الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الإفتاء" ترد على مروجي "فتاوى" منع ختان الإناث مخالف للشريعة.. خبراء: محرم دينيًا ومؤذ جسديًا ونفسيًا وتؤثر على مستقبلهن.. والصعيد وريف وجه بحري أكثر الأماكن المنتشر فيها الظاهرة

 دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسمت دار الإفتاء المصرية، الخلاف القائم حول وجود "ختان الإناث" في القرآن الكريم أو قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بختان بناته، حيث أكدت أنه لم يرد نص شرعي يأمر المسلمين بأن يختنوا بناتهم، موضحة من خلال نشر فيديو على صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، لمروجي "الفتاوى" الذين يزعمون أن منع الجهات المعنية من الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة والسكان، وكذلك المجلس القومي للسكان والقومي للطفولة والأمومة، لختان الإناث يعد مخالفة للشريعة الإسلامية.

وأكدت الدار، من خلال هذا الفيديو المتداول، أن الأطباء أثبتوا علميًا أن عملية ختان الإناث لها أضرار جسيمة، قد تصل إلى حد الموت، في ظل أن الدين الإسلامي والشريعة ذكروا أهمية الحفاظ على الروح أو النفس، وكل فعل أو عمل قد يهدد النفس يعد أمر محرم دينيًا، مضيفة أن القضية ليست دينية تعبدية، بل هو عادة انتشرت بين دول حوض النيل قديمًا، فكان المصريون القدماء يختنون الإناث، ولم تقف تلك العادة على دول حوض النيل بل انتقلت إلى بعض مناطق العرب.
وفي اليوم العالمي لختان الإناث، أوضح المجلس القومي للسكان، سعيه للتأكيد على استمرار العمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمناهضة ختان الإناث (2016 – 2020 )، والتي أعدها المجلس، بالتنسيق مع كافة الجهات لتنفيذ هذه الإستراتيجية، والتي تهدف إلى خفض معدلات ختان الإناث بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% وسط الأجيال الجديدة فى الفئة العمرية من 10: 19 سنة على المستوى الوطنى، من خلال دعم مناخ سياسى واجتماعى وثقافى، لتمكين الأسرة المصرية من اتخاذ قرار بعدم ختان بناتهن.
كما تهدف الاستراتيجية، إلى تنفيذ قانون تجريم ختان الإناث، حيث أنه أصبح جناية يعاقب عليها القانون بالسجن مدة تتراوح من 5 سنوات إلى 7 سنوات أو السجن المشدد في حالة الوفاة أو العاهة المستديمة للفتاة، فضلًا عن ضرورة تفعيل القرارات الوزارية بشأنه وتغيير ثقافى اجتماعى داعم لحقوق الطفل والمرأة والأسرة، وتطوير نظم المعلومات ومتابعة وتقييم برامج تمكين الأسرة ومناهضة ختان الإناث، كما أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم الإقرار دوليًا بأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يشكل انتهاكا لحقوق الفتيات والنساء الأساسية، وتعكس هذه الممارسة العميقة الجذور عدم المساواة بين الجنسين.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور أحمد شوشة، عضو لجنة الأطباء، إنه في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن هناك ما يسمى بـ"ختان الإناث"، فضلًا عن عدم وجود أدوات طبية لإجراء عمليات، مشيرًا إلى أن الدين ذكر أهمية الحفاظ على الحياة والنفس البشرية من أي خطر قد يهددها، بما يسمى "فقة الأولويات".
واستكمل شوشة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن إجراء عملية "ختان الإناث" تحت بير السلم أمر قد يؤدي إلى الوفاة، ويسبب أضرارا جسيمة للفتيات، سواء جسدية أو نفسية، مؤكدًا أن هذا الأمر مخالف من الأساس قانونيًا ويعاقب عليه بالسجن، لأنه يحدث ضرر كبير للفتيات، فضلًا عن عدم مراعاة الأصول الطبية والتقنيات العلمية أثناء إجراء هذه النوعية من العمليات.

فيما أوضحت الدكتورة عبلة إبراهيم، رئيس إدارة المرأة والطفل بجامعة الدول العربية سابقًا، ومستشار منظمة اليونسكو حاليًا، أن عملية "هتان الإناث" تحدث أضرار نفسية وصحية، لأن تعرض الطفلة في سنها الصغير لهذه العلمية يعد بمثابة اعتداء عليها بذبح جزء من جسدها، لافتة إلى أن هذه النوعية من العمليات لا تحدث في السعودية "بلد مكة والمدينة والكعبة"، كما أن أي دولة عربية لا يحدث بها الختان أيضًا.
وأكدت إبراهيم، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن وجود هذه الظاهرة في مصر يرجع إلى أعماق التاريخ، من الثقافة الفرعونية، حيث قيل تقريبًا أن الملكة "نفرتيتي" تم ختانها، وبالتالي فهذا الأمر موروث فرعوني، ورثه المصريين وهو عادة سيئة، دون التركيز على العادات الفرعونية القديمة الجيدة والمفيدة، من بناء الحضارة العالمية وغيرها، معتقدة أن أهل المدينة والمدن الرئيسية تشهد حاليًا حالة من الانخفاض لإجراء مثل هذه النوعية من العمليات المضررة.
وأشارت إلى أن الأزمة قد تكمن في الريف والصعيد، حيث ما زال يتم إجراء عملية "ختان الإناث" بهما، إلا أن المثقفين منهم يمنعون هذا الأمر، فإن الثقافة لها دور كبير في منع مثل هذه الجرائم التي تُرتكب في حق الفتيات والأطفال، مضيفة أن هذا الإجراء منافي للدين والثقافة والحالات النفسية للفتاة التي يمكن أن تؤثر عليها في الكبر والزواج أيضًا، فهناك تداعيات سيئة جدًا لهذه العملية، مطالبة وزارة الصحة والجهات المعنية بعمل حملات مركزة على الريف والصعيد تحديدًا، باعتبارهم من أكثر الأماكن التي يحدث بها "ختان" للإناث.