الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رينيه ديكارت.. أبو الفلسفة الحديثة

رينيه ديكارت
رينيه ديكارت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل غدا الإثنين، ذكرى وفاة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت والذي توفي في مثل هذا اليوم عام 1650، ولقب "بأبو الفلسفة الحديثة"، وما جاء بعده من الأطروحات الفلسفية الغربية هي انعكاسات لأطروحاته، والتي ما زالت تُدرّس حتى اليوم، خاصة كتاب" تأملات في الفلسفة الأولى".
ولد ديكارت في لاهاي، وهي بلدة صغيرة بمنطقة التورين بفرنسا، وماتت أمه بالسل بعد ولادته بأيام قليلة، وورث عنها المرض، وكان في صباه شاحب اللون، يسعل سعالًا يثير الشفقة، إلى أن أيقن الطبيب المعالج له أنه سيفارق الحياة، إلا أن مرضعته لم تتخلَّ عنه بالرغم مما قاله الطبيب، بل على العكس أمدته بالدفء والغذاء من جسدها، وربما سمي لهذا السبب، باسم رينيه "وهي كلمة مشتقة من أصل لاتيني بمعنى ولد من جديد"، وكان والده محاميا وعضوًا في البرلمان، وترك لابنه عند وفاته دخلا يُقدر بستة آلاف فرنك في العام.
وكان لأعمال ديكارت بعض الأثر على الأدب والفن في فرنسا فأسلوبه كان جذابا وشيقا، وهنا كانت الفلسفة بلغة قومية في متناول الجميع بشكل خطير، وقلّما يتحدث فيلسوف بمثل هذه الألفة الساحرة المثيرة بمثل السلاسة، ولم يكن كتابه "مقال في المنهج" مجرد رائعة من ورائع النثر الفرنسي، بل إنه كذلك ضرب، للعصر الزاهر في فرنسا، مثلا في لغته وأفكاره، للترتيب وبراعة التفكير والإعتدال في الآداب والفنون والسلوك والحديث. وتلاءم تأكيده على الأفكار الواضحة الجلية مع الذهن الفرنسي، وأصبح رفعه من شأن العقل أول قاعدة من قواعد الأسلوب الممتاز عند الناقد الفرنسي بوالو. 
أصدر ديكارت كتابه "التأملات في الفلسفة الأولى" وضع فيه تأملاته في الفلسفة وقسم كتابه إلى ستة تأملات حيث يرى أن الأشياء التى تكون موضع للشك ويعتبر هذا الشك منهجي ولا نستخدمه الا كوسيلة للوصول الى يقين واضح قائلا: "أنه يجب النظر الى كل ما يمكن أن يوضع موضع الشك على أنه زائف" ويقصد بهذا التعبير أنه لن يقبل بأي شئ على أنه حقيقي ما لم يخضع لإمتحان الشك الذي يستطيع به الوصول إلى شئ يقيني عن طريق برهان عقلي.
ويُعارض ديكارت الكثير من أفكار أسلافه، ففي مقدمة عمله "عاطفة الروح"، يذهب بعيدًا لتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن أحد سبقه لطرح هذا الموضوع، وبالرغم من هذا فإن العديد من الأفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة والرواقية في القرن السادس عشر أو في فكر أوغسطين. 
أصدر ديكارت العديد من المؤلفات منها "تأملات في الفلسفة"، " مبادئ في الفلسفة، "قواعد لتوجيه الفكر" وغيرها.