الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: زيارتي للمغرب فرصة لمواصلة تطوير الحوار بين الأديان والمعرفة المتبادلة.. أسرة مغربية استقبلتني بـ"التمر والحليب".. وأساقفة شمال أفريقيا في تواصل وشراكة مع الفاتيكان

بابا الفاتيكان على درب يوحنا بولس في المغرب..

البابا فرنسيس، بابا
البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستعد المغرب لاستقبال البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فى ٣٠ من مارس المقبل، بدعوة من الملك محمد السادس وأساقفة المغرب، حيث سيقوم بجولة فى البلاد تشمل الرباط والدار البيضاء.
البابا فرنسيس، ليس الأول فى باباوات الكنيسة الكاثوليكية الذى يزور المغرب، ففى عام ١٩٨٥ زاره البابا يوحنا بولس الثاني، حيث كان فى استقباله الحسن الثاني، ملك المغرب بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
يوحنا بولس الثانى فاجأ الجميع بتقبيله الأرض مباشرة بعد نزوله من الطائرة، ملقيًا خطابه أمام آلاف فى ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، حول العلاقة بين الإسلام والمسيحية، مؤكدًا أن المسيحيين والمسلمين يشتركون فى مجموعة من الأمور، السلم والصداقة بين الشعوب، وقال أعتقد أن الله يدعونا إلى تغيير أفكارنا وجعلها أفكارا سلمية مبنية على الحوار».
وقد ورد فى المذكرات الخاصة بالزيارة أن البابا قال للملك بعد نهاية اللقاء: «مواطنوكم يفهمون جيدا اللغة الفرنسية، فقد تتبعوا خطابى بدقة»، فرد عليه الملك بنبرة ساخرة: «وفى النهاية، تمكن زعيم الضالين من استقبال زعيم الكافرين وشرفه أعظم تشريف»، وقد احتلت الزيارة العناوين لأنها كانت المرة الأولى التى دعى فيها البابا لزيارة دولة مسلمة من جانب رئيس الدولة وليس من جانب الكنيسة المحلية.
فيما قال البابا فرنسيس عن زيارته للمغرب فى خطابه أمام السلك الدبلوماسي، «سوف تتاح لى الفرصة للذهاب قريبًا إلى بلدين ذوى أغلبية مسلمة، المغرب والإمارات العربية المتّحدة، وهما فرصتان هامتان لمواصلة تطوير الحوار بين الأديان والمعرفة المتبادلة بين المؤمنين من كلا الديانتين، فى الذكرى المئوية الثامنة للقاء التاريخى بين القديس فرنسيس الأسيزى والسلطان الملك الكامل».
وقد وجه رئيس أساقفة الرباط، المطران كريستوبال لوبيس روميرو، رسالة إلى شعب الله بدأها مذكرًا بأن البابا سيأتى إلى المغرب لزيارة الشعب المغربى والجماعة الكنسية والكثير من الإخوة الذين يمرون بالمغرب ويهاجرون إلى أوروبا فى أوضاع صعبة.
وتابع رئيس الأساقفة أن زيارة بابا الفاتيكان ستحمل للشعب المغربى والكنيسة الكثير من الرجاء والمحبة والبركة، وتحدث فى هذا السياق عما وصفه بالذكرى الحية لزيارة البابا القديس يوحنا بولس الثانى إلى المغرب وذلك فى ١٩ أغسطس ١٩٨٥. 
وواصل المطران كريستوبال لوبيس روميرو أن البابا فرنسيس يأتى كخليفة القديس بطرس ليثبِّتنا فى الإيمان فى المقام الأول، كما أنه يريد التعرف علينا وأن يشجعنا ويصلى معنا ويباركنا.
وذكر رئيس أساقفة الرباط فى الرسالة بمناسبة الإعلان عن زيارة الأب الأقدس إلى المغرب، والتى ستشمل مدينتَى الرباط والدار البيضاء، أن قداسة البابا يريد التواصل مع شعب المغرب والملك محمد السادس بروح الحوار بين الدينين الإسلامى والمسيحي. وتابع أن زيارة البابا فرنسيس ستكون فرصة كبيرة للتعبير عن شركتنا مع أسقف روما، وعيشنا هذه الشركة، ومن خلاله مع الكنيسة الجامعة.
ودعا رئيس أساقفة الرباط المؤمنين إلى شكر الله على هذه البركة، مشيرًا إلى أن الطريقة الأفضل للاستعداد لاستقبال الأب الأقدس هى عيش إيماننا المسيحى بحماس وصدق ومحبة أكبر.
شعار الزيارة
تم اختيار الشعار الرسمى للزيارة الـ ٢٦ التى يقوم بها البابا، من بين ٥٠ شعارًا فى مسابقة، وفى الشعار تم رسم الصليب والهلال ليرمزان إلى المسيحية والإسلام، مما يسلط الضوء على العلاقة بين أتباع الديانتين من المسيحيين والمسلمين.
ويضم الشعار ألوان الدولتين: الأخضر والأحمر ويمثلان المغرب، الأصفر والأبيض (فى الخلفية) ويمثلان الفاتيكان، وخط على الشعار، وتحديدًا تحت اسم البابا فرنسيس «خادم للرجاء»، كون الحبر الأعظم يحمل كذلك لقب «خادم خدام الله».
والشعار أيضًا هو عنوان الرسالة الرعوية التى أطلقها مجلس الأساقفة الكاثوليك فى شمال أفريقيا، وقد قدّم أعضاء المجلس من الأساقفة، هذه الرسالة، إلى البابا فرنسيس خلال زياتهم الأخيرة «للأعتاب الرسولية» فى الفاتيكان عام ٢٠١٥، فيما تمت كتابة اسم «المغرب»، باللغة العربية، كتكريم للدولة التى ستستضيف البابا.
جدول الزيارة
حسب صحيفة «فاتيكان نيوز»، فإن البابا سينزل فى مطار الرباط، صباح يوم السبت ٣٠ مارس المقبل، حيث يتوقع أن يتوجه رأسًا إلى القصر الملكى للقاء الملك محمد السادس، وبعد الاستقبال الملكي، يتوقع أن يلقى خطابا يتوجه فيه إلى الشعب المغربى والسلطات، والسلك الدبلوماسي، والمجتمع المدني، انطلاقا من باحة مسجد حسان.
بعد أول خطاب له من المغرب، يرتقب أن يتوجه البابا إلى ضريح الملك محمد الخامس، ومن ثم إلى مركز محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، والمرشدات، حيث يرتقب أن يلقى خطابا أمامهم، قبل إنهاء أول أيام زيارته للمغرب بلقاء مع المهاجرين المقيمين فى المغرب، ومحاورتهم.
وحسب المصدر ذاته، فإن البابا يخطط فى ثانى أيام زيارته المرتقبة إلى المغرب، لزيارة أحد المراكز الاجتماعية فى مدينة تمارة، ومن ثمة العودة إلى العاصمة الرباط، فى كاتدرائية العاصمة، للقاء القسيسين، لينهى زيارته للمغرب بقداس، لم يحدد مكانه، فيما يرتقب أن يعود إلى روما على متن رحلة جوية تنطلق من الرباط، على الساعة الخامسة من مساء يوم الأحد ٣١ مارس المقبل.
تواصل مستمر 
فى مارس ٢٠١٥ استقبل البابا فرنسيس، فى القصر الرسولى بالفاتيكان، أساقفة شمال أفريقيا فى زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، مقدمًا الشكر إلى رئيس المجلس، المطران فانسان لانديل، رئيس أساقفة الرباط، على الكلمة التى وجهها باسم الأساقفة، طالبًا إليهم أن ينقلوا تحيته للمؤمنين فى إيبارشياتهم وقربه منهم.
وحيا بشكل خاص الشجاعة والأمانة والمواظبة لأساقفة ليبيا وللكهنة والأشخاص المكرسين والمؤمنين العلمانيين الذين استمروا فى خدمتهم فى البلاد رغم المخاطر المتعددة، وأشار إلى أنهم شهود حقيقيون للإنجيل، وشجّع بعدها الجميع على مواصلة جهودهم للإسهام فى السلام والمصالحة فى المنطقة كلها.
وأشار البابا فرنسيس فى كلمته إلى مجلس أساقفة أفريقيا الشمالية CERNA إلى أن زيارة حجهم إلى روما مناسبة سارة لتجديد التزامهم المشترك فى خدمة رسالة الكنيسة فى بلادهم، وسلط الضوء على أهمية أن يكونوا قريبين من كهنتهم، معاونيهم المباشرين، ويهتموا بتنشئتهم الدائمة للقيام بخدمتهم. 
وأضاف، أن للراهبات والرهبان مكانًا مميزًا أيضًا فى حياة ورسالة كنائسهم وشكرهم على شهادة الحياة الأخوية والتزامهم السخى فى خدمة إخوتهم وأخواتهم، ودعاهم احتفالًا بسنة الحياة المكرسة لإدراك متجدد لأهمية التأمل فى حياتهم لإشعاع جمال وقداسة دعوتهم. 
ولفت بابا الفاتيكان فى كلمته إلى أن الحيوية الإنجيلية لإيبارشياتهم تعتمد على نوعية الحياة الروحية والأسرارية، وذكّر أيضًا بالقديسين قبريانوس وأغسطينوس، وبالاحتفال خلال عام ٢٠١٦ بالمئوية الأولى لوفاة الطوباوى شارل دو فوكو.
وأشار البابا إلى أن المؤمنين فى إيبارشياتهم قادمون من دول عدة ودعاهم لإظهار فرح الإنجيل على وجوههم، فرح لقاء المسيح، كما وشجع الطلاب الشباب الكثيرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والذين يشكلون جزءا هاما من جماعاتهم.
وتطرق « فرنسيس» فى كلمته للحوار بين الأديان، وأشار إلى أنه جزء مهم من حياة كنائسهم، مؤكدًا أن التربية على اكتشاف وقبول الاختلاف كغنى هو الترياق الأكثر فعالية ضد كل شكل من أشكال العنف، وذكّر أيضا بالاحتفال هذا العام بالذكرى الخمسين للمعهد الحبرى للدراسات العربية والإسلامية.
وأشار للحوار مع المسيحيين من طوائف متعددة، وإلى المعهد المسكونى «الموافقة» الذى تأسس فى المغرب لتعزيز الحوار المسكونى والحوار بين الأديان.
فيما أشار الأساقفة فى رسالتهم للبابا إلى أن «منطقتنا تخضع لتغيير تام، والكنيسة الجامعة تشهد تغيرات أساسية، وكنائسنا المحلية تتغير نشعر بشدة بدعوة الرب لنا لكى نكون أكثر من أى وقت مضى «خدام الرجاء» فى شمال أفريقيا».
وأضاف الأساقفة فى رسالتهم «إن ديناميكيات الربيع العربي، وقضايا الأمن الإقليمى والشرق الأوسط، والأزمة الاقتصادية الأوروبية والهجرة من أفريقيا جنوب الصحراء، تتضمن تغييرًا عميقًا وتحديات جديدة لمنطقتنا».
وأوضح الأساقفة: اختلفت ديناميكيات ما يسمى بالربيع العربى فى البلدين اللذين يشكلان جزءًا من منطقة مجلس أساقفة شمال أفريقيا، مستطردين، «إذا كانت تونس قد اعتمدت دستورًا جديدًا فى يناير ٢٠١٤، فى سياق عملية حوار وطني، فإن ليبيا تعيش وضعًا مقلقًا جدًا، حيث لا تزال التوترات وأعمال العنف قائمة بسبب حالة عدم الاستقرار الشديد فى البلاد»، مشددين على أن «هذه الصعوبات لا تقوّض الرجاء» الناشئ عن «الربيع العربي».
واستطرد الأساقفة إلى عملية «الدمقرطة» والتى وصفوها بأنها « ظاهرة طويلة جارية دومًا»، وإن أى محاولة لنسخ أو فرض نماذج موجودة مسبقًا تعتبر فاشلة وغير ملائمة. 
وأكدت الوثيقة على خصوصية الكنيسة فى شمال أفريقيا، الملتزمة فى «حوار حياة» مع المسلمين يهدف إلى «الإسهام فى الحياة وبناء المجتمع، من دون أى تشدد سياسى منشود أو مرغوب».
كرم مغربى بميلانو الإيطالية
« تمر وحليب» كان الاستقبال الذى قدمته أسرة «مهوال» المغربية للبابا فرنسيس، وذلك طبقًا للتقاليد المغربية، خلال زيارته لهم بمنزلهم فى مدينة ميلانو الإيطالية، فى مارس ٢٠١٧. كما أهداه أحد الأبناء رسما يمثل أطفالا يلعبون أمام كنيسة ومسجد، فى دلالة على التعايش الديني، إلى جانب لوحة تتضمن أسماء الله الحسنى الـ ٩٩، فيما قدم البابا بدوره ميدالية فخرية للعائلة.
أسرة «مهوال» تقيم بأحد الأحياء الشعبية بميلانو منذ سنة ١٩٨٧، وتتكون من الأبوين «عبد الكريم وحنان»، بالإضافة إلى أبنائهما الثلاثة «٧، ١٠ و١٧ سنة».