تحدث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، عن دعوة القديس بطرس، عندما رآه المسيح يغسل الشباك مع صيادين آخرين، وكان متعَبا ومحبَطا لأنه لم يصطد شيئا في تلك الليلة.
وأضاف فى عظته بساحة القديس بطرس اليوم: وهنا يفاجئه يسوع بفعل غير متوقَّع، حيث يصعد إلى السفينة طالبا منه أن يُبعد قليلا قائلا لسمعان "سِرْ في العُرْض، وأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد".
وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن إجابة سمعان بالرفض أولا، حين قال: "يا مُعَلِّم، تَعِبْنا طَوالَ اللَّيلِ ولَم نُصِبْ شَيئًا.."، إلا أنه وبفضل وجود المسيح وبنور كلماته يقول "ولكِنِّي بِناءً على قَولِكَ أُرسِلُ الشِّباكَ".
وتابع البابا فرنسيس إن هذه هي إجابة الإيمان والتي نحن أيضا مدعوون إلى تقديمها، هي الجاهزية التي يطلبها الله من تلاميذه جميعا وخاصة مَن يتحملون واجب المسئولية في الكنيسة.
ثم تحدث بابا الفاتيكان عن طاعة بطرس الواثقة هذه والتي أدت إلى نتيجة عجائبية "وفعَلوا فأصابوا مِنَ السَّمَكِ شَيئًا كثيرًا جدًا"، موضحًا: وهذا الصيد العجائبي هو علامة قوة كلمة الله الذي يصنع فينا أمورا عظيمة حين نضع أنفسنا بسخاء في خدمته.
وأضاف البابا أن هذا ما يفعل الله مع كلٍّ منا، يطلب منا أن نستقبله على سفينة حياتنا كي ننطلق معه مجددًا مبحرين في بحر جديد نكتشف امتلاءه بالمفاجآت.
وأكد أن دعوة المسيح للخروج إلى بحر البشرية، كي نكون شهود اللطف والرحمة، تمنح حياتنا معنى جديدًا، مستطردًا،نميل إلى رفض الدعوة معتبرين أنفسنا غير ملائمين، فيما يشجعنا المسيح بقوله: "لا تَخَفْ! سَتَكونُ بَعدَ اليَومِ لِلبَشَرِ صَيَّادًا، وذلك لأن الله إن وثقنا فيه يحررنا من خطيئتنا ويفتح أمامنا أفقًا جديدة.
واختتم: إن المعجزة الكبيرة التي صنعها المسيح لبطرس والصيادين المتعَبين والمحبَطين ليست الشبكة الممتلئة بالسمك، بل مساعدته إياهم على ألا يسقطوا ضحايا خيبة الأمل والإحباط أمام الهزائم، لقد جعلهم ينفتحون على أن يكونوا معلِني وشهود كلمته وملكوت الله، وكانت إجابة التلاميذ سريعة وتامة "فرَجَعوا بِالسَّفينَتَينِ إِلى البَرّ، وتَركوا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعوه".
