الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى رحيله.. أزمة المتنبي بعد فراق سيف الدولة الحمداني

سيف الدولة الحمداني
سيف الدولة الحمداني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الجمعة 9 فبراير ذكرى رحيل سيف الدولة الحمداني، مؤسس إمارة حلب وأبرز أمراء الدولة الحمدانية، استقل بشمال سوريا واستطاع أن يقف في وجه مد الدولة الإخشيدية في مصر، وأن ينافس الدولة العباسية في بغداد.

اشتهر برعايته للفنون والعلوم، ووقف على بابه الشعراء والأدباء، فأعطاهم من خزائنه، حتى كتبت فيه القصائد التي خلدها التاريخ الأدبي لعصر دولته في حلب، كان من أشهر علماء عصره ابن خالويه النحوي المشهور، وأبو نصر الفارابي الفيلسوف، كما اعتنى بابن عمه وأخي زوجته أبي فراس الحمداني شاعر حلب، وقال هو نفسه الشعر، وله أبيات جيدة، وأصبحت عاصمة دولته حلب مقصدا للعلماء والشعراء العرب في هذه الفترة.

يكاد لا يذكر سيف الدولة إلا ومعه المتنبي الشاعر الطموح، فكلاهما كونا أشهر ثنائي في تاريخ الأدب والسياسة، مدح المتنبي الأمير بالعديد من القصائد التي ذاعت شهرتها، ونال بها الشاعر قربًا من الأمير حتى سعى الوشاة به عند السلطان وقيل من بين هؤلاء كان الشاعر والأمير أبو فراس الحمداني، الذي نصح سيف الدولة قائلا: "إن هذا المتشدق - يقصد المتنبي- كثير الإدلال عليك، وأنت تعطيه كل سنة ثلاثة آلاف دينار عن ثلاث قصائد، ويمكن أن تغرق مائتي دينار على عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره". فتغير الأمير على المتنبي.

خرج المتنبي من حلب إلى دمشق ليصل إلى مصر حيث كافور الإخشيدي، ويغادر إلى الكوفة بعد تدهور علاقته بكافور، وموت صديقه فاتك الرومي أمير الفيوم، ولم يسترح في إقامته بين الوزير المهلبي ومعز الدولة ببغداد، فرحل إلى فارس حيث الديلم وعضد الدولة فوجد ترحيًبا وكرمًا وعند عودته إلى الكوفة من جديد تربص به بعض الموتورين من قصيدة هجا فيها ضبة بن يزيد القرمطي فقتلوه.

ومرَّ المتنبي بحال صعبة للغاية حتى وصل به الحال أن يستجدي بشعره صغار الناس أمثال محمد بن زريق الذي وصله "أعطاه" على قصيدة بعشرة دراهم، فعاتبه أحدهم في قلة الجائزة مع حسن الشعر وجودته، فقال بن زريق: "والله ما أدري أكان شعره حسنًا أم قبيحًا؟ ولكني أزيده لأجل خاطرك عشرة دراهم أخرى".