أعاد محمود فهمى النقراشي، فتح باب المفاوضات مرة أخرى مع بريطانيا بعد توليه الوزارة عام ١٩٤٥ حول الجلاء، وحاول إحياء اتفاق «صدقى بيفن» الذى أفشلته المظاهرات الشعبية، فتقدمت حكومته فى ديسمبر عام ١٩٤٥ بمذكرة للسفير البريطانى بطلب بدء المفاوضات حول الجلاء.
وجاء الرد البريطانى فى يناير ١٩٤٦، وأكد الثوابت الرئيسية التى قامت عليها معاهدة ١٩٣٦، والتى أعطت مصر استقلالًا منقوصًا، يتمثل فى بقاء قوات بريطانية فى مصر لتأمين قناة السويس، وكان ردا صاعقا على الشعب المصرى الذى كان كله آمال فى الاستقلال.
نتيجة لذلك اندلعت المظاهرات العارمة للطلبة فى كل أنحاء مصر، تطالب بالجلاء وقطع المفاوضات، وفى ٩ فبراير عام ١٩٤٦ خرج الطلبة فى مظاهرة من جامعة فؤاد الأول إلى قصر عابدين، وسلكوا طريق كوبرى عباس، وتصدى لهم البوليس وحاصرهم فوق الكوبرى، وتم فتح الكوبرى أثناء محاصرة الطلبة فسقط الكثير منهم من فوق الكوبرى فى النيل.
فأطلق البعض عليها «مذبحة كوبرى عباس»، وألقى اللوم على رئيس الوزراء النقراشى الذى كان رئيسًا للوزراء، وكان يتولى وزارة الداخلية أيضًا، والبعض الآخر اتهم حكمدارى القاهرة، راسل باشا والجيزة فيتز باتريك باشا، لأنهما المسئولان عن قمع مظاهرات الطلبة، أما من حيث الضحايا والإصابات البعض يقول إن مئات الطلبة قد أصيبوا إصابات بالغة.
