، ولكن لن أسمح بتكرار مثل هذه المواقف ولن تمس هيبة النقابة، وستكون هناك قنوات مفتوحة من الحوار دائمة مع الدولة، فلن يساعدنا على حل أزماتنا إلا إبقاء قنوات مفتوحة بالتفاوض مع الدولة.
كيف تنظر لمطالب تعديل قانون النقابة؟
لم أطالب أبدا بتغيير قانون النقابة، فالقوانين تصنع فِي سياق مثل السياسة والتفاوض، لو رأينا ان السياق سيخرجنا خاسرين فلا داعٍ لتغييره، قانون النقابة الحالي من أفضل القوانين على الإطلاق فيما يتعلق بالحقوق والواجبات، ولكن يشوبه عدم تطوره مع العصر، ولكن السؤال هل سيكون إثارة قانون النقابة الآن في صالح الصحفيين، في ظل وجود جمعية عمومية متهالكة، ودستور لا يلزم المشرع سوى بأخد رأي النقابة فقط، فمن يريد تغير القانون عليه النزول في 1 مارس أولا لإسترجاع هيبة النقابة والصحفيين، ومن ثم يتم تحديد البنود التى نريد تعديلها، وطرحها على المجلس، والجمعية العمومية.


العلاقة بين النقابة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام متشابكة، ومعقدة.. كيف ستتعامل مع ذلك الأمر؟
المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام موجود في عدد كبير من دول العالم بأسماء مختلفة، ووظيفته الرئيسية متابعة المنتج الصحفي والإعلامي والتأكد من مطابقته لمعايير مهنية أو الأمن القومي، وليس من دوره محاسبة مُنتج المادة ولكن يحاسب المؤسسة فقط ولا يحق له التدخل بإدارة المؤسسة، فالصحفي تحاسبه نقابته فقط، إنما المجلس الأعلى لا شأن له بالمُنتج (الشخص) أو بإدارة مؤسسة قومية أو خاصة بنص الدستور.
وماذا عن لائحة الجزاءات؟
فيما يخص لائحة الجزاءات لن أعلن موقفي منها حاليا، لعدم رغبتي في ان أستبق رأي مجلس النقابة القادم، فيجب أن أحترم مجلس النقابة، وحينما اصبح نقيبا سيتم إعادة مناقشة الأمر وتحديد موقف للمجلس.


مهل هناك بشرى سارة للصحفيين يخصوص البدل؟
يمكنني الاعلان الآن عن موافقة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والدكتور محمد معيط وزير المالية، بشكل نهائي على زيادة البدل بنسبة 25% لـ2100 جنيه بدلا من 1680، وسأسعى بكل السبل ليتم صرف الزيادة في أسرع وقت قبل بداية السنة المالية الجديدة في يوليو المقبل.
وماذا عن زيادة المعاشات؟
أتواصل مع وزير المالية لرفع قيمة معاشات ولزيادة الدعم المالي المخصص للنقابة، لتتمكن من تقديم المزيد من الخدمات وترفع كفاءة الخدمات القائمة لأعضائها، وهذا الدعم على وشك الإقرار -بإذن الله-.


يظن البعض أن الحديث عن زيادة البدل يمثل رشاوى انتخابية.. ما تعليقك؟
حينما انتخبت في 2013 لم أتحدث عن البدل إطلاقا، وكان 760 جنيها، ونجحت فيما بعد في زيادته إلى لـ918 وبدون وجود انتخابات، وكان ذلك وقت تعيين وزير المالية هاني قدري عقب سقوط الاخوان، ثم نجحنا في زيادته مرة أخري لـ1200 وبدون انتخابات، ثم 1380 وأصررت وقتها على صرفه قبل الانتخابات حتى لا أتهم بأني أقدم رشوة انتخابية.
هل يمكن ان نشاهد زيادة ثابتة لبدل التدريب؟
توقف التفاوض مع الدولة على زيادة البدل 4 سنوات، وكل ما أسقطناه بأيدينا إعادته ستكون صعبة، وعودة قوة الصحفيين من خلال الحضور القوي للجمعية العمومية ستُنجح تفاوضنا على زيادة البدل.

هل انشغالك بالعمل بالهيئة العامة للاستعلامات والهيئة الوطنية للاعلام سيؤثر علي أدائك كنقيب؟
لا يوجد شيء اسمه صاحب عمل نقابي، فالعمل النقابي في أصله تطوعي، ويجب أن يكون صاحب العمل النقابي مهنيا وله مهنة، فلا يوجد قانون نقابة في العالم يعتبر العمل النقابي مهنة.. وفيما يخص الهيئة العامة للإستعلامات، أصدر الرئيس عبد الناصر قرار 1820 لسنة 1967، بعد النكسة بـ10 اختصاصات إعلامية خارج البلاد وداخلها، وخلال فترة رئاستي للهيئة زار الرئيس عبد الفتاح السيسي 30 دولة، وكنت هنا أقوم بالعمل لإيضاح كافة التفاصيل الخاصة بالعلاقات الدولية بمعلومات غاية في الدقة.. كما أنه لا يوجد لدي صحفي واحد في الهيئة وبالتالي لا يوجد تعارض مصالح.
ولكن هل ستشغلك الهئية العامة للإستعلامات عن هموم الصحفيين؟
هذا هو الأمر الثاني: هل ستأخذ الهيئة من وقتي؟.. هذا شيء طبيعي، ففي فترة توليّ منصب النقيب المرة الأولى كنت رئيسا لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وكان لدينا عمل في وقت صعب وبغاية الأهمية.. وليس هناك أي تعارض قانوني، ومازلت مقيدا على جداول المشغلين بالنقابة، ومن حق أي زميل يطعن عليّ ويلجأ للقضاء الإداري ومن حقي أن أرد قانونا.. قانون النقابة في المواد 5 و6 و10 و11 وكل ما لدي من وثائق يؤكد أنني مازلت صحفيا بالأهرام.


وماذا عن عضويتكم في الهيئة الوطنية للصحافة؟
تقدمت بطلب لتجميد عضويتى لحين انتهاء الانتخابات، وإذا قدر لي النجاح بالانتخابات سأتقدم باستقالتى من الهيئة، لأنه وفقا للقانون هناك تعارض في الجمع بين عضوية الهيئة والنقابه معا.
ماذ عن شباب الصحفيين غير النقابيين الذين يعانون الكثير من الصعاب ؟
توفير مظلة الحماية المهنية للصحفيين أمر بدأته في عهدي وسأكمله مع المجلس القادم، فلابد من توفير أقصى درجة حماية للزملاء خاصة غير النقابين، للاطمئنان على مستقبلهم، ولدي مقترحات كثيرة بشأن هذا الملف وسأناقشها مع المجلس القادم.


هل من الممكن قبول انضمام الصحفيين الالكترونيين للنقابة ؟
موقف الصحفيين الإلكترونيين حاليا متوقف على تعديل القانون رقم 76 لسنة 1970، الخاص بتأسيس نقابة الصحفيين، وأي حديث أو وعد بمخالفة القانون "كلام خاطئ"، فمجلس النقابة يعتمد في لجنة القيد على القانون الحالي وعملية تغيير القانون هي المنظمة لذلك، والدستور الذي شاركنا في وضعه هو أول ما اعترف بالإلكترونيين، وهناك اعتباران؛ الأول يقول إن الصحافة الإلكترونية مهنة مستقلة فيجوز أن يكون لها نقابة، والرأي الثاني يقول إن الإلكترونيين مثل باقي الصحف أبناء مهنة واحدة، ومن ثم ينضموا للنقابة، وفي الحالتين يجب أن يتم عمل تشريع واحد للطرفين.
في النهاية.. ما هي رسالتك للجماعة الصحفية؟
أتوجه بالشكر لكافة الزملاء الصحفيين الذين طالبوني بالتقدم للترشح على منصب النقيب، خلال الفترة السابقة.. وأطالب الجيل الجديد من شباب الصحفيين واقول لهم "احرصوا على مهنتكم ونقابتكم ولا تفرطوا فيما أعطاه لكم أجداد المهنة الذين وضعوا جذورها في القرن التاسع عشر، فأنتم أبناء سلالة شريفه تسمى الصحافة والكلمة والقلم والمهنة فاحرصوا عليها".