يعيش الرجل الخمسينى داخل ورشة بمنطقة إمبابة، تزينها الرسومات المصنوعة بدقة على القوالب الصعبة، بصحبة أولاده الذين ورثوا عنه موهبة «الرسم»، تقضى العائلة الصغيرة أوقاتها فى تلك الهواية والمهنة، التى قرروا الحفاظ عليها من الاندثار، وكأن «عم محمد» أخذ ذلك العهد وعين نفسه حارسا لتلك «الصنعة» ليستلمها منه أولاده وتلاميذه جيلا بعد جيل.
فرش، ألوان، نار حرارية، جليز أبيض وشفاف وغيرها من الأدوات التى يستخدمها فى صنعته التى قضى فيها أكثر من ٣٠ عاما، وعن المهنة يقول: «برسم على الحوائط والسيراميك والخشب والزجاج، أى حاجة ممكن تتخيلها أنا برسم عليها، المهنة معايا مش شغل قد ما هى موهبة وهواية، لأنى بحب الرسم من صغري، واتربيت فى الصنعة دي، وسبحان الله ولادى ورثوها عنى وطلعوا بيحبوها زيي، بصراحة فرحت وبجيبهم معايا أعلمهم فى وقت فراغهم وأيام أجازاتهم المدرسية، وده طبعا بعد ما وعدونى أنهم مش هيخلوا ده يأثر على تفوقهم».
ويختتم «المهنة مش منتشرة فى مصر بشكل كبير، وفى العالم كله كمان لأن مبيحسش بمتعتها غير اللى بيحبها، وعشان تطلع الشكل مظبوط لازم تبقى دقيق جدا وأنت بتشتغل، وقلة الناس اللى بيمارسوا الصنعة دى هى سر تميزها، مين كان يصدق أنى فى يوم أسافر أوروبا وكمان أعلم ناس هناك، ده بالفعل حصل وهنا اللى بيحب يتعلم بيجيلى وبابى مفتوح للناس كلها لأنى نفسى أحافظ على المهنة اللى قضيت حياتى فيها وأشوفها دايما فى أحسن حال».
