الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قوتنا في قارتنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عام 2019 عام بنكهة القارة السمراء بداية من تنظيم بطولة الأمم الأفريقية وحتى رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى فها نحن نستعيد وجودنا فى أفريقيا والدور الذى يجب أن تلعبه مصر فى أفريقيا باعتبارها أحد أهم أركان الأمن القومى بعد غياب دام طويلًا فى السنوات الماضية فقدنا فيها بعض شعبيتنا ونفوذنا فى أفريقيا ونحن غائب عنا أن قوتنا الحقيقية فى قارتنا.
فمصر كانت تقود يومًا ما أفريقيا ولديها علاقات تاريخية مع أغلب دول القارة ولم نكن نحتاج سوى تفعيل الدور المصرى فى القارة السمراء، ولدينا هذا العام فرصة ذهبية حتى نعلن أننا حقًا وليس شعارات عدنا لأحضان القارة السمراء.
وتعتبر الأسواق السياحية الأفريقية مهمة جدًا لكننا لم نعمل يومًا على استقطاب سائحين من هذه الأسواق برغم قرب المسافات، ولكن حان الوقت لفتح تلك الأسواق الجديدة فى ظل رئاسة مصر الاتحاد الأفريقى ليس بهدف اقتصادى فقط ولكن لتوطيد العلاقات بين الشعوب الأفريقية وبين الشعب المصرى وللتبادل الثقافى بيننا وبينهم، مع العلم أن فى كل دولة أفريقية هناك شرائح فى المجتمع ذات مستوى معيشى مرتفع ومتوسط يستطيعون أن يقوموا بالسفر المتكرر، ولديهم القدرة على الإنفاق أثناء وجودهم فى الرحلات السياحية.
وأتخيل كثيرًا شكل القارة والتغيير الذى سيحدث بعد إتمام مشروع السكة الحديد الذى يبدأ من الإسكندرية وينتهى فى جنوب أفريقيا لذا علينا السرعة فى فتح الأسواق السياحية الأفريقية، ولكن علينا أن نعمل على عدة محاور قبل البدء فى العمل على استقطاب تلك الأسواق.
أولًا يجب فتح خطوط طيران بين القاهرة وباقى مدن المحروسة وبين بعض الدول الأفريقية التى لا يوجد بيننا وبينهم خطوط طيران، كما يجب بدء التخطيط لفتح خطوط طيران شارتر «عارض» بين الدول الأفريقية والمدن السياحية فى مصر، فدون طيران لا توجد سياحة.
ثانيا علينا الوجود ثقافيًا فى القارة السمراء من خلال التواصل مع أدوار العروض السينمائية فى الدول الأفريقية لعرض الأفلام المصرية والاستثمار المصرى فى عروض مسرحية تعرض فى الدول الأفريقية، والقيام بتنظيم مهرجانات للفلكور الأفريقى داخل مصر بمشاركة كل الدول الأفريقية، وتبنى مصر الفنون الأفريقية ودعمهم والعمل على تسويق فنونهم ومنتجاتهم اليدوية، فقبل الاستثمار المالى علينا أن نعمل على الاستثمار الثقافى، وقبل التسويق السياحى علينا التسويق لثقافتنا داخل القارة السمراء. 
ثالثًا علينا العمل على تغيير الوعى الجمعى لدى المصريين تجاه بعض الدول الأفريقية وتغيير بعض المعتقدات عن تلك الشعوب من خلال المعرفة الحقيقية لعاداتهم وثقافتهم وذلك من خلال الإعلام الذى يجب أن يسلط الضوء على ثقافة وعادات الشعوب الأفريقية، وحتى الدول الأفريقية العربية لا يعلم أغلب المصريين عنهم الكثير برغم معرفتهم بثقافتنا جيدًا بسبب السينما والفن الذى كان منتشرًا وبقوة فى الماضى، حتى إنهم يفهمون لهجتنا جيدًا بسبب الفن المصرى والسينما والمسلسلات التليفزيونية التى كانت تعرض فى أغلب الدول العربية، فأستطيع أن أقول إننا يومًا ما فى الماضى كنا نحتل الوطن العربى ثقافيًا.
وبذلك نستطيع العمل على فتح الأسواق الأفريقية السياحية ثم تأتى خطوة أخرى يجب أن نعمل عليها، وهى تنظيم برامج مشتركة سياحيًا مع الدول الأفريقية، فالطبيعة والتنوع الثقافى داخل القارة السمراء ليس له منافس حقًا، ولكن أفريقيا لم تأخذ حقها حتى الآن سياحيًا بخلاف بعض الدول التى استطاعت أن توجد على الخريطة السياحية.
والخطوة الأهم لنا هو الاستثمار السياحى داخل القارة وتوجه المستثمرين المصريين ورجال الأعمال للاستثمار وضخ الأموال فى قطاع السياحة داخل القارة ولا نكتفى بالتجارة والصناعة والزراعة وزيادة حصة الصادرات، وأخيرًا أود استرجاع الذاكرة لما كان يعمل عليه وزير السياحة السابق هشام زعزوع بتدشين منظمة السياحة الأفريقية، وها قد حان الوقت لتأسيس تلك المنظمة على أن تكون مقرها مصر.