قريتي.. "عكرشة الخانكة" تحوي مصانع الموت.. وقرارات التطوير "حبيسة الأدراج"

حالة من الاستياء سيطرت على عدد كبير من أهالي الخانكة بمحافظة القليوبية، بسبب منطقة "العكرشة"، القرية التابعة للمدينة، والتي تنذر بكارثة كبري؛ بسبب آلاف المصانع من بير السلم المنتشرة بالقرية، والتي تقضي علي صحة المواطنين.

العكرشة بها أكثر من 1500 مصنع وورشة تحت بير السلم يعمل بها أكثر من ٥٠٠٠ عامل، على مساحة حوالى ٢٥٠ فدان، وجميع المصانع الموجودة تستخدم خامات غير مصرح بها دوليا، وتتسبب في أمراض عديدة أبرزها السرطان.

يقول "علي مطاوع"، أحد أهالي القرية، فقدت شقيقتي إثر وفاتها بمرض السرطان، نتيجة تلك المواد التي يستخدمها معدومي الضمير في تلك المصانع، مشيرا إلى أن سماء القرية مملوءة دائما بسحابات سوداء مملؤة بالغبار والغازات التي تصيبنا باختناق الذي يؤدي فيما بعد إلى الموت.

وتابع "حسين عبد الراضي"، أن الرشاح بداخل القرية، تنبعث منه روائح كريهة وتطفو على مياهه جميع أنواع المخلفات التي غطت سطحه بخلاف أكوام المخلفات على جانبيه، مشيرا إلي أنه مر علينا العديد من المحافظين، الذين وعدونا بتطوير المنطقة وتنميتها والقضاء على مصانع بير السلم.

وأكد أنه جرى تخصيص ٣٠ مليون جنيه لتطوير العكرشة وتقنين أوضاعها بيئيا وقانونيا، وتشكيل لجام لتطوير المنطقة، ولكن كل تلك القرارات أصبحت حبيسة أدراج المسئولين.

وأكد "رأفت سمير"، أن مصانع القطن المليئة بالأقمشة والأقطان من مخلفات المستشفيات المدعمة بالدماء الملوثة، يعاد تدويرها، ويستخدمها البعض في مفروشاتهم وحشو لعب الأطفال التي بدورها تنقل الموت إليهم دون أن يشعروا بذلك.

وطالب "صبحي عبد الصمد"، مواطن، محافظ القليوبية، بالاهتمام بالمنطقة ووضعها علي خريطة التطوير، مشيرا إلى أن القرية لا توجد بها مستشفى ولا سيارة إطفاء ولا سيارة إسعاف لنقل المصابين رغم أنها مليئة بالمصانع، موضحا أن المنطقة يحدث بها العديد من الحرائق، مما ينذر بكارثة كبري.

من جانبه، أكد الدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية، أنه تفقد مؤخرا منطقة العكرشة بأكملها سيرا على الأقدام، حيث زار مصرف العكرشة والوحدة الصحية الموجودة بالمنطقة وورش للف المواتير وخراطة الحديد وورش لإنتاج الأقمشة.

وأضاف أنه أمر بتوفير سيارة إسعاف للمنطقة وإنشاء نقطة إطفاء وتوفير سيارات كسح وإزالة الأتربة والإشغالات من أمام المصانع وكذلك تطهير المصرف وتغطية الرشاح وتوفير حلول عاجلة لضعف المياه والكهرباء بالمنطقة، عمل خزانات مياه.