الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

شاب يشنق نفسه بعد طرده من منزله في عين شمس.. "سامحوني لأني تعبت" آخر جملة كتبها الضحية.. وزملاؤه: الجميع كان يحبه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الألم صعب، ولكن صعوبته ليست كمرارة المشاكل التى حاصرت «محمد» الشاب العشريني، والذى حاول إيجاد حل لمشكلته فلم يجد، ولم يعد قادرًا حتى على البوح بما يشعر به من إحباط ويأس، واستمرت معاناته حتى وجد نفسه ساقطًا فى دائرة الهلاك، لتنتهى قصته التى بدأت بحلم جميل، جثة معلقة مشنوقة.

تلك المعاناة، وذلك الألم، عاشه شاب لم يتجاوز عمره الـ 18 عامًا، فى منطقة عين شمس بالقاهرة، معاملته لم تكن طبيعية، المقربون منه كانوا يشعرون بتغير فى شخصيته، فهناك شىء ما قد تملكه، حاولوا التحدث معه ليبوح بهمومه، ولكنه كان رافضًا أن يبوح بما يعانيه حتى فوجئوا بانتحاره.
وأشار زملاء الضحية بداخل ذلك الكافيه الذى كان يعمل به فى منطقة عين شمس، إلى أنه كان حسن السمعة، ولم يكن لديه أى مشكلات مع أحد فى المنطقة، وأنه كان يقضى يومه كاملًا بـ«الكافيه»، ولكن الغريب أنه لم يكن يغادر إلى منزله بعد نهاية عمله.
وقال زملاء الشاب: إنه قضى 8 أشهر بداخل الكافيه الذى كان يعمل به، وطيلة تلك المدة لم يكن يذهب فى نهاية اليوم إلى منزله، وكأن هناك شيئًا ما كان يمنعه، ولكن لم يكن أحد يعلم ما السبب، فقد كان يبيت داخل مخزن الكافيه، وأنهم لاحظوا تغييرًا واضحًا فى شخصيته، ما يشير إلى تعرضه لضغوطات نفسية كبيرة، اتضحت جلية فى معاملته مع الزبائن بداخل الكافية، حسبما أكد أحد العاملين الذى شهد الواقعة.
وفى يوم الواقعة، صعد أحد العاملين إلى المخزن وتفاجأ بالمجنى عليه مشنوقًا ومعلقا بحبل قد صنعه وربطه فى سقف الغرفة، وأسفله كرسى استخدمه فى الانتحار، مشيرًا إلى أن المنظر كان مرعبًا وحزينًا للغاية، وعلى الفور أبلغ العاملون رجال المباحث الذين حضروا على الفور إلى مكان الواقعة.
محمد رحل، ولكن لم يبدو أن قصته لم تنته بعد، فقد ترك رسائل كثيرة كتبها بداخل «كشكول» صغير: «سامحونى، متزعلوش منى، غصب عنى انتحرت، مقدرش أتحمل أكتر من كده»، كما أن أسرته، بمجرد حدوث الواقعة، وإبلاغ رجال المباحث حضروا على الفور إلى المكان، وسط حالة من الذهول والدموع والصرخات التى لم تتوقف، فالجميع لم يعد مصدقًا ما حدث مع الضحية.
كما أن الضحية كان يعمل بالكافية، وكان محبوبا من الجميع، وكان أجره 80 جنيهًا يوميًا، كما أنه لم يكن يتعاطى أى مواد مخدرة، وكان ينفق أجره على شراء الملابس والأكل، ولم يكن مرتبطًا ولم تكن هناك أى علاقة عاطفية فى حياته، وكان منغلقا إلى حد كبير على نفسه، ولم يكن من الشخصيات الاجتماعية التى تفضل الحديث والبوح بمشاكلها.
وورد إخطار إلى اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، من قسم شرطة عين شمس، بالعثور على جثة شاب معلقة فى «كوفية» داخل مخزن كافيه، وعقب الفحص والانتقال تبين أنه نشبت مشادة كلامية بين المجنى عليه ووالده، فقام الأب بطرد ابنه من المنزل، ما تسبب فى إصابته بحالة نفسية دفعته إلى الانتحار، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.