ربما جاء خبر تعاقد الفنان فاروق الفيشاوى على تقديم عرض مسرحى جديد مفاجأة للكثيرين المتابعين للوسط المسرحى، خاصة أنه تعاقد على تقديم دور ثان فى مسرحية «الملك لير» أمام الفنان يحيى الفخرانى، بعد اعتذاره عن تقديم مسرحية «هولاكو» على خشبة المسرح القومى، والتى كان سيلعب خلالها دور الخليفة المستعصم بالله، آخر خلفاء الدولة العباسية قبل دخول التتار، وتدور أحداث العرض فى إطار تاريخى عن «هولاكو» قائد التتار الذى استولى على بغداد، وقضى على الخلافة العباسية، وأرسل إلى الخليفة المستعصم بالله يهدده ويتوعده، ويطلب منه الدخول فى طاعته وتسليم العاصمة، ورفض الخليفة الانصياع، فضرب «هولاكو» حصاره على المدينة المنكوبة التى لم تكن تملك شيئًا تدفع به عن قدرها المحتوم، فدخل المغول بغداد عام ١٢٥٨.
و جاء اعتذار الفيشاوى بسبب تكرار اعتذار عدد من النجمات على الوقوف على خشبة المسرح، مما تسبب فى تأجيل خروج العرض لفترة طويلة، وأصبحت الأسباب تتغير، من الحصول على نجمة، لرصد ميزانية، لصيانة مسرح، وغيرها من الأسباب، إلى أن جاء أهم سبب وهو إصابة الفيشاوى بالسرطان، مما جعله يعتذر عن العرض لحالته الصحية.
حيث لم يكن مناخ المسرح القومى يلائم الحالة النفسية والمرضية للفيشاوى، لتجعله يستمر فى الرغبة لتقديم عرض مسرحى على خشبة المسرح القومى، وفى الوقت نفسه كان داخل الفيشاوى رغبة كبيرة للوقوف على خشبة المسرح، وهو ما اضطره يوافق على أفضل عرض قدم له خلال تلك الفترة لتقديم مسرحية جديدة أثبتت نجاحها من قبل، وأمام نجم كبير مثل الفخرانى.
وربما كان هذا هو نفس السبب الذى جعل الفنان يحيى الفخرانى يتراجع عن فكرة إعادة عرض مسرحيته «ليلة من ألف ليلة» التى كان من المقرر عرضها على خشبة المسرح القومى خلال الموسم الشتوى، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته العام الماضى، ووصل إجمالى إيراداتها ٦ ملايين جنيه، ورغم وضع المسرحية ضمن خطة البيت الفنى للمسرح، لم يتم إعادتها مرة أخرى، وفضل الفخرانى تقديم مسرحية «الملك لير»، والتى سبق أن قدمها على خشبة المسرح قبل ١٧ عامًا، وتحديدًا عام ٢٠٠١، حيث أخرجها مسرحيًا أحمد عبدالحليم وتليفزيونيًا جمال عبدالحميد، وشارك فى بطولتها سوسن بدر، أحمد سلامة، ريهام عبدالغفور، أشرف عبدالغفور، سلوى محمد على، مروة عبدالمنعم، رشدى الشامى، عهدى صادق، وآخرين وحققت المسرحية نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.
وتدور أحداث المسرحية حول «الملك لير» الذى قرر أن يوزع أملاكه على بناته الـ ٣، ولأن ابنته الصغرى لم تشأ أن تنافقه فقد حرمها من نعمه، وأثناء توزيعه للأملاك اشترط أن يقيم مع كل واحدة من بناته لفترة معينة، غير أن ابنتيه الكبيرتين تقرران الاستيلاء على كل شىء وتطردان والدهما الذى لا يجد الملاذ سوى لدى ابنته الصغرى.
